«العالم يهتم أكثر فأكثر بالماركسية»
صحيفة «الشعب» الصينية صحيفة «الشعب» الصينية

«العالم يهتم أكثر فأكثر بالماركسية»

يوافق شهر شباط الحالي، مرور 170 عاماً على نشر "البيان الشيوعي". وسواءً في الصين أو في الدول الغربية، في الدول الإشتراكية أو الدول الرأسمالية، فإن هذه المناسبة تستحق الذكرى.

فهي لا تدل فقط على ولادة الماركسية وتشكل النظرية الإشتراكية العلمية فحسب؛ بل أيضا، لأن هذا الكتاب قد ترجم إلى 110 لغة وتمت طباعته أكثر من 1000 مرة، وصدر في نسخ لاتحصى ولاتعد.

ليس بسبب التأثير الكبير الذي مارسه "البيان الشيوعي" على مختلف المدارس الفكرية فحسب، حيث يرى الأستاذ بجامعتي أوكسفورد وكامبريدج، تيري ابغلتون في مقدمته لكتاب "لماذا كان ماركس صائبا"، أن "البيان الشيوعي" كان دون منازع، العمل الأكثر تأثيرا خلال القرن التاسع عشر؛ الأهم من ذلك، لم يشهد التاريخ الحديث والقديم ولادة مفكر بإستطاعته أن يؤثر في مجرى تطور التاريخ، لكن ماركس استطاع أن يلعب دورا مركزيا في حركة التاريخ البشري، ويغير فهم الناس للتاريخ.

في هذا السياق، يقول أستاذ التاريخ بجامعة ولاية إلينوي، اندرو هاترمان، الذي بحث طويلا في تأثير الماركسية على تاريخ الفكر الأمريكي والحركات الإجتماعية، أن ماركس لايمكنه أن يختفي من أمريكا: "الأزمة المالية العالمية خلّفت حيفا كبيرا في العالم. اذ هناك 1% فقط استفادوا من هذه الأزمة، بينما دفعت البقية الثمن. وبعد مرور قرابة 30 عاما على نهاية الحرب الباردة، بدأ الأمريكيون يتحررون شيئا فشيئا من القيود الفكرية للحرب الباردة، ومن ثم باتوا يقرؤون ويفكرون في أعمال ماركس بروح خلاقة." ويضيف هاترمان، بأن هناك عدد متزايد من الطلبة الذين يأتونه ليستفسرون على كيفية قراءة أعمال ماركس، كما يسألونه عن الأعمال الكلاسيكية الأخرى حول الإشتراكية. حيث يرى بأن هناك تغير بطيء وحيقيقي بين الأجيال يحدث بأمريكا.

لقد كان لـ "البيان الشيوعي" أثرا عميقا على الثورة الإشتراكية الصينية والإصلاح والإنفتاح. وبالإمكان القول إن انتصار الثورة الإشتراكية الصينية، والبناء الإشتراكي في الصين والإصلاح والإنفتاح، قد جسّدت على مستوى الممارسة واقعية ومصداقية "البيان الشيوعي".

في هذا الصدد، يقول عالم السياسة الألماني، ولفرام أدولف، أن الصين قد مرّت بتحديات وإخفاقات خلال مسيرة تطوير وممارسة الماركسية. والحزب الشيوعي الصيني عمل على البحث عن الدعائم النظرية في ظل تحرير وتطوير قوى الإنتاج، وبناء الإشتراكية ذات الخصائص الصينية، التي تهدف في آخر المطاف إلى تحقيق الشيوعية. وتعد الصين احدى الدول القلائل في العالم التي تمكنت من تحقيق تنمية سريعة. وفي الوقت الحالي، تواصل الصين تحقيق نموا سريعا في ظل الموجة العاتية للإبتكار الرقمي. وكل هذا، على علاقة متينة بالماركسية.

تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني

 
 
آخر تعديل على الثلاثاء, 27 شباط/فبراير 2018 01:44