تحية تضامن ومصارحة مع الرفاق الشيوعيين الذين أطلقوا ميثاق الشرف الرائع!..
من بعثي قديم..
دخلت مكتبي صباحاً، لأرى صحيفة «قاسيون» ملقاة هناك على الأرض، فأحد الرفاق قد دسها من تحت الباب، ابتسمت تعجبني هذه الطريقة، لأنها تذكرني بنضالنا السري القديم وتوزيع المناشير، التقطتها بتكاسل، وكعادتي مع هذه الصحف التي نشترك فيها حياءً ومجاملةً، أكثر منه رغبةً وحاجة، رحت اتصفح عناوينها التي اعتدت على نغمتها ونسقها، والتي اعتدت أن أرى عصاً خفيةً فوق رأس كل كلمة فيها، فالكلمات فيها دائماً مطأطأة الرأس، متملقة، غير مقنعة، كرهت العيش فوق القمم وفي وجه العواصف فهجرتْ قلوب وعقول الناس، وارتاحت في الظلال، فغدا لونها أصفر عليلا، وتحولت إلى قط أليف بدلاً من أن تكون الأسد الهصور.