يكاد المشهد الإعلامي – الثقافي العالمي أن يتحول إلى دار عزاء، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ثمة ندّابات وندّابون، وفرق القوّالين من ساسة، وحكومات، ومعارضات، إعلاميين، وكتاب، وممثلين، فضائيات، وإذاعات، وصحف.. الكل يتحسر، الكل يتألم، فالحداثة في خطر، والتمدن في خطر.. «اليمين» يصعد في الغرب، والديمقراطية مهددة، لا بد من الاستنفار إذاً، لا بد من فعل شيء ما، ولا شيء طبعاً في اليد سوى التمسك بالنيوليبرالية..قسموا العالم إلى فسطاطين، الفسطاط النيوليبرالي، وفسطاط اليمين، وما على عباد الله سوى أن يتعايشوا مع نجاسة دار البغاء النيوليبرالي، وإلا، فهم يمينيون، أو إرهابيون، أو شموليون، أو إيديولوجيون.. في رصيد هؤلاء ما يكفي من النعوت لأبلسة الخصوم، وفي أقلامهم ما يكفي من القذارة للتشكيك حتى بطهارة بيت المقدس.