بقلم هيئة تحرير «قاسيون» بقلم هيئة تحرير «قاسيون»

الحوار الوطني  شرط ضروري للوحدة الوطنية الواسعة 

يثير النقاش حول ضرورة تصليب الوحدة الوطنية، في الظروف الخطيرة والدقيقة التي تمر بها منطقتنا، اهتمام أوساط واسعة، هذا النقاش الذي تشارك به جهات أكثر فأكثر، من قوى وشخصيات مختلفة.

لاخلاف في الطرح بين الجميع حول أولوية الموضوع وضرورة تحقيقه، ولكن الأخذ والرد يشتد حول الصيغة والأدوات الكفيلة بإنجاز هذه المهمة. ولاشك أن الوصول إلى أوسع وحدة وطنية يشترط إخلاص الجميع في تحقيق وظيفتها، أي هدفها، وهو صد الحملة الإمبريالية الأمريكية المتوحشة على منطقتنا بشروطها وإملاءاتها، بل وتحقيق الانتصار عليها.

في تاريخ شعبنا الكثير من المحطات التي استطاع، انطلاقاً من الظروف الملموسة، أن يستنبط الشكل الملائم لتحقيق الوحدة الوطنية. وفي تاريخ حزبنا الشيوعي السوري الكثير من الأمثلة التي تشهد على إيلائه هذا الموضوع أهمية قصوى في عمله السياسي، من شعار الجبهة الوطنية في الثلاثينات إلى الجبهة الوطنية التقدمية في الستينات.

واليوم إذا اتفقنا حول وظيفة الوحدة الوطنية يصبح الوصول إلى الصيغة الأمثل لها قضية قابلة للحل.

لاشك أن هذه الصيغة ستأتي ضمن مسار كل التجارب السابقة ومتجاوزة لها  في آن واحد،أي ضمن مسارها في تثبيت الإيجابي الذي يحافظ على حيويته حتى اليوم، ومتجاوزة لها في نفي السلبي الذي أعاق التجارب الماضية من أن تتطور في السياق الطبيعي المتوقع والمرسوم لها منذ البدء.

  لقد قلنا سابقاً، أن تجربة الجبهة الوطنية التقدمية كانت ضرورية وهامة في حينه، ولكنها، وبسبب عوامل كثيرة ذاتية وموضوعية، لم تستطع أن ترتقي اليوم إلى مستوى التحديات التي تفرضها الحياة علينا.

لذلك فإن تجاوز هذه الصيغة نحو الأمام باتجاه الوحدة الوطنية الواسعة، يعني فيما يعنيه، الحفاظ على ما أنتجته من إيجابي وأهمه نقل القوى الوطنية من حال اقتتال عاشته في مرحلة سابقة إلى مرحلة تعاون. ولكنه يعني كذلك تجاوز تلك الصيغة التي لاتسمح للحركة السياسية اليوم بأن تنجز المهام الكبرى المطلوبة منها، من خلال تفعيلها للنشاط الجماهيري، الضمان الأهم لإحباط مخططات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية.

ودون الخوض في التفاصيل حول الصيغ والأدوات المستقبلية لهذه الحالة من المنطقي القول الآن إن أوسع حوار وطني بين كل القوى المعنية هو الطريق لإيجاد تلك الصيغ والأدوات الضرورية لحل هذه المهمة.

وهذا الحوار الوطني المستند إلى الإرادة الموجودة عند الجميع في صد الهجمة الإمبريالية الأمريكية ـ الصهيونية الحالية كفيل بإيجاد الحلول الممكنة لكل القضايا المطروحة، من توسيع للديمقراطية وصولاً إلى إطلاقها على أوسع نطاق وانتهاءً بكل التفاصيل الجدية الأخرى من قانون الأحزاب والانتخابات.إلخ....

 

وبالنتيجة فإن الحوار الواسع هو شرط ضروري لتلك الوحدة الوطنية التي ستعبر عن نفسها بأوسع التحالفات الوطنية القادرة على مجابهة وصد المخططات الأمريكية والصهيونية وصدها.