«قاسيون» تلتقي جوزيه بوفيه: عولمة النضال من أجل عولمة الأمل

«عولمة النضال من أجل عولمة الأمل» كانت الكلمات التي اختتم فيها جوزيه بوفيه حديثه عن العولمة ناقداً مقولة فرانسيس فوكوياما عن «نهاية التاريخ» ومعتبراً أن ما نعيشه اليوم هو بداية عصر جديد مديناً السياسة الأمريكية والناتو التي اعتبرها الأداة الأولى لفرض الهيمنة على العالم والتي بدأت بحر ب الخليج الثانية فكان أول التجليات العسكرية للعولمة من خلال الحصار على الشعب العراقي...

ثم نزل بوفيه عن المنصة لتتلقفه العين التي تنظر إليه بإكبار فهو المزارع ذي الثلاثة والأربعين عاماً عضو الكونفدرالية الفلاحية الفرنسية الذي بدأ نضاله ضد الرأسمالية منذ أمد بعيد وتوجه إثر تفكيكه لمطعم تابع لسلسلة ماكدونالد للوجبات السريعة كان سيقام في منطقة مييو في الجنوب الشرقي الفرنسي ثم عندما حصد مع زملائه حقولاً تجريبية للذرة والصويا المعدلين جينياً لشركة مونساتو العملاقة، وقد شارك ونظم مظاهرات محلية ضد العولمة أصبحت عالمية فيما بعد انطلاقاً من بورتو/ أليغري وسياتل ثم جنوى.

* وبعيون واثقة وجرأة لا حدود لها أجاب بوفيه عن أسئلة «قاسيون» قائلاً:
تتردى حالياً أوضاع الإنسان مقابل الاحتفاظ بأكبر قدر من الأرباح، فالخدمات العامة غير موجودة غالباً ولا يحصل الناس على الرعاية الصحية أو على الثقافة كما لا يتم دعم وحماية القطاع الزراعي، هذه هي العولمة الليبرالية التي نرفضها والتي تحاول تعميم النمط الرأسمالي على العالم.

* ما هي تأثيرات 11 أيلول على شكل العولمة؟


الشكل العسكري للعولمة
بعد 11 أيلول تبلور الشكل العسكري للعولمة الذي بدأ منذ حرب الخليج الأولى علماً بأن شبكة بن لادن هي ثمرة للعولمة أنشئت بأدواتها ولصالحها وأنا ضد الحرب الأمريكية على أفغانستان فأنا ناشط لا يؤمن بالعنف ولا أوافق أن يحل أشخاص محل آخرين في تقرير المصير كما أن حرب أفغانستان تسمح لواشنطن بالتمركز على حدود روسيا ولعب دور استراتيجي بقرب الصين.... بين الهند وباكستان، إنها طريقة لتفرض نفسها خارج إطار كل المؤسسات الدولية للسيطرة على نفط المنطقة.

* لقد كنت في فلسطين في حزيران الماضي.. فما هو انطباعك؟

حرب استعمارية
إنها حرب استعمارية بكل معنى الكلمة فالفلسطينيون يتعرضون لنظام تمييز عنصري حقيقي فهم محرومون من حرية التنقل وحرية أن يكون لهم اقتصادهم الخاص، إنه انتهاك لحقوق الإنسان لذلك قررنا إرسال بعثة كل شهر إلى الأراضي الفلسطينية لمحاولة دعم هذه القضية.

* ما العلاقة بين إسرائيل والعولمة؟

إسرائيل رأس حربة العولمة
إن إسرائيل رأس حربة العولمة في المنطقة والنضال الفلسطيني هو أيضاً ضد العولمة ومن المهم معرفة أن اتفاق أوسلو 1993 أحدث هوة بين الاقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي وسمح للأخير بالسيطرة على الأول وفرض العولمة الاقتصادية عليه.

* ما رأيك بسياسات مكافحة الإرهاب التي تتبعها أمريكا حالياً؟

سياسة غير شريفة
إن من أهم مصادر الإرهاب هي سياسة التجارة غير الشريفة وما دامت هذه السياسة موجودة فلا يمكن القضاء على الإرهاب.

* لقد كنت البارحة في زيارة للجنوب اللبناني المحرر ما الذي حملته في ذاكرتك من هذه الزيارة؟

سعيد بتحرر الجنوب
لقد كانت المعاناة في ظل الاحتلال كبيرة جداً فقد زرت السجن ورأيت التعذيب الذي تعرض له الشعب وأنا سعيد بتحرر الجنوب. والمعاناة أيضاً شملت الفلاحين الذين خربت حقولهم ويعيشون اليوم مأساة حقيقية لذلك يجب أن يتم الاعتراف بحقوق المزارعين وحماية منتجاتهم ومن الضروري أن تشارك الدولة بدعم الزراعة ولا أميز هنا بين مزارع لبناني أو مزارع من أي مكان في العالم إذ لا توجد دولة بعيدة عن آثار العولمة.

* ما رأيك بمنظمة التجارة العالمية بصفتها (كما يروج لها) نظام متعدد الأطراف؟

شمال غني.. وجنوب فقير
إن تعددية الأطراف تعني خدمة كل الدول ولكن المنظمة لا تسمح للجنوب باكتساب منافع الشمال، فالشمال يملك 80% من الثروات العالمية بينما نسبة 80% من سكان العالم تمتلك النسبة المتبقية من الثروات وبالتالي كيف سيكون هناك توازن وتعددية أطراف؟!

* كيف يمكن إعادة التوازن إلى النظام العالمي؟

الإرادة السياسية الشجاعة
هناك أدوات عديدة لإعادة التوازن ,لكن ما ينقص هو الإرادة السياسية لذلك نطالب رؤساء الدول أن يكونوا شجعاناً ويتحملوا كافة مسؤولياتهم تجاه شعوبهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
163