وتعود يوماً للحمى في عزة إن شاؤوا سلماً أو أبوْا فقتالا

الجولان قطعة حبيبة من وطننا الغالي سلبته أيادي الغدر الصهيوني ليس بقوة سلاحها فقط، بل بتواطؤ فاضح من ما يسمى بالعالم (الحر) وزعيمته أمريكا, هذا العالم الذي أثبتت الأيام والوقائع بأنه لم ولن يكون حرا أبداً, فخلال 44 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي للجولان الحبيب لم يحرك هذا (العالم الحر) ساكناً لتصحيح الأمور وعودة الجولان إلى أمه الحنون سورية وعودة أهله الذين نزحوا عنه, فيرجعون إلى روابيه وتخومه الجميلة الساحرة, الجولان الذي كان حاضناً للجولانيين المكَوَّنين من عدد من القوميات والطوائف والمذاهب المختلفة والذين كانوا يعيشون في كنفه بود ووئام لا مثيل له.

ومما لاشك فيه أن الجولان يتميز بميزات كثيرة يسيل لعاب المحتل للحفاظ عليها من أهمها الوضع الاستراتيجي الذي يميزه، فمساحته تقارب الألفي كيلومتر مربعة، وهي تعادل نصف مساحة لبنان، ولهضبة الجولان ولمنحدر جبل الشيخ أهمية حيوية، فارتفاعها الشاهق عن سطح البحر يجعلها تكشف مساحات واسعة من ريف دمشق وسهل حوران، وتستطيع بأجهزة الرصد المتطورة أن ترصد مساحات  قد تصل إلى طريق دمشق - حمص، كما أنها تطل على الجليل الأعلى والأسفل وعلى وادي الأردن الأعلى والأوسط، ووادي الحولة وبحيرة طبريا والأودية المحيطة به كوادي بيسان.

وطمع الصهيونية بالجولان ليس حديثاً أو ببدء احتلاله عام 1967 أو بضمه لـ«إسرائيل» بتاريخ 14/12/1981 حين أقر الكنيست الإسرائيلي ما يسمى بـ«قانون الجولان» وفرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية عليه، بل إن هذا الطمع قديم، فقد جاء  في الرسالة التي وجهها حاييم وايزمن إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا بتاريخ 29/12/1919 باسم المنظمة الصهيونية العالمية: «إن المنظمة الصهيونية لن تقبل تحت أية ظروف خطة سايكس بيكو، حتى كأساس للتفاوض لأن هذا الخط لا يقسم فلسطين التاريخية وحسب، بل يفعل أكثر من ذلك، إنه يحرم الوطن القومي لليهود من بعض أجود حقول الاستيطان في الجولان وحوران التي يعتمد عليها إلى حد كبير».

وإن أهم ما يميز الجولان أنه  يسيطر بشكل مباشر على مصادر مائية مهمة، ويضم بالإضافة إلى جبل الشيخ وبحيرة طبريا أكبر تجمع مائي في المنطقة العربية، بمخزون قدره 4 مليارات متر مكعب من الماء, كما أن كمية الأمطار التي تهطل عليه تتراوح بين 320 إلى 1000مم سنوياً، وبياض ثلوجه لا تغادر قمته حتى في سنوات الجفاف صيفا .

أضف إلى ذلك أن الجولان غني بخيراته ومزروعاته التي يشتهر بها وخصوصاً  الفواكه,  وبرودة طقسه تساعد على إنتاج كميات كبيرة من التفاح، وأصبح بإمكاننا أن نتذوقها بعد أن تمكن الجولانيون من تصديرها لوطنهم الأم، وهناك فواكه أخرى يشتهر بها كالتين والعنب وغيرها, كما أن طبيعته الساحرة وانتشار الخضار في روابيه مع توفر المياه يجعل منه منطقة سياحية بامتياز, تمكن زائريها بالتنعم بجمال الطبيعة الساحر وهوائها العليل.

أخيراً فإن للجولان تاريخاً وتراثاً موغلاً في القدم، ويستطيع  الدارس للآثار الجولانية أن يستدل على وجود الإنسان منذ أقدم العصور حيث مارس فيها مختلف الفعاليات الحضارية، وبالأخص بأن أرض الجولان تعتبر عقدة مواصلات هامة ما بين العمق السوري والدول المجاورة: لبنان، فلسطين، وسواحل البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية، وتجارة اليمن السعيد، والتي نشطت في عصور العرب الآموريين والكنعانيين والآراميين والأنباط والغساسنة والعرب المسلمين.

والمؤسف أن بعضاً من  طلابنا وشبابنا لا يعرفون الكثير عن الجولان.. متى تم احتلاله؟ وكيف تم ضمه؟ ولم يسمعوا حتى بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981 الذي ألغى قرار الضم الإسرائيلي وأكد عدم مشروعيته!!

كلنا يقين، أنه رغم هذه السنوات الكثيرة التي مرت على احتلال الجولان  فإنه سيعود.. ولابد أن يكون هذا اليوم قريباً..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

آخر تعديل على السبت, 11 حزيران/يونيو 2016 15:27