و.م و.م

لسنا «رعاع».. سقط القناع !

لن نختلف أنّه لَزَمنٌ رديء، لكن من مأثرة سقوط الأقنعة عن قناصة الدم ولقمة خبز وحريات الشعب السوري الفقير المقتول والضحية بين حرب التطهير والتحرير وحرب الطوابير، طوابير الفقر والثورة القادمة.. طوابير القهر المدجّن المجدول بين فقرات الرقبة.. وزيف الشعارات. شعارات الصدّ والرّد لكل الأطراف المتقاتلة على أرضنا ولحمنا دمنا، نحن الشعب السوري الفقير.. قرفنا وسئمنا من حرب البسوس وداحس والغبراء.

 

قتل وعدوان وإفناء للفقراء بالجملة والمفرّق وتخريب وتقطيع ورعب يدبّ في النفوس الآمنة. قنابل وملاجئ وبيوت تحترق أو تنهار، وفقدان للطحين والخبز والمحروقات، وغلاءٌ فاحش، وبرد وجوع وأوبئة وديمقراطية للجوع والموت تمنح للفقراء فقط.

ما يهمنا نحن الشعب السوري الفقير هو أن يوزع ميزان الثروة الوطنية على الشعب، مُنتج هذه الثروة وأساسها وصاحبها، وليس على الناهبين أصحاب الأقنعة، قناصة الدم ولقمة خبز وحريات الشعب السوري الفقير، عندها نسمي التوزيع لمصلحة الشعب ثورة.

الثورة لا تعني تبديل سلطة بسلطة. الثورة ليست صراعاً على السلطة لتبديل بعض الفاسدين بآخرين، أشدّ أو أقلّ فساداً.

بعضهم يريد إسقاط النظام، وآخرون إسقاط المؤامرة... وما أصبح واضحاً كالشمس أنهم مجتمعون يريدون إسقاطنا نحن الشعب السوري... نحن  الفقراء.

لماذا يراد لنا أن نصفق أو نهلل للجوع الكافر والوعد الكاذب والموت. وأن نطلب العدالة الاجتماعية من السماء، والسماء هي السماء، لا أمطرت عسلاً ولا خبزاً ولا دواء !!

هل تقتضي الحكمة أن يكون هناك متسع من الوقت يكفي لإفناء الفقراء على أيدي القناصة الغرباء أصحاب «الحلّ المسلّح».. الحل عبر السلاح، والتمويل العابر للحدود والانتماء اللاوطني، الخادم لمشاريع الدول ومعارضة الفنادق التي تركب موجات الحراك الشعبي لتحقيق مصالحها الطبقية الاستغلالية ؟!.

من المسؤول عن زجّ الجيش الوطني السوري في صراعٍ يكون فيه الحسم الأمني-العسكري ضرباً من المستحيل؟ من يتحمّل مسؤولية المأزق الذي ترتّب عليه أخطاء وتكاليف بشرية ومادية على عناصر هذا الجيش، وعلى المدنيين السوريين الذين هم بالمحصلة أبناء الشعب السوري الفقير الواحد؟.

من أعطى الضوء الأخضر، والدور اللاوطني لبعض ما يسمّى «لجان شعبية»، من ميليشيات مسلّحة مرتزقة لقوى الفساد التي لم تقتصر ارتكاباتها على الاستفزاز والشحن الفئوي، والإساءة الجسدية والمعنوية للمواطنين، بل انتقلت في أكثر من مكان إلى تقديم المساعدة إلى الإرهابيين بشكل مباشر مثل تسهيل مرورهم عبر الحدود وضمن البلاد مقابل رشاوى، أو بشكل غير مباشر عبر التلاعب في توزيع المواد الاستهلاكية من غذاء ومازوت وغاز من خلال اللجان التي يدخلون فيها وكأنهم يكمّلون وظيفة الإرهابيين الذين يقطعون طرق المواصلات والنقل ويتسببون في شح أو بطء وصول هذه المواد. ملف الشهداء والمخطوفين يشهد على تورّط ميليشيات الفساد في الإتجار والسمسرة والتربّح من أزمة المخطوفين وتسليم جثامين الشهداء عبر العلاقة مع الخاطفين وابتزاز أهل المخطوفين. وحتى مخطوفو الجيش السوري لم يسلموا من ابتزاز هؤلاء ومعاملتهم القاسية، الأمر الذي يفترض مهمة التصدي لهؤلاء الأدعياء أنهم في الخندق نفسه معنا.

نحن الشعب والجيش السوري إخوة التراب والفقر... نبدأ من أغنية ودم، نولد من قصيد الألم والمصير.. لأننا الفقراء ولأن أيدينا أرادت حرفة غير التسوّل، قطعوا عنّا الهواء والماء والدواء، قطعوا الكهرباء والمحروقات والطحين ومواد التموين.

لن يسقط شعب يولد من رحم الفقر والحرمان.. من دمائنا وجراحنا وعذابنا وشظايا ألمنا تعشب الأرض وتزهر.. يورق الغضب من معاول الفقر ويهجر الصمت ملايين الحناجر... وإنّا نحن لباقون..