عرض العناصر حسب علامة : أحلام صغيرة

صفر بالسلوك غير جاهز للحلم

يحدث أن تحلم وأنت مستلقٍ على كنبتك المفضلة متفرجاً على برنامجك المفضل على قناتك المفضلة متدثراً بغطائك المفضل مادّاً يدك بين الفينة والأخرى لتدفئها بوهج أسلاك السخانة الصغيرة المستديرة الشهيرة التي يعرفها كل سكان المدن الجامعية في بلادنا، هذه السخانة تبع الخمسة وسبعين ليرة، وهذه ال..تبع.. فصيحة فصاحة الديك الذي على مزبلته صيَّاح، وما أدراك ما صيّاح، خاصة وأنك من عشاق أبو صيّاح، وذلك الغطاء الذي صنعته لك أمك يا روح أمك منذ آلاف السنين وهي جالسة بجانب المدفأة الحطبية أو المازوتية، تلك المدفأة وذلك الغطاء هما من أشهر أبطال التدفئة، قسم التدفئة الموضعية، على العكس تماماً من الشوفاج الشامل بطل قسم التدفئة المركزية الأول، ويحدث أن تحلم بأن موبايلك رن، وأنك أمسكته بيدك ونظرت لترى من المتصل، فتلمح ذلك الرقم العزيز والغالي على قلبك والذي حفظته عن ظهر قلبك وأنفك، تتأمل الرقم الحبيب وتقرأه رقماً رقماً وتسعةً تسعةً وأربعة أربعة وتدخل في تفاصيله وتخرج متأكداً أكثر مما كنت متأكداً بأن هذا الرقم هو رقم فتاة أحلامك التي دائماً ما تكون عصيّةً عليك، إنه رقمها فهاهي نخّت وانتخت وأحست بأوجاعك العشقية وأمراضك اللوف ستورية، ولكنك وعلى الرغم من تأكدك فإن ثقتك الضعيفة بنفسك حتى في أحلامك تجعلك تفكر بأن من الممكن أنها لا تقصد أن تتصل بك، وإنما هي مجرد ارتكاب خطأ في الاتصال، ثم تفكر أن حبيبتك أصلاً ومنذ البداية كانت ترتكب الأخطاء في الاتصال فلماذا تستغرب ذلك الآن؟ أو لم تكن عندما نظرت إليك من فوق لتحت وأرسلت ذلك الشعاع الغامض المثير إليك ترتكبُ خطأ في الاتصال؟ أو لم تكن عندما طرقت على كتفك ذات يوم وأنت في استرسال ما مع صديق ما، وقطعتْ عليك استرسالك وإرسالك وأنفاسك وحياتك ترتكبُ خطأً في الإتصال؟ أو لم تكن عندما مدّت اسمكَ في أرجاء المكان فسمع الجميع وأنت بالتحديد صوتها الذي بلا أوصاف يحمل بين تموجاته الصوتية الفيزيائية النووية حروف اسمك ترتكبُ خطأً في الاتصال؟!!!

مطبّات «أحلام المدينة»

وسط الزحام وصل الباص الذي نقل العائلة القادمة من القنيطرة إلى دمشق، امرأة مع ولديها.. وصوت الانقلابات في خمسينات دمشق، المؤامرات.. الحب، الشباب الذي يحلم بواقع أفضل، الانتهازيون، الأخوة القتلة، الجبناء، التجار الجاهزون لتبديل الصور كل يوم، الراديو واسطة العلاقة بين الناس وما يدور في الخفاء، كحلم المرأة برجل يشم وحشتها القاتلة...

مطبّات أبيض..أسود

لم يعد الفن مرحاً! ثم عُممت هذه العبارة على حياتنا كاملةً، العمر، الحب، العمل، صوت فيروز، آهات أم كلثوم، همهمات العمال الذاهبين إلى ورشاتهم، طلبة المدارس، دروس التاريخ الحافل بالانتصارات، حتى الهزائم التي أصابت مَوجعاً للعدو.

قالها فاتح المدرس، ومضى إلى موته دون التفاتة حزن علينا، على ما آلت إليه أغانينا، جيوبنا، عيوننا، ورحلاتنا لحضور فيلم سينمائي بعنوان( عشرة أيام هزت العالم)، أو( الإمبراطور الأخير)، أو التدافع لحضور مسرحية لجواد الأسدي.

أطلق عبارة كالرصاصة، ثم ببساطة مات، وعشنا ندور بها على كل زوايا حياتنا التي اختلفت، تداعت، صارت مائعة، دون صباحات حالمة عن امرأة تحب البنفسج، وتهديه، دون كأس شاي بليرتين، وسندويشة فلافل بخمس ليرات، ومشوارٍ مجاني إلى جسر كيوان، هناك ثمة فرعٌ صغيرٌ من بردى الذي لم يكن ينقطع.

مطبّات بيغماليون

أراد بيغماليون أن يكون مختلفاً كأي مبدع يأخذه الجنون إلى مساحات ضبابية لا عودة فيها، أو إلى الموت المريب، مشنوقاً أو ملقى على قارعة الطريق كورقة خريف صفراء.

دنا من تمثاله الرائع بخوف، لا يشبه خوف الخالق من صنعه، بل خوف المبدع من أناقة قطعة حجر صارت أشبه بأنثى لا تنال.

أمسك بقلب مضطرب أصابع التمثال الأنثى، وسرت قشعريرة دافئة في أوصال الأنثى الحجر، شيء يشبه الدم مر في العروق الرخامية، استحالت بعدها لمساً حاراً، وناضجاً يجر القلب إلى الفجور البشري الآثم.

الدلالة الأكيدة على حياة التمثال انفتاح عينيين غاية القدسية، لقد رأى التمثال، انهالت قبلة حارة لا واعية على الشفتين النضرتين، وجن جنون بيغماليون المبدع.

أحلام صغيرة بفواتير طائلة

«حبل الأمنيات الأخير- الوحش»، تأليف وإخراج سالم حجو، عرضٌ يمكن إدراجه ضمن مختبر المسرح التجريبي، حيث تأتي إشارة المخرج، في بداية العرض، لتفصح عن محاولة الخلط المنظم بين المدارس المسرحية.