ما أهمية الاتفاق الصيني الأمريكي؟

ما أهمية الاتفاق الصيني الأمريكي؟

عقد قادة الصين والولايات المتحدة اجتماعا في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، توصلا خلاله الى توافقات تجاه التحديات التي تواجه البلدين ووضعا خططا لحل المشاكل بين البلدين، ما أتاح فرصة جديدة لتحسين العلاقات الصينية ـ الأمريكية.

أولا، تأكيد الجانبان فهمهما لأهمية العلاقات الصينية ـ الامريكية 

أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ الى أن الصين والولايات المتحدة تتقاسمان مسؤوليات مهمة في تعزيز السلام والرخاء العالميين. وأن العلاقات الجيدة بين البلدين تتوافق مع المصالح الأساسية للشعبين، وأيضا توقعات العامة للمجتمع الدولي. ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خاصة جدا ومهمة، فكلا من الدولتين ذات التأثيرات العالمية الهامة، كما أن الحفاظ على علاقات تعاون جيدة بين الجانبين مفيد للبلدين والعالم. وأن اجماع قادة البلدين على أن التعامل مع العلاقات الصينية ـ الامريكية على هذا الأساس سيجلب منافع عظيمة للبلدين والعالم، غير ذلك سيستمر الخلاف. واتفق الرئيسان على أن العلاقات الصينية ـ الامريكية يجب أن تتم بشكل جيد، ويجب أن تقوم بعمل جيد. وهذا يشير الى مسار العلاقات الصينية ـ الامريكية في الحاضر والمستقبل.

ثانيا، اتفق الجانبان على تعزيز العلاقات الصينية ـ الامريكية القائمة على التنسيق والتعاون والاستقرار

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ هذه المرة أن التعاون هو الخيار الافضل لكل من الصين والولايات المتحدة. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغبة الولايات المتحدة في العمل مع الصين لتعزيز التعاون بين البلدين من خلال التشاور واستكشاف الحلول الفعالة التي تعود بالفائدة على الجانبين. واتفق رئيسا الدولتين على مواصلة الحفاظ على اتصالات وثيقة من خلال وسائل مختلفة، وسيقوم الجانبان بزيارات متبادلة مرة أخرى في الوقت المناسب. كما اتفق الجانبان على تعزيز الحوار والتعاون في مختلف المجالات، وتعزيز التبادلات التعليمية والثقافية. ما يعبر عن رغبة رئيسي الدولتين في قيادة التنمية المشتركة للعلاقات الصينية ـ الامريكية. وبوصفهما أكبر اقتصادين عالميين وأعضاء دائمين في مجلس الدولي، فإن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة واسعة للغاية، ومن الصعب عكس اتجاه تعميق الترابط. ويعتمد اولئك الذين يدافعون عن " فك الارتباط" بين الصين والولايات المتحدة على عقلية الحرب الباردة وعلى لعبة صفرية، فهم يتحركون ضد الاتجاه التاريخي الذي لا يعتبر غير واقعي فحسب وإنما خاطئ ايضا. ولن يجلب اولئك الذين يدعون الى اثارة المشاكل بشأن المصالح الاساسية للصين مثل تايوان، سوى الصدمات للعلاقات الصينية الامريكية ويضرون بالمصالح المشتركة للبلدين. 

ثالثا، توصل الجانبان الى توافق حول تعليق فرض تعريفات اضافية أخرى جديدة

يعتبر توصل الصين والولايات المتحدة الى توافق حول وقف فرض تعريفات اضافية جديدة أكثر نتائج جاذبية في الاجتماع الذي جمع بين رئيسي الدولتين. وقد جلبت الحرب التجارية التي اثارتها الولايات المتحدة الصدمات للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتنمية الاقتصاد العالمي، وأثبتت مرارا وتكرار أن " لا فائز في الحرب التجارية". وأتفق الجانبان على تعليق فرض تعريفات اضافية اخرى، وتوفير مساحة للجانبين لحل الخلافات والقضايا الموجودة بشكل صحيح من خلال المشاورات. وستعمل فرق العمل من الجانبين وفقا لتوافق الآراء المبدئة التوصل اليه رئيسا الدولتين نحو القضاء على جميع الرسوم الجمركية الجديدة الاضافية وتكثيف المشاورات والتوصل الى اتفاق ملموس بشأن المنفعة المتبادلة والفوز المشترك في أقرب وقت ممكن. وقد حظي الاجماع الايجابي وبنّاء بترحيب واسع من جميع مشارب الحياة والمجتمع الدولي. وقال الجانب الصيني أنه مستعد لفتح السوق وتوسيع الواردات وتشجيع التخفيف من حدة القضايا ذات الصلة في المجال الاقتصادي والتجاري الصيني الامريكي وفقا لجولة جديدة من الاصلاح والانفتاح في الصين واحتياجات السوق المحلية والشعبية. وفي الوقت نفسه، اشارت الصين بوضوح الى أن الاتفاق بين الجانبين لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك هو الأساس والمنطلق بالنسبة للصين لاتخاذ إجراءات إيجابية ذات الصلة تجاه الولايات المتحدة. ويعكس هذا الموقف مبادئ الصين العقلانية والمواتية.

وإن الإجماع على المبادئ الثلاثة المذكورة أعلاه له أهمية كبيرة ليس في المساعدة على الحيلولة دون المزيد من التوسع في الخلافات الاقتصادية والتجارية فحسب، ولكن ايضا فتح أفاقا جديدة للتعاون المربح للجانبين، بما يتماشى مع المصالح المشتركة لجميع الاطراف. ويظهر الاجتماع لرؤساء الدولتين مرة أخرى أن طالما للجانبين روح من الاحترام المتبادل ويهتم كل منهما بآخر، وينخرطا في حوار متكافئ، يمكنهما إيجاد حل لمشكلة التعاون والفوز المشترك. وبطبيعة الحال، طالما كانت للصين تقلبات ومنعطفات في تطوير العلاقات الصينية-الأمريكية، ومن المستحيل حل جميع المشاكل في اجتماع واحد. واعتمادا على تنميتها وقوتها الاستراتيجية، ستتعامل الصين مع العلاقات الصينية ـ الامريكية بثقة وثبات، وستسعى للحصول على أفضل النتائج، ومستعدة لمواجهة التحديات. 

وبمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة التي ستحل في عام 2019، يجب على الجانبين اغتنام الفرصة الكاملة للاجتماع الناجح بين رئيسي الدولتين، والعمل معا للقضاء على التدخل، وتعزيز الثقة المتبادلة، والتحرك في أتجاه نفسه، وإثبات حيوية العلاقات الثنائية من خلال العمل للعالم.