جميل: في هذه الجولة بدأ المس بعصب القضايا الجوهرية

جميل: في هذه الجولة بدأ المس بعصب القضايا الجوهرية

أجرى رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، حوارات صحفية عدة في إطار الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف3، تطرقت إلى المستجدات والمسائل المتعلقة بهذه الجولة، فضلاً عن العراقيل التي واجهتها. فيما يلي، نعرض أبرز الأسئلة التي تضمنتها هذه الحوارات.

هل يمكن لتوافق ما بين أطياف المعارضة - حتى تلك التي لم تحضر- أن يغير معادلة جنيف ويسرع الحل؟

يكفي أوهام في مهب الريح، 2254 صنع كي ينفذ، لذلك لا يوجد مهرب من 2254. هذا القرار يقول بمنصات محددة، هي موسكو والقاهرة والرياض وغيرها، ومعنى غيرها في قلب الشاعر، والشاعر اليوم هو دي مستورا وماذا يقرر الله أعلم. لكن هناك شيء واضح ومنتهي: منصة موسكو القاهرة والرياض هؤلاء معترف بهم في القرار، أما الباقي فيمكن أن يكون هنالك أخذ ورد، ونحن الصراحة لو كنا الشاعر والمعنى بقلبنا، فنحن مع تمثيل أكبر قدر ممكن من أطياف الشعب السوري في نقاش واقعه ومستقبله.

تقولون أن الحل يقترب وأنكم متفائلون.. كيف ذلك هناك من يقول أنه سيكون هناك جولة سادسة وسابعة وثامنة من جنيف؟

أولاً، إذا كنا مقتنعين بالحل السياسي، فإننا يجب أن نجعله يقترب بالغصب، وبخطى حثيثة. ثانياً، لم يقل أحد أن هذه الجولة هي الجولة الأخير، ولا أحد يقول أن الجولة القادمة هي الأخيرة. لكننا نقترب، لأنه الآن، ولأول مرة بجنيف، نقترب من بحث قضايا جوهرية وملموسة. أعتقد من الآن حتى آخر هذه الجولة، سوف ترون كيف بدأ المس بعصب القضايا الجوهرية. ومن الممكن في هذه الجولة أن نفعل ذلك، وإذا لم نستطع، ففي الجولة القادمة القريبة يجري بحث اللجان والسلال الفرعية، وبعدها يبقى جلسة واحدة للتجميع، وبالتالي، لماذا نقول إننا لا نقترب؟

الشعب السوري تعب، والسوريون جميعهم تعبو. يجب إيجاد مخرج من هذه الأزمة، وعدم إحباط السوريين بالقول أن الحل السياسي يبتعد لأن هنالك جبهات مشتعلة، فمن له مصلحة اليوم بإبعاد الحل السياسي غير القوى الغربية والكيان الصهيوني الذين يريدون استمرار إشعال سورية لحرقها من الداخل.

الوفد الواحد وليس الموحد كفكرة إلى أين وصلت؟ وهل عدم تطبيقها يدل على أن شكل المفاوضات سيبقى كما هو؟ لم نعد نسمع مناقشات في هذا المجال وبهذا الخصوص

هذه الفكرة مازالت قائمة، ويجب أن تكونوا متأكدين أن هذه المفاوضات لا يمكن أن تنتهي دون مفاوضات مباشرة، والمفاوضات المباشرة دون وفد واحد للمعارضة السورية شبه مستحيلة، فإذا كانت هذه الفكرة اليوم لا تطرح على الإعلام بقوة، ذلك لأن موضوع البحث بجنيف اليوم هو السلات الفرعية المتوازية، لذلك فإن هذا الموضوع لم يتراجع، لكنه ليس موضوعاً على جدول الأعمال في هذه اللحظة. وكما سترون لاحقاً، سيظهر بكل قوة كي يفرض نفسة كهدف ضروري من أجل إنجاح المفاوضات وإنهاء الأزمة السورية وإخراج الشعب السوري من معاناته الكبيرة التي يعيشها.

هل يدل عدم الوصول إلى وفد واحد للمعارضة في هذه الجولة على أن الخلافات ما زالت موجودة أم أنه ليست هنالك تفاهمات دولية وإقليمية حول هذا الموضوع بعد؟

الخلافات والاختلافات والتباينات لا تلغي  فكرة الوفد الواحد، بل تفرضه وتتطلبه، لذلك لا علاقة بالموضوعين ببعضهما البعض،  أي هو ليس موحد لأننا نعي منذ البداية أن حجم القضايا المختلف عليها كبير مع الكل، ولا يسمح بالحديث عن توحيد، بل يسمح بالحديث فقط عن وفد واحد، وهذا يعني جمع حسابي لقوى الوفود الموجودة في جنيف التي تمثل طيف لا بأس به من المعارضة السورية، ويمكن ليس كل المعارضة السورية. لذلك، لا تقلقوا من أن موضوع الوفد الواحد اليوم لا تركيز عليه كثير إعلامياً، فهذا سببه جدول الأعمال الحالي، وأطمئنكم أن الاتصالات بين كل وفود المعارضة الثنائية والثلاثية موجودة ومستمرة، لكن ليس دائماً تحت نظر الإعلام، مستفيدين في ذلك من الحديث الذي يقول استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، لأن الإعلام أحياناً حين يتدخل يفسد أكثر مما يصلح.

هل الروس فقط هم من يستطيعون تذليل العقبات في جنيف؟ أم أن هنالك أيضاً أطراف أخرى إقليمية ودولية وأقصد الولايات المتحدة الأميركية والأطراف الإقليمية المعنية؟

نحن نرغب جداً أن تكون الولايات المتحدة موجودة بجنيف، فلها فائدة وكان ممكن أن تلعب دوراً مهماً، لكن الظاهر أن لديهم مشاكلهم، ويعيدون ترتيب بيتهم الداخلي، والروس علاقتهم جيدة ليس فقط مع المعارضة والنظام، وإنما مع كل الأطراف الإقليمية، فهم قادرين على أن يلعبوا دوراً مؤثراً لذلك أصدقائنا الروس ممكن أن يلعبوا هذا الدور، وطبعاً يلزمهم تجاوب من قبل القوى الإقليمية في هذه العملية. وجميعكم ترون بالأشهر الستة الأخيرة انزياحات لدى القوى الإقليمية باتجاه الجنوح نحو الحل السياسي.

ماذا عن فكرة النواب الخمس لرئيس الجمهورية التي طرحتموها أنتم كمنصة موسكو؟ 

هذا اجتهاد من قبل منصة موسكو نطرحه وندافع عنه، وغير موافقين على الآراء المعلنة حتى الآن من قبل الآخرين في هذا الإطار، ليأتوا ويناقشونا، أما في النقاش على الإعلام فلن أستطيع أن أوضحها. نحن نريد نتائج عملية، لا نريد أن يبقى الكلام كلاماً والكلام يتحول إلى نتائج ملموسة وإلى قرارات وإجراءات هذا الذي نريده هذا هدف جنيف، لذلك نحن اقتراحنا ما زال قائماً، وسندافع عنه وسنشرحه. وإذا استطاع أحد أن يقنعنا بأن اقتراحه أفضل مننا، فلن نصر على اقتراحنا، لكننا نحاول أن نقنع الجميع، ونرجو منهم أن يكون سلوكهم مثلنا، وألا يكونوا متمترسين، بل منفتحين وقادرين على القبول بالآراء الأخرى إذا كانت مقنعة بالنسبة لهم. وفي النهاية يمكن ألا يمشي ولا رأي من الآراء المطروحة، لكن سنضطر أن نصل إلى توافقات أي لحلول وسط من الجميع.

لماذا لا تتوافقون مع معارضات أخرى على تشكيل حكومة موسعة أو حكومة وحدة وطنية؟

للأسباب التالية: إذا توصلنا إلى اتفاق أن تعريف الجسم الانتقالي هو حكومة وحدة وطنية فليكن، ولكن يجب أن نجلس، أم أن وفد الحكومة يريد أن نوافق له قبل أن نتفق على اقتراحه؟ نريد أن نفهم منه، وأن ينظروا في أعيننا ويكلموننا مباشرة عن اقتراحهم.. تعبير حكومة وطنية شيء وحكومة موسعة شيء آخر. فالحكومة الموسعة تشي بأن الحكومة الحالية - النظام كما يقال- يريد أن يقول لنا ها هي الحكومة، تفضلوا: سنوسعها! مع أنه من منطوق 2254 وجنيف1 ليست كذلك. فالحكومة يجب أن تشكل بالتوافق بين الطرفين - معارضة ونظام- يعني نصف بنصف من حيث المبدأ، أما حكومة موسعة فتشي بشيء آخر، وهو عقلية الهيمنة والتحكم من قبل طرف واحد، وهذه العقلية موجودة قليلاً عند جماعة الرياض أيضاً ولا نبرئهم منها. فإذا اتفقنا على تعريف الجسم الانتقالي بأنه حكومة وحدة وطنية كان به، ولكن هذا مرتبط بموضوع آخر وهو صلاحياتها، لأن الدستور المعمول به حالياً لا يعطي الحكومة أعتقد الصلاحيات الكافية لتنفيذ القرار 2254، فإذا أخذنا الصلاحيات الكافية سوف نضطر أن نذهب كما أظن وأرجو أن أكون مخطئاً إلى تعديلات دستورية، ونحن لا نريد أن ندخل في نفق التعديلات الدستورية قبل أن نغير الدستور بشكل كامل، لأنه سيفتح ملفاً جديداً عويصاً متشابكاً وسيأخذ وقتاً إضافياً وليس لدينا وقت لإضاعته.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
804
آخر تعديل على السبت, 01 نيسان/أبريل 2017 19:27