تصريح صحفي

تصريح صحفي

بهدف وضعها بين أيدي قراء نسختها الورقية ممن لم يتسن لهم متابعة تصريح الرفيق قدري جميل على المواقع والصفحات الالكترونية تعيد صحيفة «قاسيون» فيما يلي نشر مقاطع مطولة من التصريح الصحفي الذي نشرته صحيفة الوطن السورية بتاريخ 15 أيار 2016، للرفيق جميل حول تصريحات للأستاذ حسن عبد العظيم، نشرتها في 11 أيار، والتي تحدث فيها عن «جهود تبذلها الهيئة التفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض لضم أعضاء من منصتي القاهرة وموسكو إلى صفوفها»: 

- إن إنهاء الانقسام في صفوف المعارضات السورية، هو ليس عملية تجميعية تجميلية، وإنما نتيجة إنجاز الفرز المطلوب فيها على أساس نقاط الالتقاء في البرامج التي تطرحها مختلف قوى المعارضة للخروج من الأزمة، وحقن دماء الشعب السوري، والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً ومواصلة مكافحة الإرهاب، وذلك كله على قاعدة الإقلاع عن منطق الشروط المسبقة، والالتزام بمختلف القرارات والبيانات الدولية، ومضامينها وجداول عملها، ولاسيما القرار 2254.

- إذا كان متشددو النظام يريدون وضع المسلحين كلهم في سلة «إرهابية» واحدة، فإن المطلوب من الفصائل المسلحة وأغطيتها السياسية التي تعلن قبولها بالهدنة والانخراط في العملية السياسية هو: أن تحسم أمرها نهائياً فيما يتعلق بموقفها من دخول العملية السياسية وثباتها فيها، ومن التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«النصرة» وغيرها، وأن تبدأ مواجهتها للإسهام في دحرها. 

- إن الإسراع في بلورة الحل السياسي في جنيف، على أساس 2254، يتطلب عملياً الانتقال للمفاوضات المباشرة، وهذا يستدعي ضمناً إعادة تشكيل وفود المعارضة التي تفاوض وفد حكومة الجمهورية العربية السورية، أو وفد النظام، في جنيف. وإن من مصلحة قوى المعارضة الوجود في وفد واحد، وإن كان غير موحد، ولكن لديه توافقات الحد الأدنى المطلوبة فقط لتحقيق مضمون القرار الدولي 2254، وليس لتنفيذ برنامج هذه القوة أو تلك، ولاسيما إن كانت نقاط انطلاقه قد أثبتت لا واقعيته، وبالتالي لا يجوز التعامل بصيغ ترقيعية للوفود القائمة الآن، على أساس أن هناك قوى أساسية، وقوى رديفة أو أقل شأناً، أي أن هذا الوفد الواحد ينبغي أن يضمن مبدأ التساوي في التمثيل والتماثل في الصلاحيات فيما بين منصات المعارضة المتعددة، الرياض من جهة، والقاهرة وموسكو و المنصات الأخرى من جهة أخرى.

- وبالفعل لقد آن الأوان حقاً للمعارضات السورية، كما قال الأستاذ عبد العظيم، لأن تنهض لمسؤولياتها التاريخية والوطنية والأخلاقية، ولكن آن الأوان لها أيضاً أن تخرج عن عقلية «الحزب القائد» الشائعة والموروثة، وأن تركز جهودها بعيداً عن الحسابات الحزبية والسياسية الضيقة على تقديم الاقتراحات العملية والملموسة الكفيلة بإنهاء الأزمة، بالتوافق والتراضي فيما بين السوريين، حسب جنيف1 وما تلاه كله، بما يشمل التركيز على جدول عمل 2254 وجنيف3، أي الوصول إلى توافقات جدية حول الجسم الانتقالي والدستور والانتخابات، وبما يكفل فتح الأفق الحقيقي للتغيير الوطني والديمقراطي والجذري والعميق والشامل على الصعد كلها.

- إن السوريين الذين يدور عداد حياتهم موتاً وفقداً واعتقالاً وفقراً وجوعاً وحصاراً ونزوحاً ولجوءاً لن يغفروا لمن يسهم في إطالة أمد معاناتهم، أياً كانت يافطته السياسية.

- وإذ نعيد تأكيد ما يعلمه الاستاذ حسن عبد العظيم جيداً ومسبقاً، بأننا في جبهة التغيير والتحرير لسنا بصدد الالتحاق بأحد أو بوثائقه وأوراقه كما هي، بمن فيهم منصة الرياض وهيئة التفاوض المنبثقة عنها، فإننا في منصة موسكو منفتحون، في الوقت ذاته، على إجراء اتصالات وعلاقات وبناء توافقات جدية، ندية وليست تبعية، مع قوى المعارضة كلها، بما يخدم هدف تحقيق الحل السياسي الناجز للأزمة السورية.

 

12/5/2016

 

د.قدري جميل

رئيس منصة موسكو من المعارضة السورية إلى محادثات جنيف