الجبهة الجنوبية في سوريا:  تصعيد وتنسيق بين المسلحين والاحتلال
طارق العبد طارق العبد

الجبهة الجنوبية في سوريا: تصعيد وتنسيق بين المسلحين والاحتلال

تلقي التطورات المتسارعة في الجبهة الجنوبية في سوريا بظلالها على الأوضاع هناك، بين تصعيد عسكري في درعا وهدوء نسبي في القنيطرة، وسط حديث عن تنسيق يتجاوز المسائل "الإنسانية" مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأطلق المسلحون في درعا معركة جديدة باسم "ذات السلاسل"، بهدف التقدم ضمن منطقة درعا المحطة، بينما بث معارضون مقاطع مصورة تظهر استهداف مواقع داخل المدينة بقذائف الدبابات. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، في بيانات، إن الطيران الحربي أغار على مواقع عدة شمال تل الحارة والجهة الشمالية من بلدة جاسم ومناطق في أم العوسج، كما تعرضت مناطق طريق السد ومدينة إنخل للقصف.
ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد سيطرة مجموعات مسلحة على تل الحارة، الذي يعتبر إحدى أكثر النقاط استراتيجية في سهل حوران، وتتركز عليه عشرات أجهزة الرصد والرادارات المستخدمة في الحرب الإلكترونية وتعقب أجهزة الاتصالات الخاصة بالمسلحين في المنطقة.
وتوقع مصدر ميداني معارض، في حديث إلى "السفير"، أن يشهد التل عملية عسكرية للجيش لاستعادة المنطقة التي تكشف مساحات واسعة، حيث تسمح بالتحكم بمواقع تمتد من ريف درعا الشمالي وصولاً إلى الغوطة الشرقية، وحتى الجولان بما فيها الجانب المحتل، وهو ما يتقاطع مع هدف أطلقه المسلحون مؤخراً عبر إيجاد مثلث يصل بين حوران والقنيطرة وحتى الغوطة الغربية، ما يشكل ثقلاً عسكرياً يقترب من دمشق ويقطع طرقا عدة للوصول إلى قلب المدينة.
ولعل هذا الهدف هو ما يفسر التصعيد العسكري قبل أسابيع في القنيطرة، حيث سيطرت مجموعات اسلامية متشددة، بينها "جبهة النصرة"، على المعبر ومدينة القنيطرة القديمة، ليصل الامر ذروته مع العدوان الإسرائيلي وإسقاط المقاتلة السورية بالتزامن مع بدء غارات التحالف الدولي.
ويبدو لافتاً الهدوء النسبي الذي تعيشه جبهة الجولان مقارنة بالتصعيد المستمر في درعا. وإذا كان هذا هو حال الجبهتين في درعا والقنيطرة، فإن المشهد لا يبدو مماثلاً في الغوطة الغربية لجهة توزيع المقاتلين. وأكدت مصادر ميدانية أن الشكوك تحوم دوماً حول الفصائل المسلحة في المنطقة، على اعتبار أنها تفتقد التنظيم والدقة رغم امتلاك بعضها الأسلحة النوعية مثل صواريخ "تاو"، ما يعني ان المسألة ستتوقف عند وضع المسلحين في هذه المنطقة وإمكانية العمل معهم، ناهيك عن عشرات الفرق العسكرية الضخمة للجيش السوري، مثل الفرقة التاسعة في الصنمين والعاشرة في قطنا والأولى في الكسوة وألوية في سعسع وكناكر والشيخ مسكين وإزرع.
لكن ما هي القطبة المخفية في كل هذه التطورات؟
يقول أكثر من مصدر ميداني "من السذاجة اعتبار إسرائيل لاعباً محايداً في المنطقة الجنوبية"، مؤكدين "وجود طريق خاص بين نقطتَي بريقة وبئر عجم يستخدم لمرور الأسلحة المتوسطة، وهو ايضاً مقر لمستشفى ميداني يتم فيه استقبال مختلف الجرحى من كل الفصائل".
ويضيف متابعون للتطورات هناك إن "توزيع الأسلحة يتم عبر شروط تتعلق بهوية الفصائل وسياساتها". واشاروا الى أن الكلام عن علاج "رئيس هيئة اركان الجيش الحر" عبد الإله البشير في إسرائيل والاتصالات بين "لواء الحرمين" والعدو لم تكن إلا البداية لتنسيق "إنساني" ذهب ابعد من ذلك نحو التنسيق العسكري، متسائلين: كيف وصلت صواريخ "تاو" إلى الغوطة الغربية؟
في المقابل، يؤكد ناشطون أن "العلاقة مع الاحتلال لا تنسحب على جميع الفصائل في المنطقة الجنوبية، وأن من يتولون مثل هذه المهمة يعدون على الأصابع، خاصة أن بعض المجموعات ترفض التعاون بشكل قطعي مع الاحتلال، لا سيما تلك التي تتبع نهجاً إسلامياً أو أقرب للتيار السلفي، أمثال حركة المثنى وفرقة الحمزة وأنصار بيت المقدس وأحرار الشام"، ومع ذلك يقر النشطاء "بتواصل مستمر مع الاستخبارات الأردنية وغرفة العمليات التي تضم ضباطاً من دول عدة ضمن مجموعة أصدقاء سوريا".

المصدر: السفير

آخر تعديل على الخميس, 09 تشرين1/أكتوير 2014 15:36