تعزية..

سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله

تتقدم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين منكم ومن أسرة الراحل الكبير ومن سائر أبناء الشعب اللبناني، بخالص العزاء، والمواساة في وفاء المغفور له السيد المقاوم والإمام الثائر والمرجع الكبير أية الله محمد حسين فضل الله.

كان الراحل طوال حياته المعرفية صاحب مدرسة متميزة ومجددة غير مسبوقة دينياً ودنيوياً، حيث ربط الإيمان بالتحرر من التقليد الجامد، وتحرير الأرض والإرادة، وكان يحرّض على رفض الخنوع للاستبداد والاستسلام في كل زمان ومكان.

ولعل أبرز ما سيخلده في ذاكرة الأجيال وشعوب هذا الشرق العظيم أنه رأى في المقاومة فرض عين وواجباً شرعياً ضد الاحتلالين الأمريكي والصهيوني. وبعكس كل مفتي السلاطين الذين برروا العسف السلطوي وهزيمة النظام الرسمي العربي وتبعيته للتحالف الإمبريالي- الصهيوني، كان الراحل الإمام محمد حسين مفتي الفقراء والمقاومة ضد المحتلين ومن والاهم في السر والعلن. ومن هنا نفهم تكرار محاولات اغتياله وسر قصف منزله في «حارة حريك» أثناء حرب تموز 2006، والتي انتصرت فيها المقاومة، وفتحت الطريق واسعاً أمام تغيير وجه المنطقة وبداية زوال الكيان الصهيوني.

لقد جمع الراحل الكبير بين مجدي الريادة والقيادة المقاومة، فاستحق الوفاء من كل المقاومين ومن أهل الوفاء للمقاومة الشعبية على اختلاف انتماءاتهم في لبنان والمنطقة.

وإذا كان الإمام المقاوم رحل عنا جسداً، فإن نهجه المقاوم باق عند كل من تعز عليهم الكرامة الوطنية والانتماء الوطني.

دمشق 5/7/2010