عرفات: مهمة دي مستورا هي تنفيذ 2254 فقط...

عرفات: مهمة دي مستورا هي تنفيذ 2254 فقط...

أجرت إذاعة «ميلودي fm» حواراً إذاعياً مع عضو منصة موسكو للمعارضة السورية، وعضو جبهة التغيير والتحرير السورية المعارضة، علاء عرفات، للحديث حول المتغيرات الجديدة والتطورات في إطار الحل السياسي للأزمة السورية، وفيما يلي نعرض أبرز ما تضمنه الحوار من أفكار..


بيان «سوتشي» توافق لكل الأطراف..
حول ما حققته عملية «سوتشي»، أجاب عرفات: « بداية، تبين أن سوتشي له أعداء كثيرون، أمريكا والأوروبيون، وقوى الإرهاب، وقوى المعارضة المتشددة، حاولوا جميعهم إفشال انعقاد المؤتمر، ويحاولون منع تظهير نتائجه. وبما يتعلق بمخرجات ومنتجات هذا المؤتمر، من المؤكد أن الجميع اطلع على البيان الختامي للمؤتمر، جوهره البنود الاثني عشر، وهم عملياً صياغة دي مستورا 2016، بالإضافة إلى تشكيل لجنة إصلاح دستوري، وجرى اقتراح العديد من الأسماء حوالي 200 اسم، وتمريرها إلى المبعوث الدولي السيد دي مستورا، من أجل أن يقوم بالاستفادة منها عبر محاولة تشكيل لجنة إصلاح دستوري، التي ستقوم عملياً بمناقشة قضايا الدستور، وهذه النتائج مهمة».
ما جرى في «سوتشي» عملياً، هو: عبارة عن اتفاق سياسي بين الدول الثلاث (روسيا_ تركيا_ ايران)، والحكومة السورية والمعارضة التي تواجدت هناك، توافق بين كل الأطراف أنتج البيان الختامي وهذه النتائج أرسلت إلى السيد دي مستورا المفوض عملياً من قبل الأمم المتحدة بتنفيذ القرار 2254 وتدخل هذه المسألة ضمن صلاحياته، لإنتاجها بشكلها العملي النهائي استناداً للقرار 2254، مؤكداً أن للمبعوث الدولي دي مستورا مهمة واحدة، وهي تنفيذ القرار 2254 فقط وضبط إيقاع أي إجراء سياسي استناداً إليه في جنيف وخارج جنيف.

سوتشي أقر البنود الـ12
المعلّقة منذ 2016
وتابع عرفات: «النقطة الثالثة التي أريد أن أتكلم عنها: أن سوتشي أنتج نقطة مهمة، وهي أنه تمكن من إقرار البنود الـ12، في حين أنه سابقاً لم يتم التمكن من إقرارها خلال جولات جنيف المتتالية، المعارضة أقرتها، ولكن وفد الجمهورية العربية السورية لم يقرها. أتى «سوتشي» وأنجز هذه المهمة».
وأضاف عرفات: «السلال التي كانت تُناقش هي أربع، والدستور واحدةٌ منها، وميزة الدستور عملياً أنه يحدد شكل سورية اللاحق، وبالتالي أي مفاوضات ستجري بين السوريين لابد الاتفاق على الشكل اللاحق لسورية. لذلك هذه السلة تعتبر من أهم النقاط الأخرى، كان فيها إشكال السلة الأولى، التي يُسموها سلة الحوكمة (سلة الحكم الانتقالي) توجد مشكلة في مناقشتها عند وفد الحكومة، وموضوع الإرهاب أيضاً توجد مشكلة حوله، وبالتالي اتجهت الأمور نحو السلال التي من السهل الاتفاق حولها، وهما سلتان: سلة الدستور، وسلة الانتخابات».
وفيما يتعلق بمن قاطعوا «سوتشي»، أوضح عرفات: «في الحقيقة الدول المقاطعة هي الدول التي لا تريد حلاً في سورية، وهي التي كانت تسعى من أجل تعطيل الحل، من يراقب سلوك أمريكا في الأزمة السورية يجد أنه محاولة لجعل الحرب مستمرة، من أجل استنزاف سورية، عسى ولعل أن يتطور الوضع في سورية ويمتد إلى الدول المجاورة، وهذا مطلوب أمريكياً في الصراع الدولي، أريد أن أذكركم بحادثة، عندما أُقر بيان جنيف 1 في 30 حزيران 2012، في اليوم التالي كان هناك اجتماع لأصدقاء سورية في تونس، عندما كان منصف المرزوقي رئيساً، ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون المعارضة لعدم الموافقة على بيان جنيف الذي هي وقعت عليه قبل يومين، وكان هذا على العلن، وبالتالي سلوك أمريكا وموقفها فيما يتعلق في الأزمة السورية والقرارات الدولية التي تتعلق فيها هو موقف منافق، يوافقون وبعدها يعملون بالعكس، وهذا الكلام ينطبق على الفرنسي والبريطاني».

مؤشرات التراجع الأمريكي..
وفي سؤال حول التراجع الأمريكي أوضح عرفات: أن مؤشرات التراجع الأمريكي تظهر يوماً بعد يوم، و«عندما نتحدث عن تراجع أمريكي لا يمكن أن تأخذ مقطع صغير وتقول تراجع أمريكي، التراجع الأمريكي وعلى النطاق العالمي كله. روسيا عقدت مؤتمر سوتشي بنجاح والأمريكان لم يستطيعون فعل شيء، ولعلمكم فقد كان هناك تلميح أمريكي لدي مستورا بعدم الحضور، وقام غوتيرش بخرقه. والتصريحات التركية الأخيرة ضد أمريكا هي مؤشر أيضاً، من كان يتجرأ سابقاً في تركيا أو غيرها بهكذا تصريحات؟! وعسكرياً، أؤكد أن أمريكا ستخرج والأمور تسير في هذا الاتجاه، ولم ننتهِ بعد، الأمريكان لن يتمكنوا من البقاء في سورية، ولا بغير سورية، وسيخرجون من كل هذه المناطق. قبل عدة أشهر كان الأمريكان يسيطرون على ثلاثة أرباع سورية عبر «داعش» واليوم هذا لم يعد موجوداً، هذا أليس تراجعاً؟ هل عند أحد شك أن داعش كانت قوة أمريكية؟ اليوم جبهة النصرة «تأكل قتل» في إدلب هل أحد عنده شك أن جبهة النصرة أمريكية؟
وعلى الصعيد العالمي، عندما تقول الصين: أن بحر الصين الجنوبي إرادتي، وهي التي يجب أن تمر، ماذا يعني هذا؟ عندما يظهر أحد ممثلي رئيس كوريا الشمالية، ويهدد الولايات المتحدة الأمريكية، والأمريكان لا يستطيعون فعل شيء، ويهددهم ليس فقط سياسياً، بل يهددهم بسلاح نووي، ماذا يعني هذا؟ التوازن في شبه الجزيرة الكورية هو ليس توازن كوري أمريكي، هو توازن دولي أمريكي في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، لكن في الواجهة كوريا الشمالية، الذي يحمي كوريا الشمالية عملياً ليس صواريخها النووية، الذي يحمي كوريا الشمالية هي الصين وروسيا هكذا يجب أن نفهم المعادلة. وكل هذه المؤشرات تؤكد حالة التراجع الأمريكي».

اجتياح تركيا للأراضي السورية مرفوض
وحول ما يجري في إدلب، أوضح عرفات: «الذي يجري في إدلب هو إذا عدنا لبدايته، فقد بدأ بـ 25/12 أي بعد انتهاء مؤتمر أستانا بثلاثة أيام، جرى في أستانا بحث موضوع مناطق خفض التصعيد، من ضمنها إدلب، وتبين أن نقاط المراقبة هي التي كان ينبغي أن توضع، وضع منها ثلاث نقاط مراقبة، والذي منع بقية نقاط المراقبة، هو جبهة النصرة التي عملياً لا تريد منطقة خفض التصعيد، وبالتالي بدأت المعارك اعتباراً من 25/12 وما تزال مستمرة حتى الآن، هناك عملياً سعي جدي من أجل تصفية جبهة النصرة، وهي هدف أعلنت عنه الأطراف المختلفة وعلى رأسهم الروس، لافروف قال في لحظة من اللحظات في حينه: أن الهدف الرئيس في محاربة الإرهاب في سورية هو مكافحة جبهة النصرة، والآن نحن نعرف أن القوى الرئيسية لجبهة النصرة موجودة في إدلب، في المناطق التي يجري فيها الصراع  حالياً، وبالتالي حول موضوع جبهة النصرة، ليس هناك مهادنة ولا تراجع، ويبدو أنه سيتم إنهاء موضوع جبهة النصرة».
وما يتعلق بعفرين، الذي يقوم به الأتراك عملياً، هو أياً كان شكله لا يمكن تبريره، وهو عدوان على الأراضي السورية، وضربات باتجاه مواطنين سوريين، ولكن أيضاً يجب أن نتكلم عن الحقائق، أنه قبل أن تبدأ هذه المعركة، كان هناك اقتراح روسي قُدم للإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) والقوات التابعة له كحل لهذه المسألة، أن يدخل الجيش السوري ويقف على الحدود السورية التركية، وأن تبقى الإدارة الذاتية بيدهم ولم يوافقوا وبالتالي لم يعد هناك مجال إلا أن تنشب هذه المعركة، نأمل أن يعلى صوت العقل لدى هذه الأطراف، وتذهب إلى التفاهم، لوقف هذه المعركة، ولكن ليس مقبول أبداً أن تجتاح القوات التركية الأراضي السورية، أو تدخل الأراضي السورية، أو تقوم باحتلال سورية بحجة وجود الكرد السوريين، أو أنهم مجموعات إرهابية، والحقيقة هم لعبوا دوراً كبيراً جداً في محاربة الإرهاب ومحاربة «داعش».