تصريح صحفي من منصة موسكو

تصريح صحفي من منصة موسكو

تواصل قيادة هيئة التفاوض والمجموعة المتنفذة ضمنها، ممارسة سلوكها المعادي للحل السياسي والمعادي لمسار أستانا والمؤيد للطروحات الغربية الهدامة، خاصة طروحات جيمس جيفري الذي بات من عادته أن يلقي تصريحاته التصعيدية حيناً، والتي لا يمر عليها سوى بعض الوقت حتى تسقط فيلوذ بالصمت، بل يختفي من الصورة كلياً، ليعود بعد فترة بطروحات أخرى، خلبية كما سابقاتها.

ولأنّ منصة موسكو موجودة ضمن هيئة التفاوض على أساس القرار 2254 بوصفها واحدة من ثلاث منصات ذكرها القرار، وعلى هذا الأساس فقط، فإنّ من الضرورة بمكان تبيان وجه المنصة المستقل ومواقفها المخالفة لمجمل ما يطرح رسمياً باسم هيئة التفاوض.
في هذا الإطار، وفيما يتعلق بالمسائل الأساسية المطروحة على الطاولة حالياً، نبين ما يلي:

أولاً، العقوبات

العقوبات الغربية على سورية لم تصب غير عموم الشعب السوري وزادت فقره وعمقت مأساته، ووفرت الأساس لشبكة فساد كبيرة مشتركة بين الفاسدين الكبار في النظام والفاسدين ضمن الاتحاد الأوروبي وبعض المنظمات الدولية، ولذا فإنّ من يؤيد استمرار العقوبات من أعضاء هيئة التفاوض، إنما يقدم خدمة كبيرة لفاسدي النظام الذي يدعي معارضته، وبطبيعة الحال لحيتان الفساد الدولي والغربي الكبرى. ولذا فإننا نطالب برفع جميع العقوبات، وفوراً.

ثانياً، إعادة الإعمار

تواصل واشنطن والدول الأوروبية متاجرتها بمسألة إعادة الإعمار، ووضع الاشتراطات السياسية على بدئها مدعية أنها في حال تحققت اشتراطاتها فإنها ستغدق المن والسلوى على السوريين. إنّ أي متابع جدي للأوضاع الاقتصادية الأوروبية يعلم أن الأوروبيين أعجز من أن يساهموا جدياً بإعادة إعمار سورية، وكل ما ينشدونه هو تشغيل شركاتهم في إعادة الإعمار عبر أموال دول أخرى. يضاف إلى ذلك أنّ مسألة إعادة الإعمار هي مسألة إنسانية بالدرجة الأولى، وأي ربط لها بالجانب السياسي هو متاجرة بعذابات الشعب السوري وبآلامه، وتعليق حياته اليومية إلى أجل غير مسمى.

ثالثاً، عودة اللاجئين

وفي مسألة عودة اللاجئين نجد التماهي نفسه مع المواقف الغربية، والتي تشجع عدم عودة اللاجئين قبل إنجاز الحل السياسي، ويظن البعض أن عدم حل مسألة اللجوء هو أداة ابتزاز سياسي للتأثير على شكل الحل القادم، والحقيقة أن الغرض من عدم حل مسألة اللجوء هو بالضبط منع الوصول إلى أي حل كان، وإبقاء الجرح نازفاً وتعميقه وصولاً لاستكمال مشروع الفوضى الخلاقة إنْ أمكن. إنّ المطالبة بتأمين الضمانات لعودة اللاجئين، بل وبتسريع تأمين تلك الضمانات وبتسريع العودة، هو خطوة لا بد منها للوصول إلى حل حقيقي يقرره السوريون بأنفسهم، والضمانات هنا هي ضمانات تقدم للاجئين لكي يعودوا بكرامتهم وأمانهم، وليست ضمانات لدول أو لجهات سياسية حول حصتها من الحل أو شكل الحل كما يريد البعض، وفي هذا السياق يتضح هزال الهجوم الذي شنه بعض أعضاء هيئة التفاوض على زيارة المبعوث الدولي لسورية السيد بيدرسون إلى بابا عمرو، بدل أن يرحبوا بالزيارة ويشجعوه على استكمالها بزيارات للسوريين في أماكن اللجوء للوقوف على أوضاعهم.

إنّنا في منصة موسكو، كنا ولا نزال ندعم حلاً سياسياً حقيقياً على أساس القرار 2254 والمدخل الدستوري الذي تم إقراره في سوتشي، حل يستند إلى توافق السوريين فيما بينهم، ونقف لذلك موقفاً حازماً ضد المتشددين والفاسدين من الطرفين، والذين يقدمون الخدمات لبعضهم البعض يوماً بيوم وموقفاً وراء موقف!
دمشق
21 آذار 2019

معلومات إضافية

العدد رقم:
906
آخر تعديل على الإثنين, 25 آذار/مارس 2019 18:07