إطلاق الحوارالعام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين ندوة مهامنا السياسية الأساسية

بدعوة من «لجنة تنسيق وحدة الشيوعيين السوريين في حماة» ومن منظمة الحزب عقدت في السقيلبية ندوة حول أوراق العمل لوحدة الشيوعيين  بعنوان «مهامنا السياسية الأساسية».

حضر الندوة نحو أربعين رفيقاً يمثلون طيف الحركة الشيوعية كما حضرها عدد من الرفاق الذين يمثلون جزءاً من طيف اليسار.

افتتحت الندوة بكلمة ترحيب بالرفاق الحضور من قبل الرفيق أكرم فرحة عضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الذي أكد على أن وحدة الشيوعيين السوريين يحكمها عاملان اثنان: عامل موضوعي، وعامل ذاتي، وأن كلا العاملين متوفر الآن.

ثم تحدث الرفيق محمد عبد الكريم مصطفى عضو لجنة المتابعة حول ورقة مهامنا وقدم تلخيصاً لأهم الأفكار الواردة فيها، مبيناً أن وحدة الشيوعيين هي جزء من الوحدة الوطنية، لأن كل الفصائل الشيوعية فقدت وظيفتها كأحزاب. ثم  شرح كيف وضعت هذه الأوراق من قبل اللجنة الوطنية وأن هذه الأوراق هي إطار للحوار بين الشيوعيين وهي حق لكل شيوعي وصديق ومهتم، وأن اللجنة الوطنية تكفل حرية الرأي والتعبير حول هذه الأوراق من خلال طرح الآراء في جريدة «قاسيون» أو المجلة حتى نصل إلى نهاية للنقاش ليتمخض عن مشاريع وثائق.

ثم أعطي الحديث للرفاق الحضور:

■ أبو بديع (فلاح): أنا مقتنع بوحدة الشيوعيين وبضرورتها أكثر من أي وقت مضى، كيف لنا أن ننخرط بالعمل الوطني مع الأطراف الوطنية ونحن كذا فصيل؟.

■ أبو نزار (اتحاد اشتراكي ـ تجمع): 

 أعتقد أن تماسك الشيوعيين في حزب واحد هو قوة للوطن أولاً ونحن نفتخر بذلك، ولكن باعتقادي أن الديمقراطية حل لكل المسائل. والسؤال هل نحن نمارسها في أحزابنا؟

لذلك فإن إحدى مشاكل هذه الأحزاب الأساسية هي غياب الديمقراطية فيها. شيء آخر، الشيوعيون يتكلمون عن الجبهة ويدافعون عنها! فما هي هذه الجبهة وهل هذه الجبهة بشكلها الحالي تلبي طموح حتى الأحزاب المنخرطة فيها؟

■ أبو أحمد (صاحب حانوت): أشكركم لدعوتنا، فما زلنا على بالكم، لقد أعدتم لنا الحياة..

 أنا لم أكن شيوعياً يوما ًمن أجل فلان أو علان، لكن إيماني بالماركسية اللينينية هو الذي دفعني لأن أكون شيوعياً، وأعتقد إذا أردنا أن نعيش ولا نموت وبخاصة أننا ندور الآن بلا حزب فأنا أتمنى من جماعة الميثاق أن يصبحوا حزباً وحتى لو كانوا عشرة لأنه كما أرى  الأمل فيهم.

■ أبو حيان: نحن طرحنا أن المقاومة هي الخيار الوحيد وكثير من الناس يظن أنها ضرب من الوهم. يقول غيفارا: «حيث لاحرية هناك وطني» فهذه دعوة لمحاربة الظلم أينما وجد، هذه هي روح المثقف الثوري أو الثوري.

■ أبو عدي: الكلام الذي سمعته رائع ولكن دعونا نفكر: هل ما نسمعه هو على الأرض أم في السماء؟

إن ما طرحتموه حول وحدة الشيوعيين السوريين لايوجد أي شيوعي يختلف معكم عليه، كل برامج الفصائل طموحة. ولكن ماهو العيب في هذه الفصائل؟ أعتقد أنها لاتطبق برامجها أو أن هذه البرامج لا تُطبق؟

نحن في الشرق نطرح شعارات كثيرة وأعتقد أن هذه الشعارات بعيدة عن رغبة الجماهير.

■ أبو واصل: أمام هذا الخيار للإمبريالية الأمريكية فعلى الشيوعيين أن يلحظوا ذلك وأن يقودوا النضال ضد المشروع الإمبريالي الأمريكي لأنه لا يوجد خيار أمامنا إلا خيار المقاومة بكل أشكالها.

 بالنسبة للمقاومة العراقية فبالرغم من التعتيم الإعلامي المقصود عليها فهي تكبد الأمريكان خسائر مادية وبشرية وعلينا دعمها والبحث عن أشكال لهذا الدعم لا أن نكتفي بالكلام فقط.

إن حل المسألة الوطنية مرتبط بحل المسألة الاقتصادية الاجتماعية ومسألة الديمقراطية، فهذه المسائل مترابطة  ببعضها ترابطاً ديالكتيكياً، لذلك نحن جماعة الميثاق طرحنا هذه المسائل كأساس للإصلاح الشامل وهي تشكل ثلاثة أضلاع لمثلث وغياب أحد هذه الأضلاع يفقد الشكل مضمونه.

■ أبو وائل: أنا أعتقد وأجزم بأن الماركسية لم تشخ ولكن الذي شاخ بعض الأدعياء من الشيوعيين الذين فقدوا لياقتهم النضالية والثورية لذلك أقول إن هؤلاء الأدعياء هم الذين تخلوا عن الماركسية تحت هذه اللافتة لذلك  فإن الشيوعيين الذين لم يرضهم سلوك هؤلاء الشيوعيين تركوا الحزب وشكلوا حزب التاركين.

لكن الكل مدعوون ليكونوا في حزب شيوعي واحد وأعتقد أن هذه الوحدة ممكنة ولكن من تحت لأن القيادات تخلت عن ثوريتها وبالتالي لا مصلحة لهم بوحدة الشيوعيين وأنا كفرد من حزب التاركين أدعو جميع التاركين للعمل من أجل وحدة الشيوعيين السوريين.

■ أبو أنور: انسداد الأفق عند الشيوعيين والذي حدث منذ أكثر من  ثلاثة عقود هو الذي لم يمكِّن الشيوعيين من رؤية الواقع بشكل صحيح وبالتالي وضْع السياسات الصحيحة، لذلك أكدوا وبالغوا بالموقف الوطني وهذا هام ولكن تناسوا قضية أساسية وهي النضال من أجل مصالح الجماهير وبالتالي بدأوا يفقدون جماهيرهم شيئاً فشيئاً، فالناس تحتاج لأن تأكل وتشرب وتُحترم كرامتها وأن تكون الفرص أمامها متكافئة.

بالنسبة للمقاومة العراقية والفلسطينية يجب دعمها معنوياً ومادياً وإيجاد الأشكال المناسبة لذلك لأن هاتين المقاومتين تمثلان الآن الصحوة في مواجهة مخططات الإمبريالية.

الوحدة مع القيادات صعبة بسبب المنافع المادية والمعنوية التي حصلت عليها لذلك لا مصلحة لها بوحدة الشيوعيين والذين لهم مصلحة في ذلك هم القواعد في كل الفصائل الشيوعية.

■ أبو نزار: أريد أن أضيف ملاحظة وهي أن كل الأحزاب الشيوعية في العالم لم يغيروا من برامجهم وأسمائهم وإذا لم ينظروا نظرة جديدة إلى العالم فلن يكون لهم مستقبل.

■ أبو جبرا (معلم): أعتقد أن الإمبريالية تمر بحالة انسداد أفق فليس لديها خيار إلا خيار الحرب، وبالتالي فالإمبريالية الأمريكية تدافع عن نفسها وقد تكون بداية النهاية، لأنها غير قادرة على شن الحرب على كل العالم.

■ أبو فريد (فلاح): أريد أن أطرح سؤالاً: هل الخلاف بين الفصائل الشيوعية حول الماركسية؟

■ جرجس كنجو (فلاح): شكراً لكم لدعوتنا نحن الشيوعيين التاركين..

 سأتحدث عن أزمة الحزب من وجهة نظري:

لقد تطرقتم في حديثكم إلى ضرورة عودة الحزب إلى الجماهير إلى عودته لروح الخمسينات من القرن الماضي، حيث كان الحزب قوياً، أما الآن فهناك حالة تفتت وتشرذم. برأيي هناك عدة أسباب ومن أهمها دخول الحزب في الجبهة وهذا لاينطبق على الشيوعيين وإنما على كل أحزاب الجبهة، وهذا ليس لأن العمل الجبهوي غير صحيح وإنما لأن هذه الأحزاب لم تدرك ماهية العمل الجبهوي! 

وهناك سبب آخر لايقل أهمية وهو المكاسب التي نالتها قيادات هذه الأحزاب والتي أبعدتها عن قواعدها.

■ أبو أحمد: أزمة الحزب كانت أزمة مصالح لاأكثر ولا أقل بين القيادات، الشيوعي هو الذي يفرض شيوعيته من خلال سلوكه. نحن نعيش أزمة أخلاق بسبب تخلينا عن الأخلاق الشيوعية.

■ أبو أسامة (مدرس): نحن نبسّط الأمور ونعطيها مفردات في غير موقعها الأساسي هناك أزمة على المستوى الماركسي وأزمة في الرأسمالية ومن الأزمات في التيار الماركسي ظهور الشيوعية الأوروبية والشيوعية الصينية واليوغسلافية وغيرها وبالتالي سقوط المعسكر الاشتراكي وهذا السقوط تعبير عن أزمة داخلية في الحركة الشيوعية.

جميعنا مدعوون لتوحيد قوانا، أما خلافات بكداش وفيصل و غيرها فهذه خلافات جزئية، المطلوب أن نتعاون جميعاً لمواجهة هذا المد الأمريكي الذي يريد إعادتنا إلى الاستعمار المباشر.

نحن نرى في الدعوة لوحدة الشيوعيين هي وحدة جزء أساسي من الحركة المعادية للإمبريالية.

■ نزار (عامل): الإمبريالية متوحشة ولكنها صنعت وطورت كل العلوم أما نحن فماذا قدمنا للعالم؟!

نحن لم نناقش مسألة التخلف في شعوبنا. أنا أرى أن القضية المحورية هي الديمقراطية في المجتمع، وإذا لم ندافع عن الديمقراطية في المجتمع فنحن لن نصل إلى ذلك المجتمع، أو بمعنى لن يكون هناك مجتمع. أين تجمعات اللجان الوطنية المدنية من هذه المسالة المطروحة؟ اين نحن من التفاعل مع كافة القوى التي تحمل نفس الهم الديمقراطي.

■ أنور أبو حامضة: هناك عدة ملاحظات وأطرحها للنقاش:

1. إنني أرى أن هناك تغيرات كبيرة في بنية النظام الرأسمالي العالمي ومن أبرز هذه التغيرات هي زيادة تمركز رأس المال وفقدانه لهويته الوطنية أو حتى لهويته القارية.

2. تشكل مجموعة مالية عالمية فوق الدول وبالتالي هي التي تحدد في كثير من الأحيان سياسات تلك الدول وما المطلوب منها.

3. ضمن هذا المنظور أرى أن الرأسمالية حققت ضمن تطورها «أممية رأس المال» أو اقتربت إلى حد كبير من تحقيقه.

4. إن التغيرات لم تشمل الرأسمالية فقط وإنما هناك تغيرات حصلت في الخندق الآخر وأقصد الطبقة العاملة فلقد تغيرت بنية وتركيب الطبقة العاملة.

5. على أساس ذلك لدينا رأسمالية معاصرة يقابلها طبقة عاملة معاصرة.

6. الحركة الشيوعية يجب أن تقرأ هذا الواقع الجديد وأن تصوغ سياسات على أساس أرضية هذا الواقع من أجل أن تقود الطبقة العاملة لإنجاز مهمتها التاريخية.

7. قد يؤدي التناقض في الحركة الشيوعية على المستوى العالمي بين تياراتها إلى تشكيل أممية جديدة تقرأ الواقع برؤية ماركسية جديدة وتقود نضالات الطبقة العاملة الجديدة لإنجاز مهامها التاريخية في بناء الاشتراكية ودحر الرأسمالية.

أنا أطرح هذه الأفكار للنقاش لأن المسألة ليست بسيطة.

■ محمد عبد الكريم: نحن نطرح أوراق عمل مفتوحة لتعميم جوهر الديمقراطية ونحن نجد نقاطاً مشتركة مع معظم القوى الوطنية.

شكراً أخيراً للحضور على مساهماتهم على أمل اللقاء في ندوات لاحقة حول أوراق العمل.

 

■ إعداد: أنور أبو حامضة ـ السقيلبية