فنزويلا وإيران وزمن هزيمة العقوبات الأمريكية
 بريس تي.في بريس تي.في

فنزويلا وإيران وزمن هزيمة العقوبات الأمريكية

وصل إنتاج النفط الفنزويلي إلى وسطي 900 ألف برميل يومياً في كانون الأول، وإلى نحو 850 ألف برميل يومياً في كانون الثاني، وذلك وفقاً لمصادر صحيفة ميامي هيرالد.

ترجمة : قاسيون

وذكرت الصحيفة بأنّ السبب الرئيس في قدرة فنزويلا على زيادة إنتاجها من النفط هو شحنات «المخففات» التي أرسلتها إيران، والتي سمحت للبلاد بالتعويض عن الانخفاض المحلي من الإنتاج.

هذه المخففات، وهي من مشتقات النفط المعروفة باسم naphtha نافثا، ضرورية جداً لتقليل لزوجة النفط الخام الفنزويلي الثقيل للغاية.

وأكد خبراء النفط الفنزويلي النمو الكبير في إنتاج النفط في البلاد، مؤكدين أنّ النافثا الإيرانية ضرورية للحكومة في كاراكاس حتّى تتمكن من بيع الخام من حزام أورينوكو النفطي بعد تخفيفه.

قال خوان فرنانديز، المدير التنفيذي السابق للتخطيط لشركة «بتروليوس دي فنزويلا PDVSA»، بأنّ الكثير من العناصر تشير إلى زيادة فنزويلا للإنتاج النفطي. وقد قدّر فرنانديز بأنّ كلّ برميل من المخففات يسمح لفنزويلا بإنتاج ثلاثة براميل نفط فنزويلي. وأنّ التقديرات تقول إن فنزويلا قد زادت  إنتاجها بـ 450 ألف إلى 500 ألف برميل يومياً بسبب مساعدة إيران.

عادة ما يُباع خام النفط الفنزويلي بأقلّ من 25 دولار للبرميل بسبب العقوبات الأمريكية. وبما أنّ خام برنت يبلغ الآن حوالي 90 دولار للبرميل، فبيع 600 ألف برميل يومياً يعني تحقيق إيرادات شهرية بقيمة 1.1 مليار دولار شهرياً.

يمكن لتدفق النفط الفنزويلي أن يذهب أبعد من ذلك في المستقبل القريب، فسعر خام برنت قد يجاوز 100 دولار للبرميل في الأسابيع المقبلة.

 زمن هزيمة العقوبات الأمريكية

يتوافق هذا مع إعلان مادورو بأنّ فنزويلا قد نما اقتصادها بنسبة 4% العام الماضي، وذلك بعد ركود استمرّ 5 أعوام بسبب حرب المقاطعة الأمريكية. وتوقّع أن تحقق فنزويلا نمواً اقتصادياً في الربع الثالث يصل إلى 7.6%.

كان إنتاج النفط الفنزويلي ينخفض تدريجياً على مرّ السنين من 3.2 مليون برميل يومياً أيام الرئيس الراحل هوغو تشافيز في 1999. بحلول الوقت الذي تولى فيه مادورو منصبه في 2013، بلغ الإنتاج 2.5 مليون برميل يومياً، وأدّى نقص الاستثمار في الصناعة نتيجة للعقوبات الأمريكية إلى خفض المستوى إلى 1.34 مليون برميل يومياً في المتوسط عام 2018.

ثمّ وصل الإنتاج الفنزويلي إلى أدنى من مليون برميل نفط يومياً بعد فرض الرئيس ترامب العقوبات في كانون الثاني 2019. حيث منعت التعامل مع الشركة الفنزويلية، وهددت بعقاب أيّ شركة أمريكية أو أجنبية تتعامل مع الشركات الفنزويلية المملوكة للدولة.

لكنّ الحكومة الأمريكية أعلنت باسم المتحدث باسم وزارة الخزانة في أيلول العام الماضي عن «قلقها» بشأن التقارير التي تفيد بأنّ إيران وفنزويلا توصلتا إلى اتفاقيات رئيسية لزيادة تعاونهما في قطاع النفط.

في تحدّ للعقوبات الأمريكية، أرسلت طهران العديد من شحنات البنزين إلى فنزويلا لمساعدتها في تخطي النقص لديها في 2020، وكذلك الكثير من المعدات لمساعدة شركة نفط الدولة على إصلاح مصافيها المتداعية.

يمكن أن تساعد الإمدادات الإيرانية فنزويلا على زيادة صادراتها من الخام حيث تحتاج البلاد إلى الإيرادات لتحسين الاقتصاد الذي عانى بسبب العقوبات الأمريكية. قامت إيران بشحن المواد الغذائية وقطع غيار المصافي والمكثفات والبنزين، وتلقت من فنزويلا نفطاً خاماً وسلعاً أخرى بالمقابل.

تستهدف العقوبات الأمريكية مبيعات النفط الإيرانية منذ عام 2018 عند انسحاب الإدارة الأمريكية من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي. تمكنت كلّ من إيران وفنزويلا من تحمل الضغوط الاقتصادية للعقوبات غير المسبوقة، مع إيجاد طرق للالتفاف عليها تدريجياً.

 

بتصرّف عن:

Venezuela doubles oil output despite U.S. bans thanks to Iran’s help

 

آخر تعديل على الإثنين, 31 كانون2/يناير 2022 13:42