ما جدوى الأعمال الصغيرة ضمن إطار عمل رأسمالي؟
مات بروينغ مات بروينغ

ما جدوى الأعمال الصغيرة ضمن إطار عمل رأسمالي؟

كتب مات بروينغ مقالاً يتحدث فيه، ضمن الإطار الاقتصادي الرأسمالي، عن المبالغة في جدوى الأعمال الصغيرة والخيالات التي تنسج حولها. ورغم أنّ الإحصاءات التي يوردها المقال تختصّ بالولايات المتحدة، فإنّ الفكرة العامة للمقال تنطبق عموماً على كافة المجتمعات التي بات للرأسمالية اليد الطولى في الأعمال فيها.

تعريب وإعداد: هاجر تمام

يقول بروينغ بأنّ «الحركة المناهضة للاحتكار» تدفع بشدّة تجاه التفكير بأنّ تعزيز الأعمال الصغيرة هي فكرة جيدة، فيقول: «يبدو أنّ الدافع الجزئي لهذا التفكير هو وجهة النظر التقنية القائلة بأنّ الأعمال الصغيرة هي طريقة لمقارعة الشركات الكبرى، والدافع الجزئي الآخر هي الفكرة الإيديولوجيّة الجميلة بأنّ هناك شيء عادلاً وجميلاً بطبيعة الأعمال والدكاكين الصغيرة.

لكنّ الواقع يشير إلى أنّ تعزيز الأعمال الصغيرة ليست فكرة حسنة بكليتها. «فالأعمال الصغيرة تدفع أجوراً أقل، وتمنح مزايا أسوأ، وغالباً ما تحرم عمالها من الحماية العمّالية المهمة».

ويورد المقال بأنّه على صعيد الأجور: «في الربع الأول من 2017، كان وسطي أجور الشركات التي تشغّل ما بين خمسة إلى تسعة عمّال هي 849 دولار أسبوعياً. بينما في الشركات التي تشغّل ألف موظف فأكثر، فكان وسطي الأجور الأسبوعي 1793 دولار».

وعلى صعيد المزايا: «في 2016، حوالي 20% من الشركات التي توظف ما بين موظف وتسعة موظفين قد أمنتهم صحياً، بينما ترتفع النسبة إلى 99.8% في الشركات التي لديها ألف عامل فأكثر». وينسحب هذا على «حزمة الرفاه» والتعويضات كذلك.

وبالنسبة للحماية، يظهر الجدول الإحصائي بأنّ القدرة على التنظم نقابياً من جهة، وعلى اختيار الحماية الأقصى التي يمنحها القانون تصبّ في صالح الشركات الأكبر. فعلى سبيل المثال، يتمتع عمّال الشركات الصغرى التي لا ينقص عدد عمالها عن 15 ولا يزيد عن عشرين، بالحماية من التمييز العنصري. بينما يتمتع عمال الشركات التي يزيد عدد عمالها عن 50 بالحماية من التمييز العنصري والجنسي والديني والإعاقة والسن، وبتأمين صحي بعد مغادرة العمل وبتأمين صحي عائلي وإجازات مرضية مدفوعة الأجر.

وينهي المقال: «لا يعني ما نقول بأنّ الأعمال الصغيرة هي غير نافعة بشكل كلي. فخلق أعمال جديدة تبدأ صغيرة غالباً، هو أحد الطرق التي تسمح بحقن النظام بالابتكار والتجديد. لكن هناك فرق بين دعم المشاركين الصغار في الاقتصاد من أجل إبقاء على قناة هامّة من الابتكار مفتوحة، وبين دعم بنية اقتصاديّة تسعى لإبقاء الأعمال صغيرة على الدوام. فهذه البنية ستكون كارثيّة على العموم، وعلى العمّال خصوصاً».

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني

آخر تعديل على الخميس, 06 حزيران/يونيو 2019 19:43