عرض العناصر حسب علامة : اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

إضاءات على مشروع الموضوعات البرنامجية

إن الموضوعات البرنامجية هي ثمرة جهد وعمل الرفاق في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين خلال الفترة السابقة، والتي تستند إلى كل  الإرث الكبير الذي تركه الشيوعيون السوريون منذ تأسيس حزبهم، حزب الخبز والجلاء، وصولاً إلى قيام اللجنة الوطنية التي أخذت عل عاتقها إعادة بناء الحزب الشيوعي الحقيقي القادر على القيام بدوره الوظيفي في حياة البلاد على كافة الصعد السياسية الاقتصادية الاجتماعية، من خلال توحيد كل الشيوعيين السوريين تحت راية حزبهم المنشود واستعادة الألق الشيوعي.

عن الحزب الهرمي.. تعليق على النقاش حول موضوعات هيئة وحدة الشيوعيين السوريين

يجب القول أولاً، إن هناك تعارض ما بين فكرة توحيد الشيوعيين السوريين من أسفل وبين المفاهيم التنظيمية التي اعتاد عليها الشيوعيون السوريون في الممارسة الفعلية في العقود الماضية، بما في ذلك بعض الأفكار التي وردت في المناقشات المختلفة للموضوعات، والتي تعبر عن حقيقة تفتح وعينا عليها، وهي أن التنظيم الشيوعي يقاد ويدار من الأعلى إلى الأسفل. أبعد من ذلك فإن فكرة الاشتراكية نفسها طرحت نظرياً على أنها انعتاق الجماهير بواسطة نضالها هي بالذات، أي أنها يفترض أن تبنى من الأسفل لصالح الناس الذين هم في أسفل الهرم الاجتماعي والطبقي، ولكنها مورست عمليا على أنها مجموعة مراسيم وممارسات إدارية تضع ملكية وسائل الإنتاج والسلطة بيد قيادة محترفة للتنظيم الثوري. ولقن الشيوعيون في القاعدة عدة مسلمات، منها أن أغلبية اللجنة المركزية أو 

وحدة الشيوعيين السوريين.. السهل الممتنع

لا شك أن قارئ مشروع الموضوعات البرنامجية المقدم إلى الاجتماع الوطني التاسع يحتاج إلى الكثير من التأني والقراءة العميقة قبل التعليق عليه أو إبداء رأيه في أحد مناحيه أو جوانبه، فبالرغم من أن هذا المشروع أتى مضغوطاً ومكثفاً إلا أنه توخي الدقة في التعابير والمصطلحات الواردة بصورة تصعب الإضافة فيه أو عليه، كونه نتاج عمل مئات الكادرات الحزبية الذين ساهموا برفده بأفكارهم وملاحظاتهم عبر العديد من الندوات الموسعة التي لم تتوقف منذ أن عزمت ثلة من الرفاق على توقيع وإعلان (وثيقة الشرف)، التي وضعت نصب أعينها العمل على بناء ذاك الحزب الشيوعي السوري الموحد الإرادة والعمل للقيام بدوره الوظيفي.

المرأة السورية.. والموضوعات البرنامجية

حسب ما هو متعارف عليه في العرف السياسي، تقوم معظم الأحزاب والقوى السياسية بعرض برامجها وطرحها للنقاش الداخلي كدليل عمل، خاصة قبيل انعقاد مؤتمراتها، ولاشك أن هذه البرامج تتفاوت في أطروحاتها حسب إيديولوجيات واتجاهات كل من هذه الأحزاب، والتغييرات التي قد تطرأ عليها، ومقدار قوتها الراهنة والمطموح الوصول إليها. لكن في العموم فإن أحد أهم المشكلات التي تعاني منها الحركة السياسية في سورية ككل، مرتبط بهذه البرامج الضخمة، وعدم قدرة الأحزاب على تحقيق أغلب المهام التي أوحت لجماهيرها أنها ملتزمة بتحقيقها، مما يتسبب لاحقاً في ابتعاد جماهيرها عنها، وضعف ثقتها بها..

عمق الدور الوظيفي في الثابت والمتغير

بمجرد قراءة بسيطة لمشروع موضوعات المهام البرنامجية المقدمة للاجتماع الوطني التاسع لوحدة الشيوعيين السوريين، تنفتح الشهية للحوار والكتابة في جزئياتها وتفاصيلها، والتي ستكون بمجموعها بعد إقرارها إغناءً حقيقياً للموضوعات البرنامجية التي سيقرها الاجتماع الوطني، والتي ستشكل الأساس الحقيقي لبناء حزب شيوعي حقيقي.

الموضوعات البرنامجية.. والتحديات التنظيمية

بداية، أسجّل موافقتي على كل ما جاء في موضوعات المهام البرنامجية المقدم من مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والمطروح للنقاش العام، ومن خلال متابعتي لهذا النقاش الذي نشر على صفحات جريدة قاسيون، والارتياح الذي أبداه الرفاق والأصدقاء لما طرحته الموضوعات، أؤكد أن كل هذه الانطباعات الإيجابية ما كانت لتتوافد بهذا الشكل الكبير لولا عمق هذه الموضوعات، والتي لم تأت من فراغ، بل جاءت عبر عمل شاق ودؤوب وإصرار من الرفاق منذ نحو عقد من الزمن، بدءاً من توقيع مثياق الشرف إلى الاجتماع الوطني الأول وصولاً إلى الاجتماع الوطني الثامن.. حيث كانت المسيرة حافلة وغنية بالرغم من قصر المدة نسبياً، وحققت هذه الانطلاقة الصادقة الطموحة، ما لم يحققه الشيوعيون السوريون على مدى عقود من الزمن، وذلك من خلال خطاب سياسي ورؤية علمية واسعة وخلاقة لمجمل القضايا السياسية والاقتصادية عالمياً وإقليمياً ومحلياً.

الموضوعات.. ما بين الرؤية والممارسة

من حق القارئ المهتم بالشأن السياسي والفكري العام، وقضايا الناس اليومية، أن يتوقف ملياً أمام «مشروع الموضوعات البرنامجية» للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والتي أطلقت للنقاش العام بين صفوف الشيوعيين وأصدقائهم وجميع المهتمين بقراءة وتفسير وتغيير الواقع بهدف استعادة الدور المفقود والاستعداد لدور جديد أكثر ملموسية يجيب على أسئلة الراهن استعداداً لبناء المستقبل!

 عند قراءة «الموضوعات البرنامجية»، ورغم كثافة الإحباطات في حياتنا العامة منذ سنوات طوال، وعدم التصديق بإمكانية وجود تيار سياسي ما قادر على تقديم رؤية وخطاب سياسي، مشتقين من مرجعية فكرية صحيحة صلبة ومتجددة، يجد القارئ المتمحص لتلك الموضوعات نفسه أمام منظومة وبنية فكرية وسياسية عملية تختلف كثيراً عما هو سائد في الخطاب المتكرر لقوى شيوعية سورية لم تتوصل بعد إلى أية مراجعة نقدية جدية وموضوعية حول أسباب 

الموضوعات البرنامجية.. وعي التحديات الكبرى

ليس بجديد في حياة سورية السياسية طرح برامج عمل تتناول القضايا الفكرية والسياسية والاقتصادية الاجتماعية، فقد جرت العادة منذ سنوات، وتحديداً على أبواب المؤتمرات والاجتماعات العامة، طرح مثل هذه البرامج، وكانت تتقاطع كثير من البرامج فيما بينها في بعض الأفكار، وخاصة في القضايا الوطنية العامة كالموقف من الرأسمالية والامبريالية الأمريكية  والحركة الصهيونية وإسرائيل.

ولكن الجديد فيما طرح في مشروع الموضوعات البرنامجية للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين، والذي يشكل بتقديري العمود الفقري للموضوعات، هو رؤيا تم العمل عليها في الواقع الاجتماعي والسياسي لسنوات عديدة، وأثبتت الحياة صحتها، والتي استندت بالأساس على التعاطي بمنهجية وبدقة وعلمية، والإضافة الهامة المسؤولية الوطنية العالية، وهي سمة جديدة في الموضوعات، حيث بدأت بطرح بدائل هامة وجريئة لكي تكون مواد للحوار على الصعيد الاجتماعي والسياسي الوطني العام، خاصة في باب التحديات الوطنية الكبرى والقضية الاقتصادية الاجتماعية ومهام الشيوعيين والوضع السياسي الإقليمي والدولي.

الموضوعات.. والظفر بالجماهير

قرأت ببالغ الاهتمام مشروع الموضوعات البرنامجية، وأعجبني التحديد الدقيق للمرجعية الفكرية، والتحليل الصائب للأزمة الرأسمالية واعتبارها أزمة عميقة وبنيوية، ومن ثم طرح النضال المشترك كحل وحيد أمام شعوب الشرق العظيم في مواجهة المخططات الإمبريالية، وتأكيدها على خيار المقاومة لمواجهة التحديات الوطنية الكبرى، وتوجيهها النار على سياسة التيار الليبرالي الاقتصادية التي ضربت البلاد والعباد.

 واستخلصت الموضوعات المهام المنتصبة أمام الشيوعيين السوريين لكي يستعيدوا دورهم الوظيفي!

الموضوعات.. خطوة على قدر التحديات

إن طرح الموضوعات البرنامجية للنقاش العام هو خطوة هامة ومظهر من مظاهر العصف الفكري الرفيع لتحفيز الآخرين على تقديم ما عندهم، فتكون الإجابة على أسئلة الموضوعات قد وصلت «هذه رؤيتنا فماذا ترون»؟

فبطرح الموضوعات للنقاش العام تأكيد على مسؤولية جميع الشيوعيين السوريين والقوى السياسية الأخرى تجاه الوطن ولأن الوطن يعني الجميع، فهذا يجعل مناقشتها واجباً وطنياً يقع على عاتق الجميع، تنظيمات سياسية، وأفراد مستقلين. أما تجاهلها فلن يقلل من قيمتها  الفكرية ورؤيتها المتقدمة، سواء على صعيد المضمون، أو على صعيد الشكل والتوقيت، وخاصة أنها تأتي بالتزامن مع تعمق الأزمة الرأسمالية الحالية، التي على ما يبدو أنها مستعصية الحل، حيث أخذ تعفنها يفتك بمواطني دول المركز ويصب جحيماً على رؤوس الشعوب المستهدفَة ثرواتها لتخفيف حدة الأزمة.