جميل: دور المعارضة الوطنية في صعود مستمر

جميل: دور المعارضة الوطنية في صعود مستمر

استضاف مقر نادي الشرق التابع لوكالة «ريا نوفوستي» في العاصمة الروسية موسكو يوم الخميس 19 أيار، مؤتمراً صحفياً عقده د. قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، والرئيس المشترك لوفد الدمقراطيين العلمانيين إلى مفاوضات جنيف. تناول المؤتمر آخر تطورات الوضع السوري، ومسار الحل السياسي للأزمة السورية، ولاسيما في أعقاب اجتماع فيينا الأخير للمجموعة الدولية لدعم سورية، والذي دعي إليه د.جميل بصفته الاعتبارية. 

 افتتح د. جميل المؤتمر الصحفي بكلمة استهلالية قال فيها: «بداية، أريد أن أعبر عن الشكر لروسيا الاتحادية والأطراف الأخرى التي تبذل جهوداً كبيرة للحيلولة دون إفشال مسار جنيف، ومساعي الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي السيد ستافان دي مستورا في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 الخاص بالأزمة السورية».

من هم المعرقلون؟

وأضاف: «واضح أن بعض الدول الأوروبية وتحديداً فرنسا وانكلترا، وكذلك الأطراف الإقليمية، منزعجة جداً من الجهود الروسية الأمريكية المشتركة وإصرارها على تنفيذ قرار مجلس الأمن، وتسعى إلى عرقلة هذه الجهود وصولاً إلى إفشالها. وهذا يفضي بدوره إلى تدمير سورية بشكل نهائي من خلال العمل الحثيث الجاري لإفشال مبادرات الهدنة ووقف العمليات القتالية وعرقلة الحوار المباشر بين النظام والمعارضة».

ثم لفت جميل النظر إلى أن أهم عامل في تنفيذ قرار مجلس الأمن «هو الحفاظ على الجيش السوري وبنية مؤسسات الدولة التي يحاول البعض ممن ذكرتهم تدميرها من خلال الاستمرار في تهريب السلاح والمسلحين والمال».

«السيناريو الكارثي»

وفيما يتعلق بمؤتمر فيينا الأخير، ومحاولات دول إقليمية العمل لعرقلة الحل السياسي في سورية، أكّد جميل أنّ: «الهدف النهائي لهذه الخطة هو الوصول إلى نهاية فترة الأشهر الستة التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2254، للمرحلة الانتقالية دون أية نتائج، كي يتم بعد ذلك الدعوة مرة أخرى إلى انعقاد مجلس الأمن، وطلب اللجوء إلى البند السابع الذي سيتبعه فيتو بطبيعة الحال. أي بالمحصلة إفشال إمكانية الوصول إلى الحل دولياً بما يمنع إنهاء معاناة الشعب السوري ويعيق حل الأزمة ويمنع التغيير في سورية عن طريق الحوار».

وحول الآثار التي من الممكن أن تترتب على نجاح سيناريو من هذا القبيل أوضح جميل: «معلوم اليوم أن أي نجاح لسيناريو كهذا سيكون مردوده كارثياً ليس فقط على سورية، وإنما على لبنان والأردن والمنطقة كلها، وسيعم الإرهاب الفاشي وينتشر في العالم كله، وستزدهر تجارة الحرب والمخدرات، وهو ما يعكس مرحلة مهمة متقدمة مما يسمى بالفوضى الخلاقة التي لا تعترف بأية قيم إنسانية أو تاريخية، ونحن شهود لعينة منها في تدمر من تدمير وخراب».

«الأولى من نوعها»

كما كشف أنّ دعوته إلى جانب شخصيات اعتبارية معارضة أخرى إلى كواليس اللقاء في فيينا «هي الأولى من نوعها»، مضيفاً: «تعلمون أنّ اجتماعات من هذا النوع، كان الغرب يدعو إليها جماعة الرياض، وهذه أول سابقة مختلفة، وهي مهمة بالمعنى العملي».

«تدمر إيذان باندحار الفاشية»

وعن اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية الروسي لافروف في فيينا، يوم الأربعاء 18/ أيار، قال: «كان اللقاء هاماً وناقشنا فيه مجموعة من الأمور، وكان هناك اتفاق في وجهات النظر، واتفقنا أنه يجب العمل على بدء المرحلة الجديدة من جنيف بأسرع وقت ممكن. التاريخ لم يتحدد حتى اللحظة وهناك إشاعات عن تأجيله لما بعد رمضان، أي لتموز. وأعتقد أنه لن تنجح هذه المحاولات، فهناك إصرار على الإسراع بهذه المباحثات»، كما أكد جميل أنّه والوفد الذي التقى لافروف أصروا على ضرورة تمثيل حزب الاتحاد الديمقراطي في جنيف، وأنّ لافروف «موافق على ذلك». 

وكشف جميل عن أنّ رمزية الفعالية الروسية التي أقيمت في تدمر مؤخراً، تتجاوز كثيراً الفهم القاصر الذي تبناه البعض لها، مبيناً أنها: «إشارة قوية أن إرادة الحياة هي أقوى من الموت، وهي إشارة قوية أن الانتصار على القوى الفاشية والخراب والموت هو المنحى الذي سيسود منذ هذه اللحظة. هذا ما كان مقصوداً من المناسبة التي جرت في تدمر وليس كما فهمها بعض المغرضين الذين يتغابون عن الحقيقة. وتصريحات جنبلاط حول الموضوع هي مثال على ذلك، ولم يفهم أن رؤية هذا الحدث لا تقل أهمية عن الاستعراض العسكري الذي جرى في الساحة الحمراء بوجود يوسف ستالين عشية معركة موسكو ضد الفاشية والذي كان إيذاناً بانحدار الفاشية إلى عقر دارها».

«الهدنة»

حول الهدنة و«هشاشتها»، بيّن أنّه رغم هشاشة الهدنة إلا أنها «مستمرة منذ أشهر، أي أن هشاشتها لم تسمح بانهيارها، هذا يعني أن هذه الهدنة قادرة على الحياة رغم كل المحاولات التي تجري ضدها من كل الأطراف الإقليمية أو الدولية، ناقشنا موضوع الهدنة واتفقنا أن هناك نوايا جدية عند البعض لإفشالها».

«الوفد الواحد»

فيما يتعلق بتقدم العمل نحو إيجاد وفد واحد للمعارضة، أعاد جميل تأكيد أهمية هذه المسألة: «وصول المفاوضات إلى نهايتها المنطقية يتطلب وفداً واحداً من المعارضة، إلى الآن وفد الرياض منغلق ومتعنت على موقفه غير المفهوم الذي يقول، أنه الممثل الأوحد للمعارضة السورية. ويسربون أنهم إذا تكرموا علينا سيضمون بعض المعارضة إلى الهيئة العليا للتفاوض.. هذا المنطق مخالف لقرار مجلس الأمن 2254 ويجب أن يكون التمثيل عادلاً بين جميع المنصات التي أشار اليها قرار مجلس الأمن، لذلك أعتقد أن المهمة اليوم ليست إلحاق أو ضم أحد إلى وفد الرياض فهو أمر لن يحصل لا من قريب ولا من بعيد، المهمة اليوم هي إعادة تشكيل وفد المعارضة، وعلى السيد دي مستورا أن يلتزم بتمثيل عادل ومتزن بعيداً عن عقلية الحزب القائد».

«نواب الرئيس»

وعن الاقتراح الذي قدمته منصة موسكو للحل، ذكّر جميل: «نحن كما تعلمون تقدمنا باقتراحات ملموسة للحل السياسي، من أجل حل معضلة الجسم الانتقالي. هذه الاقتراحات عملية ومنطقية ولا تخالف الدستور السوري، وعبرها يمكن تنفيذ كل القرارات الدولية. لذلك فإنّ دور المعارضة الوطنية السورية الديمقراطية في صعود وفي تنامي نتيجة المواقف المسؤولة التي اتخذتها طيلة الفترة الماضية».

«قنبلة موقوتة»

وبخصوص تمثيل الأكراد في جنيف، أبدى د. جميل استغرابه من المفارقة المتمثلة في أنّ: «الأميركيين يدعمون المعارضة الكردية في الشمال ويبعثون لهم المستشارين، وفي جنيف نرى موقفاً مناقضاً بما يتعلق بتمثيل الفئة نفسها، وهذا موقف مزدوج يجب تفسيره»، كما أكد «نحن غير مقتنعين بأن الأتراك هم السبب وراء عدم حضور الأكراد، الأتراك لا يريدون الأكراد أن يحضروا، لكن الأتراك لا يملكون الفيتو على أحد. الراعيان الرسميان هما الروس والأمريكان، وفي حال أرادت واشنطن حضور الأكراد فهم سيحضرون». 

كما كشف أنّ الغاية من استمرار استبعاد الأكراد من المفاوضات، هي إيصالهم إلى وضع يقولون فيه: «طالما استبعدتمونا فنحن ليس لنا علاقة بأي حل يجري لهذه الأزمة لأننا لم نشارك به»، ولذلك فإنّ «عدم مشاركة الأكراد هو قنبلة موقوتة موضوعة تحت طاولة جنيف».

«خلال أيام»..

وعن موعد عودة المفاوضات، قال جميل أنه غير واضح حتى هذه اللحظة، ولكنّه «سيتوضح على ما أعتقد خلال الأيام القليلة القادمة، والجولة القادمة حسب خطة دي مستورا يجب أن تكون الأخيرة، وكان قال لنا أنه من الممكن أن تجري جولة إضافية إذا لزم الأمر، ولذلك فإن تأخير الجولة الأخيرة، التي يجب أن تفضي إلى نتائج ملموسة، هو أمر خطير».