ما الذي يكمن وراء ثلاثية واشنطن (لا لوقف للنار، لا للاجتياح البري، لا لتوسيعٍ إقليمي للحرب)؟

ما الذي يكمن وراء ثلاثية واشنطن (لا لوقف للنار، لا للاجتياح البري، لا لتوسيعٍ إقليمي للحرب)؟

مضى حتى الآن (يوم الجمعة 27 تشرين الأول) 21 يوماً على 7 أكتوبر 2023. القصف «الإسرائيلي» الهمجي متواصل على غزة. ما تم إحصاؤه من شهداءٍ حتى الآن يزيد عن 7000 شهيد، بينهم قرابة 3000 طفل. تركز «بنك الأهداف» «الإسرائيلي» على المشافي والمدارس والمخابز والجوامع والكنائس وبيوت المدنيين، وفي كل بقاع قطاع غزة، شماله ووسطه وجنوبه. وبالتوازي، يجري قتل المدنيين في الضفة الغربية على أساس يوميٍ، وعدد الشهداء فيها تجاوز المئة. وفي أراضي 48 تجري عمليات اعتقال ممنهجة وعمليات انتقامٍ يقوم بها المستوطنون أيضاً على أساس يومي. وعلى الجبهة الشمالية مع لبنان، يتواصل التصعيد بشكل متدرجٍ، يوماً وراء يوم. «الإسرائيلي» يواصل قصفه لمواقع في لبنان وسورية، وخاصة لمطاري دمشق وحلب بشكل متكرر وبوتائر أعلى من السابق، والقواعد العسكرية الأمريكية في سورية والعراق تتلقى ضربات تزداد وتائرها وحِدتها شيئاً فشيئاً. والأمريكي ينقل أساطيل وقوات بشكل مكثفٍ باتجاه قواعده في منطقتنا، إضافة إلى الجسر الجوي الذي يمد به «إسرائيل».

ما يحتاج إلى تفسيرٍ، هو على نحو خاص موقف الولايات المتحدة، الذي يصر في آن معاً على ثلاثة أمور:

  • عدم وقف إطلاق النار.
  • منع توسيع الحرب.
  • عدم السماح بالاجتياح البري لغزة.

بما يخص عدم وقف إطلاق النار ومنع توسيع الحرب، فقد ظهر ذلك واضحاً في التصريحات الرسمية الأمريكية والبريطانية، إضافة إلى الوقاحة العلنية في مجلس الأمن في رفض أي مشروع يخص وقف إطلاق النار، حتى لو تضمن القرار إدانة لحماس كما جرى منذ أيام. وحول عدم السماح باجتياحٍ بري، فقد ظهر ذلك أيضاً في تصريحات رسمية وفي «تحليلات» شبه رسمية على حد سواء.
كل هذا يضع سؤالاً أساسياً في الواجهة: ما هو الهدف الذي تنشده «إسرائيل» من «عمليتها العسكرية»؟ والأدق هو القول: ما هو الهدف الأمريكي من تلك العملية؟
فلنبدأ بإزاحة خمسة «أهداف معلنة» عن سطح الظاهرة، لكي نتمكن من محاولة عبور ذلك السطح باتجاه إدراك الجوهر.

أولاً: «استعادة الأسرى»

أقل الأهداف المعلنة قدرةً على إقناع أيّ أحد، بما في ذلك «الإسرائيليين» أنفسهم، هو القول: إنّ المطلوب من العملية هو استعادة الأسرى؛ فالسلوك «الإسرائيلي» بكل مفرداته، يعيد التأكيد على العقيدة المعروفة التي تبناها جيش الاحتلال بعد أسر شاليط عام 2006؛ العقيدة القائلة بأنّ «الإسرائيليَّ ميتاً أفضل منه أسيراً». وهذا ما يتم تطبيقه بالفعل. بل يكاد المرء يجزم بأنّ إحدى المهام التي يسعى جيش الاحتلال ومخابراته لتنفيذها هي حشد كل المعلومات الممكنة عن مواقع الأسرى لقصفها وقتلهم، للتخفيف من وزن هذا الملف. أما محاولة المناورة مع المقاومة ومع أهل غزة بربط دخول المساعدات الإنسانية باستعادة الأسرى، فهي الأخرى لم يكن مقدراً لها أن تنجح بأي حالٍ من الأحوال. بل وحتى إذا افترضنا وجود حديثٍ عن اشتراط وقف إطلاق النار باستعادة الأسرى كمقابل لوقف إطلاق النار (رغم أنّ حديثاً كهذا لم يصدر عن أحد)، هو الآخر أمرٌ محكومٌ عليه بالفشل، وهو ما تعرفه «إسرائيل» جيداً.
يبقى الاحتمال الوحيد الذي يمكن للأسرى أن تتم استعادتهم من خلاله، وهو صفقة تبادل أسرى قد تشمل تبييضاً كاملاً للسجون الإسرائيلية، مع ما يحمله ذلك من تداعيات سياسية على الكيان، يرى نفسه بعيداً كل البعد عن احتمالها، أو حتى التفكير فيها.
كل هذا يجعل من المنطقي التفكير بأنّ ملف الأسرى بالنسبة للكيان ومعه الأمريكان، هو صداعٌ بحت لا علاج له تقريباً، ويمكن تسكينه فقط عبر قتل أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأسرى، ومن المدنيين الغزيين بطبيعة الحال. وفي كل الأحوال فكل هذا الملف ليس ضمن الاستهدافات الفعلية لاستطالة «العملية العسكرية» على غزة، أي لاستطالة القصف والإصرار على عدم وقف إطلاق النار.

ثانياً: «تهجير سكان القطاع»

خلال الأسبوعين الأولين، تصدّر الحديث عن تهجير سكان القطاع باتجاه سيناء واجهة الحدث. هذه الفكرة ليست جديدة على الإطلاق، بل تعود بشكلها العام «أي تهجير كل العرب من فلسطين باتجاه البلدان العربية» إلى ما قبل 1948، وبشكلها الخاص «أي تهجير سكان القطاع إلى مصر»، إلى أيام كامب ديفيد.
بمجرد أن تمّ طرح الفكرة، وعلى مستويات إعلامية قبل أن تكون رسمية، كان واضحاً أنها هراءٌ محض غير قابل للتطبيق. والمسألة لا تتعلق برفض مصر لها فقط (علماً أنه لا يمكن استبعاد وجود تيارات ما، غير معلومٍ وزنها بالضبط، داخل جهاز الدولة المصري، مستعدة للموافقة على هذا الأمر)، بل وتتعلق بالمقام الأول برفض أهل غزة نفسهم للتهجير، ومعهم فصائل المقاومة، وكذلك وجود رفض عالمي شعبي واسعٍ لهذا الأمر، ورفضٍ واسع النطاق على مستوى الحكومات أيضاً، وفي مقدمتها روسيا والصين، وحتى حكومات غربية (ترفض التهجير بالكلام على الأقل حتى وإنْ دفعت نحوه على الأرض).
يضاف إلى ذلك، أنّ حصول عملية التهجير يعني حكماً خرق القاعدة القائلة بمنع توسيع الحرب؛ فإذا كان حزب الله قد أعلن بشكل واضح أنه سيدخل الحرب بشكلٍ كامل في حال تم الدخول البري لغزة، فما بالك بالحديث عن تهجير أهل غزة بالكامل؟
حتى إذا نظرنا إلى «النسخة المخففة» من عملية التهجير التي جرى الترويج لها، أي تهجير حوالي مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، فإنّ السلوك العملي للكيان يوضح أنّه حتى هذا «الهدف»، ليس هدفاً حقيقياً؛ فلو كان القصف الإسرائيلي مقتصراً على الشمال الغزي، مع السماح بتدفق المساعدات عبر رفح وعدم قصف القسم الجنوبي من غزة، لكان يمكن للمرء أن يفترض أن الكيان يريد فعلاً تقليص مساحة القطاع إلى النصف، ليصبح الدخول البري دخولاً إلى منطقة خالية من الحياة نهائياً، يتم تمهيدها قبل ذلك، ليس عبر قصفٍ من النمط الذي نراه حتى الآن، بل عبر قنابل زلزالية تخترق الأرض حتى عشرات الأمتار ثم تنفجر مخلفةً دماراً شاملاً. عندها يمكن أن يتم ليس فقط تفريغ شمال القطاع من السكان المدنيين، بل ويمكن حينها دخوله بالدبابات أو حتى بحاملات الجند. ويمكن لهذا- بافتراض نجاحه- أن يبدو بوصفه «رداً كافياً» على طوفان الأقصى.
مرةً أخرى، السلوك العملي يبيّن أنّ هذا الأمر، أي التهجير الكامل أو الجزئي لسكان قطاع غزة، رغم أنه أمرٌ يتمنى «الإسرائيلي» حصوله بأي شكل كان، إلا أنه يعرف أنه غير قابل للتحقيق بشكله الكامل، وحتى الجزئي، إضافة إلى أنّ سلوكه يدل على أنه لا يعتبر مسألة التهجير الجزئي هدفاً أساسياً في عدوانه المفتوح على غزة.

ثالثاً: «استئصال حماس»

لا يحتاج الحديث عن وضع هدف «استئصال حماس» كثيراً من الإسهاب؛ فهو هدفٌ غير قابل للتحقيق لا على المستوى الخاص ولا العام، أي لا على مستوى استئصال حماس نفسها كإحدى فصائل المقاومة، ولا على استئصال المقاومة كلها بصفة عامة؛ إذ إنه وبعيداً عن أضاليل الإعلام الصهيوني والغربي، والتي تضع حماس في جانب، والشعب الفلسطيني في جانب آخر مضاد، فإنّ الحقيقة التي يعرفها الصهاينة أكثر من أي أحد آخر، هو أنّ استئصال المقاومة الفلسطينية ممكن بطريقة واحدة فقط هي استئصال الشعب الفلسطيني بكامله، وهذا ما لا يمكن للصهيوني حتى أن يحلم به.

رابعاً: «الانتقام المحض»

ربما يبدو أكثر الأهداف التي يحكي عنها الصهاينة «معقوليةً»، هو هدف الانتقام المحض؛ وهذا هدفٌ يحققونه عبر الزيادة الإجرامية المتوحشة في قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وبتدمير بيوتهم ومدارسهم ومشافيهم ودور عبادتهم وطرقاتهم... ولكن هذا بحد ذاته لا يمكنه تفسير كل شيء؛ فالصهيوني ومعه الأمريكي، وكل من درس تاريخ حركات التحرر الوطني عبر العالم، يعرف أنّ اللحظة التي سيتم فيها وقف إطلاق النار، حتى وإنْ جاء ذلك بعد قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، هي ذاتها اللحظة التي سيبدأ فيها دفع الأثمان السياسية ليس فقط للخسارة المحققة التي أحاقت بالصهيوني في طوفان الأقصى، بل وأيضاً لكل الدماء الفلسطينية التي أريقت بعدها؛ أي أنّ الصهيوني من حيث يريد أو لا يريد، وبإثخانه في دم الفلسطينيين، إنما يرفع الفاتورة السياسية التي عليه دفعها في نهاية المطاف، ولذا- مرةً أخرى- لا يمكن تفسير المسألة بأنها مجرد «انتقامٍ محض».

1146-15

خامساً: «عامل الزمن»

محاولة إطالة العدوان أكبر فترة ممكنة، على أمل أن تغطي دماء الفلسطينيين المتراكمة صورة الهزيمة في 7 أكتوبر، ينطبق عليها ما ينطبق على البند السابق، بند الانتقام المحض؛ فإطالة المعركة وإنْ كانت تسمح جزئياً بتقديم صور القوة والبطش، والقدرة على الانتقام التي يريد الصهيوني الظهور بها بعد هزيمته، إلا أنها بالمقابل، ترفع الكلفة السياسية؛ فترسخ خيار المقاومة أكثر من السابق، وتجعل من أيّة محاولات للتطبيع مع دول عربية أمراً أشدّ تعقيداً وصعوبة، ناهيك عن أنها ترفع مستوى التعاطف الشعبي حول العالم مع القضية الفلسطينية، وتحشر الحكومات الغربية في الزاوية بشكل متزايد.

ما هي الأهداف الفعلية إذاً؟

إذا صحت القراءة التي قدمناها أعلاه، فهذا يعني أنّ كل «الأهداف المعلنة» التي سردناها، ليست هي الأهداف الحقيقية، الأساسية، من الشروط الثلاثة التي تفرضها واشنطن على الصراع الجاري، (أي: عدم وقف إطلاق النار، عدم توسيع الحرب، عدم اجتياح غزة برياً). والأهداف الأساسية هي في مكانٍ آخر يجب البحث عنه.
في إطار عملية البحث هذه، لا بد من الانتباه إلى الحقائق الواضحة التالية؛ بمجرد وقف إطلاق النار، فإنّ بين النتائج المؤكدة لطوفان الأقصى، ما يلي:

  • فقد الأمريكان مرة وإلى الأبد موقعهم المنافق كـ«وسيط» في عملية السلام في الشرق الأوسط. وأهم من ذلك أنهم فقدوا الدور الحصري الذي لعبوه منذ كامب ديفيد، ولكن خصوصاً منذ مدريد وأوسلو. أيّ أنّ العملية السياسية التي ستلي طوفان الأقصى سيدخل فيها على الأقل، الروس والصينيون، كوسطاء إلزاميين في حل الصراع. وهو ما يعني فتح باب الحل الفعلي للقضية الفلسطينية، والإغلاق التدريجي لباب الاستثمار الأمريكي في القاعدة الصهيونية في الشرق الأوسط.
  • الوزن الأمريكي في كامل منطقتنا، بل وعلى مستوى العالم، سيتعرض لهزة كبرى تشمل تداعياتها كل حلفاء الأمريكان في كل بقاع الأرض.
  • تم طوي صفحة «اتفاقات أبراهام» و«الناتو العربي» و«خط الغاز العربي»، وكل ما يدخل في هذا الإطار من مشاريع هدفها رسم «شرق أوسط كبير» على الطريقة الأمريكية الصهيونية.
  • انكفاء قدرة «إسرائيل» على افتعال الأزمات في كامل الإقليم، ما يعني فتح باب إنهاء الأزمات التي تعصف به، وما يعني ضمناً تقليلاً إضافياً في وزن الأمريكي فيه.
  • إضافة لتحييد نتنياهو وربما سجنه، فإنّ أزمة الحكم التي استمرت في الكيان طوال ما لا يقل عن 3 سنوات مضت، ستعود للتجدد بشكل أعمق وأعنف من أي وقتٍ مضى، وستدخل على خطها الانقسامات الداخلية في الكيان على المستوى «الشعبي» مهددة بانفجار غير مسبوق، المهم فيه: أنّ مؤداه هو تعميق انكفاء القدرة الإسرائيلية على التخريب على مستوى الإقليم.
  • الصداع المستمر المتعلق بالأسرى الإسرائيليين سيدخل مرحلة مزمنة، ربما تتطلب إعطاب أعصابٍ بكاملها ضمن الجسد الصهيوني، وفي مقدمتها عصب ملف الأسرى الفلسطينيين الذي سيكون حله جزئياً أو كلياً، تتويجاً لنصر الفلسطينيين في 7 أكتوبر، ولهزيمة «الإسرائيليين» بل وسيكون على المستوى السياسي والنفسي العام، نصراً إضافياً جديداً لا يقل بتأثيره عن 7 أكتوبر.

ما سردناه هنا، ليس كل النتائج، والتي ستظهر تباعاً مع وقف إطلاق النار، بل جزء منها فقط. وهي كافية لوضع تصورٍ واضحٍ حول المقاربة التي يمكن أن تنشأ في عقول الأمريكيين والصهاينة وهم يديرون المجزرة. وهو ما يدفع للتفكير بأنّ أحد الأهداف الآنية الواضحة هو تأجيل دفع الأثمان، طالما يمكنهم ذلك: لأسابيع، لأشهر، وربما أكثر. وبالتوازي، محاولة تغيير إحداثيات المعركة، ليس في فلسطين بل في محيطها كاملاً، بحيث يجري تجنب دفع هذه الأثمان، بل و«إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط» كما قال نتنياهو، وبحيث يتم تحويل الأزمة إلى فرصة، إنْ استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
وإذاً، ينبغي النظر إلى تفاعلات ما يجري في فلسطين وحولها، ليس في فلسطين فحسب، بل وفي كامل الإقليم. فإطالة المعركة ضمن الشروط الثلاثية الأمريكية التي ذكرناها، لا يتعلق بالمعركة في فلسطين نفسها، بقدر ما يتعلق بمعركة الأمريكي حول وجوده ووزنه في كامل المنطقة، وعبر في العالم.
عند هذا الحد من القراءة، يمكن القول: إنّ الأمريكي والصهيوني، وبينما تبدو الأنظار مركزة باتجاه فلسطين، يُحضران لفوضى عارمة شاملة في الإقليم بأكمله: في مصر بالدرجة الأولى، وفي السعودية والعراق وإيران ولبنان، إضافة إلى الفوضى الموجودة أساساً في سورية.
إذا تمكن الأمريكي والصهيوني من إشعال فوضى متزامنة شاملة في كامل المنطقة، فإنّ هذا قد يؤمن مخرجاً حقيقياً، وإنْ مؤقتاً، ليس للكيان فحسب، بل وأهم من ذلك، للأمريكي نفسه ومعه الغربي، بحيث يكون «الشرق الأوسط» ساحة مشتعلة تؤجل إعلان نتائج الصراع الدولي إلى أجل غير مسمى، وتضغط على الدول الصاعدة على أمل قلب الموازين مع الوقت. ويصبح مفهوماً أمام هكذا سيناريو، لماذا ممنوعٌ توسيع رقعة الحرب الجارية في فلسطين؛ لأنّ توسيعها سيمنع أي اشتعالٍ داخلي، وسيوجه الجميع نحو معركة واحدةٍ مشتركة في نهاية المطاف، يلوذ بها الخونة العلنيون والمتسترون بأنفسهم، وتتعطل إمكانيات التخريب الداخلي لديهم.
رغم ما يبدو عليه هذا السيناريو الأمريكي من الجنون، إلا أنه يبدو معقولاً أكثر من سيناريو قبول هزيمة الكيان مع ما يترتب عليها من تداعيات على المستوى الإقليمي والعالمي. رغم ذلك، فهو سيناريو أمامه صعوبات كبرى، على رأسها أنّ خصومه ليسوا مضطرين للالتزام بالثلاثية التي يطرحها الأمريكي، ناهيك عن أنّ حلولاً إبداعية وغير متوقعه يمكن أن تظهر في أي وقت ومن أي مكان.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1146
آخر تعديل على الجمعة, 05 كانون2/يناير 2024 21:31