اللي بيتو من بلور: الغرب عندما ينتقد الصين
آي جُن آي جُن

اللي بيتو من بلور: الغرب عندما ينتقد الصين

شهد عام 2020 خللاً وظيفياً تاماً في نظام الولايات المتحدة السياسي والاجتماعي. عانت أمريكا على الأقل من فيروسين: كورونا المستجد، وداء مزمن في المجتمع الأمريكي هو العنصرية. ولسوء الحظ فقد تُرك كلا الفيروسان في حالة متأزمة ودون علاج. ورغم ذلك فسلوك الغرب بانتقاد الصين مستمر، وآخر صيحة في هذا المجال، مقالٌ طويل في صحيفة وول ستريب جورنال بعنوان جذاب: «بكين تسرّع حملة الامتصاص العرقي».

بقلم: آي جُن
ترجمة قاسيون

وفي إعادة للهراء المتكرر في وسائل الإعلام الغربية، تمّ اتهام الحكومة الصينية بأنّها تطبّق «رقابة شرطة عالية التقنية... ورصداً وتحكم» على أقليات البلاد. وكذلك بأنّ القانون الصيني الجديد في منغوليا الداخلية يشجّع تعليم لغة الماندرين في محاولة «لمحو» اللغة المنغولية المحلية.

من الطبيعي أن تتعامى الصحيفة عن جهود الحكومة في اجتثاث الإرهاب الذي عانت منه شينغيانغ، وألّا تقرّ بأنّ ما يدّعون بأنّه منشآت «للاحتجاز الجماعي» هو في الحقيقة مدارس ومنشآت تعليمية ومهنية ساعدت السكان المحليين على مر الأعوام على الدراسة وتعلم المهارات لإيجاد عمل شريف والابتعاد عن التطرف الديني. وقد أثمرت هذه السياسة، حيث نجد معدلات التوظيف قد ازدادت بشكل كبير في شينغيانغ، والهوة بين الأثرياء والفقراء قد تقلصت.

كما أنّ الصحيفة لن تناقش أيضاً منشآت الرقابة العامة بوصفها ممارسة شائعة بين الحكومات حول العالم للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي. تظهر البيانات بأنّه بحلول عام 2010 كان هناك 4.2 مليون كاميرا مراقبة في بريطانيا، ما يمثل 25% من مجموع كاميرات المراقبة حول العالم. كما أنّ كاميرات المراقبة موجودة في الولايات المتحدة بشكل واسع النطاق وموجهة على المارة والسيارات. لكنّ معايير الإعلام الغربي المزدوجة تقول بأنّ الكاميرات في بريطانيا والولايات المتحدة هي لحفظ الأمن العام وجعل الشوارع أكثر سلامة، بينما هي في الصين للسيطرة على الأقليات العرقية وامتصاصها!

كما تجنبت الصحيفة ذكر أنّ الحكومة لم تجبر الطلاب في منغوليا الداخلية على التخلي عن لغتهم المحلية، وتعامت عمداً عن ذكر أنّ القانون الجديد لم يغير النظام التعليمي ثنائي اللغة. كما لن تذكر أبداً بأنّ تعليم لغة «البوتنغهوا = اللغة الصينية الحديثة المعيارية» للطلاب المحليين تهدف لمنحهم فرصاً أكبر للوصول إلى التعليم والوظائف في بقية أنحاء البلاد، ناهيك عن التواصل الثقافي معها.

كلّ من يزور شينغيانغ أو التبت اليوم سيدرك عدم وجود تطهير عرقي أو تمييز، وسيشهد التطور والتقدم الاجتماعي. بينما على العكس من ذلك فقد شهدنا في الولايات المتحدة على خلفية مأساة خنق الشرطة لجورج فلويد، أنّ لون البشرة لا يزال يلعب دوراً حاسماً في تقرير مصير الأمريكيين. لم يتم تحسين وضع الملونين في أمريكا منذ سنين طويلة.

السود في أمريكا معرضون للموت على يد الشرطة أكثر بـ 2.5 مرة من البيض، وفقاً لتقارير صحفية. ووفقاً للمنظمات غير الربحية الأمريكية: السود معرضون للموت على يد الشرطة أكثر بـ21 ضعفاً من البيض. تظهر التقارير بأنّ معدلات بطالة الأمريكيين السود أعلى بضعفين من التي لدى البيض. كما أن هناك مشردين ملونين أكثر بكثير من البيض.

لكنّ الإعلام الغربي يبقى يتناسى بأنّ «اللي بيتو من بلور لا يرمي الناس بحجاره».

 

بتصرّف عن: It's a shame for WSJ to attack China