عرض العناصر حسب علامة : مسلسل تركي

بين الخيانة الفنية والخيانة الوطنية

 تحولت الدعوات إلى وقف المسلسلات التلفزيونية إلى تقليد عندنا. فقبل عامين شنت حملة لوقف مسلسل تركي بحجة أنه يسيء إلى النساء الفلسطينيات لأنه تحدث عن اغتصاب سجينة في سجون إسرائيل. بعد ذلك بعام هناك من وقف يصرخ لوقف مسلسل «وتر على وطن» لأنه هابط، كما قيل. وها نحن اليوم نسمع الصرخات ذاتها حول مسلسل «في حضرة الغياب» الذي يعرض حياة محمود درويش. يعني: صارت شغلتنا مواجهة المسلسلات. صار جزء من جهادنا وكفاحنا يتعلق بالمسلسلات غير المحبوبة!

دراما تركيّة باللهجة الشاميّة

ظهر في الآونة الأخيرة توجه نحو دبلجة مسلسلات تركية معاصرة، شاهدنا منها «إكليل الورد» و«سنوات الضياع»، و«نور» الذي بُدئ بعرض حلقاته.

الحلقة الأخيرة لمسلسل «سنوات الضياع»: بناءً على طلبات المشاهدين الأعزاء!!..

يبدو مفهوماً، الآن على الأقل، أن تعمد الإستديوهات اللبنانية إلى دبلجة المسلسلات المكسيكية في تلك السنوات المنصرمة. حتى الرطانات، التي تسللت باللغة العربية الفصحى، كان من الممكن استقبالها من زاوية أخرى، زاوية البهجة والتسلية، ومن ثم إعادة بثها عبر نكات وصياغات طريفة. وهكذا كان في مقدورنا، أن نفهم قدوم «كساندرا» إلى تلفزيوننا الوطني، بعد اضطلاع تلفزيون الـ إل. بي. سي، بذلك الدور التاريخي الذي تمخض عن دبلجة مسلسلات كثيرة، مثل: «معاً إلى الأبد»، و «أنت أو لا أحد»، و «غودا لوبي» وغيرها..

صور رمادية بين الثقافة والإعلام

يستمر المشروع الثقافي الوطني التحرري بالغياب، ولا تظهر في الزواريب والمطارح والمنابر الأدبية والفنية، أو الوسائط الإعلامية المحلية أو العربية المرهونة بغالبيتها لمصلحة أعداء هذا المشروع، أو على الأقل لغير المعنيين بوجوده أو المتحمسين له؛ أية بوادر أو مظاهر توحي بمحاولات حقيقية، فردية أو جماعية، للشروع بإحيائه، خصوصاً وأن الحوامل والحواضن الأساسية التي يمكن أن يولد في رحمها في هذا الشرق الواسع، ما تزال مغيبة بحكم الواقع المستمر منذ عقود، أو بحكم إدمان التراخي والسلبية الذي كرّسه الترهّل، أو ربما بسبب قصور الرؤية واضمحلال المعرفة وهيمنة الخوف..

الوله التركي.. درامياً

يعيدنا الهوس الشعبي العارم بمسلسل «سنوات الضياع» إلى ذكريات غير سارة، تركها، من قبل، المسلسل المكسيكي «كساندرا».. مرة أخرى ها نحن ذا أمام عمل تلفزيوني غير منته، في قصة «غرام وانتقام» يحيى ولميس، المحمولة على عموميات الخير والشر، صراع الفقراء والأغنياء، مصائر العشاق.. في دوران حول أفكار سطحية، عبر ثرثرة درامية تكاد لا تتوقف، دون أن يشفع لها شيء غير جمال البيئة التركية التي تبدو جزءاً من الدعاية للسياحة في البلد!