عرض العناصر حسب علامة : أوروبا

العقوبات على روسيا تؤدي لشلّ ما بقي من الاقتصاد الحقيقي الغربي

أطلقت الحرب الروسيّة الغربيّة في أوكرانيا العنان للصراع الجيوسياسي والاقتصادي على حدّ سواء، ولا يوجد مكان أكثر وضوحاً لملاحظة ذلك منه في سوق السلع المتقلبة. شهدت أسعار السلع الأساسية تقلبات شديدة منذ بدء العملية العسكرية الروسية والعقوبات ضدّ روسيا، الأمر الذي ترك خصوم روسيا في مواجهة شديدة وسريعة لمجموعة كاسحة من العقوبات الذاتية على ما تبقّى من اقتصاد حقيقي لديهم.

ماذا يعني الإعلان الروسي عن انهيار العالَم أحاديّ القطب؟

«ماذا يحدث اليوم؟ اليوم، يتم إلغاء نظام العالم أحادي القطب الذي تشكَّل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهذا هو الشيء الرئيسي». جاء هذا التصريح على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 نيسان 2022. ومع أنّ هذه الحقيقة تتزايد وضوحاً يومياً وتتزايد التحليلات عنها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لكنّ الجديد هو التصريح بأولويّتها وأساسيّتها من أعلى مستوى سياسي في روسيا التي تشكل (مع الصين) ثنائيّ القوى الأبرز في العالَم الجديد الصاعد، ولا سيّما بأنّ العبارة جاءت في سياق ربطها بنقطتين، الأولى تتعلق بضخامة المنعطف التاريخي الذي لا يمكن اختزاله بالجانب العسكري (ولا بالمعركة الأوكرانية، على أهمّيتها)، والثانية تتعلق بالأساس والخارطة الجيو-اقتصادية عبر ما أورده بوتين من تذكير ضمني بحقيقة تخلّف الولايات المتحدة عن الصين بالناتج المحلي الإجمالي المحسوب عند تعادل القوة الشرائية. ولما كانت صلاحية مؤسسات القطب الواحد وعصر «العَولَمة الأمريكية» قد انتهت، فإنّ من الطبيعي أن يتم ترسيخ انعكاس هذا الواقع في خطاب القوى الصاعدة لأنه ضروري للتعبئة من أجل ممارسة مزيد من الخطوات العملية القادمة المرتقبة لبناء مؤسسات العالَم الجديد على أنقاض مؤسسات الأحادية الآفلة، وحلّ تناقضٍ مزمن كان يتمثّل بعدم التناسب بين الحجوم السياسية والأوزان الاقتصادية لقوى العالم، والذي ساد بشكل خاص في الحقبة بين «نهاية التاريخ» 1990 و«نهاية نهاية التاريخ» 2022.

بريكس ومينت... لعالَم أوسع من الغرب وأكثر أملاً

في عام 2001، صاغ أحد اقتصاديي غولدمان ساكس، ويدعى جيم أونيل، مصطلح «بريك BRIC» لوصف مجموعة من الدول التي اعتقد بأنّها ستنمو من كونها «اقتصادات صاعدة» لتصبح قوى مهيمنة على التجارة العالمية. تنبّأ أونيل في ذلك الوقت بأنّ دول بريكس سوف تتفوّق على ما كان يُعرف في ذلك الحين باسم دول مجموعة الثماني.

الأزمة الأوكرانيّة ترهق الأمريكيين في آسيا

تؤدي محاولات الأمريكيين إضعاف روسيا من خلال تعميق الأزمة في أوكرانيا وأوروبا إلى غير ما يشتهونه على المسرح العالمي، ويبدو ذلك واضحاً في آسيا بتسارع إضعاف نفوذ الأمريكيين. تقوم استراتيجية الولايات المتحدة التأزيمية على افتراض قدرتها على احتواء روسيا والصين معاً، ولهذا فأيّ رياح معاكسة لخططها في آسيا سيعني تعميق تراجعها، وإضعاف نفوذها أكثر.

افتتاحية قاسيون 1065: أوكرانيا مجرد صاعق..

منذ انفجرت أزمة 2008 التي سميت في حينه بالأزمة المالية، كان قد بات واضحاً لدى «الإرادة الشعبية» أنّ هذه الأزمة لن تتوقف وستستمر في التعمق وصولاً للعصب الأساسي للمنظومة الرأسمالية بشكلها المعاصر، أي نحو الإنتاج، ومن ثم نحو الدولار.