ماذا تعني «التعبئة الجزئية» التي أعلنها بوتين؟ وما قصّة وجود «بند سرّي»؟

ماذا تعني «التعبئة الجزئية» التي أعلنها بوتين؟ وما قصّة وجود «بند سرّي»؟

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن «تعبئة جزئية» في روسيا اليوم الأربعاء 21 أيلول/سبتمبر 2022. وذلك عبر مؤتمر صحفي متلفز على الهواء مباشرة خاطب من خلاله المواطنين والعسكريين الروس. فماذا تعني «التعبئة الجزئية»؟ وبماذا يتعلّق «البند السرّي» الذي احتوى عليه مرسوم التعبئة وقرّرت القيادة الروسية إخفاءه؟

 

نشرت وزارة الدفاع الروسية مقابلة مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نهار اليوم الأربعاء بعد إعلان الرئيس الروسي للتعبئة الجزئية في البلاد صباح اليوم، حيث قام المحاور بطرح عدد من الأسئلة على شويغو، كان اثنان منها بشكل خاص لاستيضاح معنى التعبئة الجزئية. وفيما يلي السؤالين وإجابات شويغو كما نشرها الحساب الرسمي لوزارة الدفاع الروسية على تلغرام...

 

سؤال: اتخذ رئيس روسيا قراراً بالشروع في «تعبئة جزئية». من فضلك، هلّا علّقت بمزيد من التفصيل على إجراءات هذه التعبئة: من يجب تجنيده؟ كم سيكون عدد المجندين؟ وما هي الإجراءات التي سيتم تطبيقها على المجندين من الاحتياط؟

 

جواب شويغو:

«أنت محق، بالضبط من الاحتياطي. إنهم ليسوا أشخاص لم يروا قط أي شيء يتعلق بالجيش... إنهم بالتأكيد أولئك الذين قاموا بالخدمة، ولديهم مهنة عسكرية، ومهنة ضرورية حاليًا في القوات المسلحة، ولديهم خبرة قتالية».

«وبالطبع أريد أن أستبق الأسئلة التي يمكن أن تظهر في هذا الصدد، فأقول: الأمر لا يتعلّق بتعبئة أو تجنيد الطلاب الذين يدرسون حاليًا في مؤسسات التعليم العالي. كلهم سيتابعون حضور الدروس ولن يقوم أحد بتجنيدهم أو تعبئتهم».

«الأمر نفسه ينطبق على أولئك الذين هم حاليًا في الخدمة الإلزامية. إنهم لن يشاركوا في ذلك؛ لا يجوز تعبئتهم أو إرسالهم للمشاركة في العملية العسكرية الخاصة. سيواصل مجنّدونا الخدمة في أراضي الاتحاد الروسي كما فعلوا من قبل. هذا لأن لدينا موارد تعبئة هائلة، موارد من أولئك الذين أدّوا الخدمة. إنّ هنالك حوالي 25 مليون من الذين لديهم خبرة قتالية ومهنة عسكرية».

«لذلك يمكنك أن تفهم بأن هذه التعبئة هي تعبئة جزئية: واحد في المائة أو أكثر قليلاً من مورد التعبئة بأكمله».

«يبلغ طول خط المواجهة نفسه أكثر من 1000 كيلومتر. وهذا الخط طبيعي ومن الضروري تدعيم هذه المنطقة والسيطرة عليها، وفوق كل شيء، هذا هو الغرض الذي يتم العمل من أجله، أعني التعبئة الجزئية».

«بالطبع، بمجرد تجنيدهم، سوف يتم تدريبهم وإعادة تأهيلهم. سيتم تنسيق الأطقم والفرق والفصائل... وعندها فقط سيبدأون في تنفيذ المهام الموكلة إليهم».

 

سؤال: هل يمكن أن نذكر عددًا معينًا من المجندين الاحتياطيين؟

 

جواب شويغو:

«نعم بالطبع سيتم تجنيد 300 ألف جندي احتياط. لكنني سأسرع بالقول إن هذا العمل لن يتم على الفور، ولكن بشكل روتيني، كما قلت بالفعل. ليس من المفترض بالأمر أن يكون مثل «حصَّادة واسعة الالتقاط» من أجل «التقاط» الجميع بسرعة، لا».

«تصادف أن هذا الإجراء [التعبئة الجزئية] يأتي في وقت كنا فيه على وشك إجراء تدريبات للتعبئة. وكما تعلم، لقد كنا نجري هذا النوع من التدريبات لمدة أسبوعين أو أكثر قليلاً للبعض ما من أجل استعادة مهاراتهم في قيادة المركبات القتالية. ولقد تزامن هذا الحدث مع الإعلان عن التعبئة الجزئية. ولهذا السبب قمنا بإلغاء التدريبات المقررة ونبدأ الآن في تنفيذ التعبئة الجزئية».

 

تلك كانت أجوبة شويغو حول الموضوع.

 

وفي سياق متصل كان ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي لرئيس الاتحاد الروسي، قد أوضح للصحافة اليوم أيضاً، أن الفقرة السابعة من مرسوم التعبئة الجزئية الذي وقّعه بوتين اليوم، (القانون التنظيمي الجديد) «لا تخضع للإفصاح»، لأنها تحتوي على «معلومات ذات طبيعة سرية»، ويحدّد الوصول إليها باختصاص رسمي حصراً، بحسب ما نقلت وكالة تاس وصحيفة برافدا.

 

ومع ذلك، كشف بيسكوف أنّ البند السرّي المقصود يحتوي على معلومات حول عدد المواطنين الذين سيتم تعبئتهم في القوات الروسية: «قال شويغو في مقابلته – 300 ألف شخص. أما هناك [في البند السرّي] فنحن نتحدث عن العدد الذي يصل إلى 300 ألف شخص»، بحسب ما قال بيسكوف، وفق ما نقل موقع «توب وار» الروسي.

 

كذلك أوضح بيسكوف أنه لم يتم اتخاذ قرارات بشأن تغيير وضع العملية العسكرية الخاصة وليس هناك فرض للأحكام العرفية بعد الإعلان عن التعبئة الجزئية في روسيا.

 

يجدر بالذكر بأنّ وثيقة مرسوم التعبئة الجزئية تنص على أن المواطنين الذين تم تعبئتهم سوف يخدمون في وضع الجنود المتعاقدين مع دفع البدلات المناسبة. وتستمر مدة بقائهم في صفوف القوات المسلحة للاتحاد الروسي حتى انتهاء سريان المرسوم. ومع ذلك، يمكن تسريحهم في حالة بلوغهم الحد الأقصى للعمر المسموح به، أو لأسباب صحية، وإذا أدينوا بقضية يترتب عليها حرمانهم من حرّيتهم.

 

وبحسب المرسوم، تبدأ مكاتب التسجيل والتجنيد العسكري في البلاد، ابتداءً من اليوم 21 أيلول/سبتمبر 2022، في تنفيذ أنشطة التعبئة، وحشد المواطنين ذوي الخبرة في الخدمة العسكرية، في المقام الأول من ذوي الخبرة القتالية وتخصصات التسجيل العسكري اللازمة للقوات. ووجّه وزير الدفاع إلى مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية العمل بالتعاون الوثيق مع السلطات الإقليمية.