عالم جديد يتشكل
قال كارل الثاني عشر وهو ملك السويد في القرن السابع عشر: ستركع روسيا على يدي، وكانت النتيجة، خسرت السويد دورها إلى الأبد كدولة عظمى، وفي القرن الثامن عشر صرح الملك البروسي قائلاً: سأقضي على روسيا المتخلفة، وكانت النتيجة أن دخل الجيش الروسي برلين منتصراً عام 1759، وفي القرن التاسع عشر قاد الغرور نابليون إلى القول: روسيا نمر من ورق.، وكانت النهاية أن دخلت الجيوش الروسية باريس منتصرة عام 1814
وفي عام 1941قال الزعيم الفاشي هتلر: إن احتلال الاتحاد السوفيتي لن يستغرق اكثر من عام 1941، وكانت النتيجة رفع الراية الحمراء على الرايخ عام 1945 وتقسيم ألمانيا، وكان آخر الخائبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قال في بداية العام الجاري: روسيا كانت دائما قوة إقليمية.. ماذا ستكون النتيجة؟
بات واضحاً، أن قوى الغرب الإمبريالي تحاول كبح جماح التقدم الروسي المتسارع في الساحة الدولية، ضمن محاولة يائسة لاستمرار التفرد بالقرار العالمي، وحل الأزمة الاقتصادية الرأسمالية، على حساب الغير، الأمر الذي يصطدم ليس بالمصالح الروسية فقط، بل بمصالح شعوب العالم كلها، وتشاء الظروف ان تكون روسيا مرة أخرى في مواجهة الاستعلاء الغربي، معبرة بذلك، بالمعنى الموضوعي على الأقل، عن مصالح تطور المجتمع البشري، والحضارة البشرية، بعد أن وصلت الرأسمالية الغربية، إلى أعلى درجات التفسخ والانحطاط السياسي والأخلاقي، بدلالة إحياء أسوأ ما في تجربتها التاريخية، من قوى فاشية وغيرها، بمعنى آخر، فإن الدور الروسي العالمي المتصاعد لا يقتصر على الوزن الجيوسياسي لروسيا، ولا على التفوق العسكري، ولا على الثقافة السائدة في روسيا، والقائمة على احترام الآخر، على أهمية كل ذلك، بل لأنه يتوافق مع اتجاه التطور الموضوعي، ومن هنا يكتسب هذا الدور أهميته وقوته، وتالياً مقومات انتصاره، فالدور الروسي يفتح الآفاق أمام البشرية مجدداً للبحث عن نظام اقتصادي – اجتماعي جديد، بعد أن أثبتت التشكيلة الرأسمالية بالملموس، أنها باتت عائقاً أمام تطور القوى المنتجة، وعاجزة عن حل القضايا الموضوعة على جدول أعمال المجتمع البشري.