النائب.. يعلن فشله الاقتصادي!

ليس من الواضح بعد إلى أي مدى قد يصل النائب الاقتصادي في صراحته، خاصةً بعد أن أطلق العنان للسانه وأعلن أن «رجال الأعمال هم خير من يمثل سورية اقتصادياً»، وتناسى أن اختصاص التمثيل في بلد ما- أياً كانت صفة هذا التمثيل- هو اختصاص خطير في القول والمعنى، وأن لصق التمثيل بأحد ما هو أمر ليس من اختصاصه- كنائب- في جميع الأحوال!.

إن اعتراف النائب صراحةً بأن «رجال الأعمال» هم الأقدر على «تمثيل سورية اقتصادياً» لا يعني أن رجال الأعمال هم الأفضل اقتصادياً بالمطلق، بل يعني أن النائب حين نظر إلى نفسه وفريقه المتخبط أولاً، ثم جال بنظره على أصدقائه «المقرّبين» أصحاب الرساميل الذين يعرفون تماماً وبدقة ماذا يريدون ثانياً، استطاع لمس الفارق الكبير بين الفريقين من حيث القدرة على تمثيل المصالح المنوط تحقيقها بكل منهما، فظنّ- وبعض الظن إثم- أنهم أقدر على تحقيق المصالح بشكل عام، وكأنه يريد أن يبرهن لنا مجدداً أنه لا يستطيع دائماً التمييز بين المصلحة الفردية أو الفئوية، والمصلحة العامة، ولهذا فقد وقع في خطأ التقدير.. أما بالنسبة لنا - نحن رعايا الفريق الاقتصادي- فهذا يملي علينا ضرورة التفكير الفعلي بتغيير ممثلينا الاقتصاديين، خاصةً وإنهم يعترفون اليوم بأنهم ليسوا أهلاً لأداء مهامهم، وليسوا أكفاء لتمثيل مصالح من يقودون دفتهم الاقتصادية كما يجب!.

وبالطبع، فإن إشادة النائب برجال الأعمال ليس المقصود بها دعوة السوريين لتزويج بناتهم لهؤلاء الحاذقين الممتلئين، وإنما دعوتهم لتسليم رقابهم إلى حفنة من رجال «البزنس» الساعين أبداً وراء الربح السريع بغض النظر عن أية اعتبارات اجتماعية أو أخلاقية. وعليه، فقد كشف النائب فشله في إدارة الاقتصاد السوري، وثبّت صدق انتمائه لعالم «البزنس»، ناسفاً كل ما سبق أن أعلنه وفريقه الاقتصادي من أهداف الارتقاء بالاقتصاد الوطني وتعزيز نموه وزيادة حصة الفرد من الناتج ومكافحة الفقر والبطالة..الخ، ومبتعداً بـ«شفافية» مطلقة عما يخدم مصالح الأكثرية، «خدمةً» منه لمصالح الأقلية.. فقط!.