جميل: نحو جولة مقبلة بمفاوضات مباشرة ووفد واحد

جميل: نحو جولة مقبلة بمفاوضات مباشرة ووفد واحد

في سياق أعمال الجولة الرابعة من مؤتمر جنيف3، أجرى رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، عدداً من الحوارات الصحفية مع وسائل إعلام عدة، منها «روسيا اليوم» و«سكاي نيوز عربية» و«الميادين» و«روزنه». نعرض فيما يلي أبرز ما جاء في هذه اللقاءات:

الخلاف أكبر من حصص

في رده على سؤال حول «أسباب الخلاف بين وفود المعارضة»، أكد جميل: نحن نريد إنهاء المفاوضات بسرعة، لإنهاء معاناة الشعب السوري. يجب إيقاف درب الآلام، وهذا لا ينجز إلا بإنجاح المفاوضات. فكيف للمفاوضات أن تنجح إن لم تبدأ فعلياً؟ وكيف ستنجح إن كان هنالك من يهدد بالانسحاب طول الوقت؟ نحن نريد تشكيل وفد واحد يعطينا الضمان بأن المفاوضات ستستمر، والمشكلة ليست عدد المشاركين وليست الكراسي ولا المقاعد.

السوريون ينظرون إلينا اليوم، وسيلعنون أولئك الذين يعيقون هذه العملية. المعركة ليست كما يحاول أن يظهرها البعض بأنها خلاف بين أطراف المعارضة على الحصص. فالخلاف أكبر من ذلك، الخلاف هو على أساس الحل: يريدون منا أن نوافق على بيان 11 شباط لمؤتمر الهيئة العليا للمفاوضات، نحن غير موافقين على بيان 11 شباط، لأنه يخالف قرار مجلس الأمن 2254 بعدة بنود. ونحن نقول أنه يكفي قرار مجلس الأمن كبرنامج للمعارضة اليوم، فما الذي نريده أكثر من ذلك؟

لمن الأولوية؟ ولماذا المعارضة؟

وعن الأولوية بين مكافحة الإرهاب أو الانتقال السياسي، أشار جميل: أعتقد أن مكافحة الإرهاب عسكرياً ضد المنظمات الإرهابية الموصوفة دولية قائمةٌ ومستمرةٌ، لكن هذه المكافحة- بهذه الطريقة- ستبقى محدودة النتائج حسب اعتقادي، إذا لم يبدأ الحل السياسي. ونحن في منصة موسكو برأينا: أن هذا الحل هو سلاح التدمير الشامل ضد الإرهاب، لذلك، نريد: تسريع الحل السياسي، من أجل تعزيز مكافحة الإرهاب، ولا نرى تناقضاً بين مكافحة الإرهاب والحل السياسي، وضد أن توضع قضية مكافحة الإرهاب والحل السياسي على التسلسل، فهما قضيتان متوازيتان ومرتبطتان ببعضهما البعض، وتدعمان بعضهما البعض، كلما تقدم الحل السياسي إلى الأمام، سيفتح المجال أوسع لمكافحة الإرهاب، وكلما استمرت مكافحة الإرهاب عسكرياً من قبل الجيش السوري والفصائل المسلحة السورية المعتدلة، كلما فتح هذا الطريق بشكل أفضل نحو الحل السياسي، والدليل على ذلك ما يجري في آستانا.

وعن مفهوم منصة موسكو للانتقال السياسي، وأسباب معارضتها للنظام، أجاب جميل: شكراً على السؤال المهم جداً، فهو سؤال مشروع وضروري. نحن نعارض النظام جذرياً، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، ونرى أن هذه البنية السياسية التي تقادمت قد سببت مشاكل كبرى هي الأساس في انفجار الأزمة، وهي التي خلقت الظروف الموضوعية لانفجار الأزمة، وتعقيداتها اللاحقة، والاختلاطات التي جرت، إن الانتقال السياسي- كما نص عليه منطوق 2254، وبيان جنيف1- يمكنني تلخيصه عملياً بثلاث نقاط، وهي تشكيل جسم انتقالي، ودستور، وانتخابات. والمشكلة هنا هي الجسم الانتقالي: النظام يفسره- كما أفهم من حديثه- أنه حكومة موسعة، وجماعة الرياض يفسرونه بهيئة انتقالية، بينما النص الانكليزي لبيان جنيف واحد يقول عملياً: بجسم انتقالي، وهذا الجسم الانتقالي غير معرَّف حتى الآن، ومطلوب منا- نحن السوريين- أن نجلس إلى الطاولة في نهاية المطاف، وجهاً لوجه، كي نتفق حول ماهية الجسم الانتقالي، وكذلك ما يجب أن نتفق عليه في باقي الملفات، ليس هناك نموذج معطى نهائي للجسم الانتقالي.

بين التمثيل السياسي والعسكري

في رده على سؤال حول مشاركة الفصائل العسكرية المسلحة في المفاوضات، أكد جميل: نحن لسنا ضد نهائياً أن يكون هنالك جزء للفصائل العسكرية، ونحن حينما نتكلم عن التكافؤ، نتجرد عن حساب الفصائل العسكرية. أما الجزء غير العسكري فيجب أن يكون موزعاً بين المنصات، ويجب أن يجري حديث جدي حوله بشكل يضمن أن هذا التمثيل سيكون عادلاً، وليس فيه هيمنة لأي طرف.

وحول الحديث عن تباين بين بيان جنيف1 والقرار 2254، أشار رئيس منصة موسكو: لا أعتقد أنَّ هناك تناقضاً بين القرار 2254 وبيان جنيف، فـ2254 يبدأ بالتأكيد على جنيف1، وفي متنه هناك تأكيد أكثر من مرة على جنيف1 بكل تفاصيله، لذلك حين يقال أن جنيف1 هو غير 2254 فإن هذا الكلام غير دقيق وغير صحيح، وعلى الأقل ليسمح لي أن أقول أن من يتكلم هذا الكلام هو غير مطلع لا على جنيف1 ولا على 2254. إن جنيف1 يتحدث عن فترة انتقالية، و2254 أيضاً مثله، لكنه يحدد مراحلها.

أما عن موعد الجولة المقبلة من جنيف، فلفت جميل: لم تحدد نهائياً، لكن هناك جولة مقبلة بعد فترة استراحة قصيرة. وهذه الجولة هي تحضير لجولة مقبلة، أعتقد أنه يجب أن تشهد مفاوضات مباشرةً، ويجب ونأمل ونريد وسنعمل على أن يكون هنالك وفد واحد، ونأمل أن هذه المفاوضات المباشرة سوف تبدأ بإحداث ذلك الاختراق المطلوب من قبلنا.

بحث جدول الأعمال على التوازي

وعن اللقاءات الثنائية التي أجرتها منصة موسكو، قال جميل: اجتمعنا اليوم مع السيد غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية، وبحثنا كل هذه المواضيع. كما اجتمع وفدنا اليوم ظهراً مع السيد دي مستورا، وقال لنا: أنه ثمة اقتراح من وفد الحكومة السورية لا يمانع الجانب الروسي من إدخاله على جدول الأعمال وهو موضوع الإرهاب، وأن وفد الحكومة السورية موافق على بحث جميع الأمور ليس بشكل متسلسل وإنما بشكل متوازي، وهو ما اقترحه السيد دي ميستورا، لذلك نحن كوفد منصة موسكو بحثنا هذا الموضوع، وأبلغنا الجانب الروسي موافقتنا على كل هذه المواضيع لأنها تدخل كلها عملياً في إطار القرار 2254.

في إطار البحث والتفكير والنقاش، يمكن لكل قضية أن تبحث بشكل متوازٍ مع القضايا الأخرى بآن واحد وعلى مسار الأيام المخصصة لبحثها، وعندما تنتهي القضية، ننتظر انتهاء القضايا الأخرى، عندها نستطيع إجمالها وإجراء محصلة، والانتقال بعد ذلك إلى تكوين الرؤية الشاملة، والخريطة التنفيذية لكل هذا.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
800