د. قدري جميل لـ«الإخبارية السورية»:  حركة الشارع استحقاق ليس عابراً.. ويجب التعامل معه بعقل جديد!

د. قدري جميل لـ«الإخبارية السورية»: حركة الشارع استحقاق ليس عابراً.. ويجب التعامل معه بعقل جديد!

أجرت «الإخبارية السورية» لقاء سريعاً مع الرفيق د. قدري جميل عقب عودة وفد الجبهة الشعبية لتحرير والتغيير من موسكو، وسألته حول المشهد السوري:

• ما الذي يجري في الشارع السوري، وما الذي يجب فعله للخروج من الأزمة؟

هناك رؤى وأفكار تتبلور، وعملياً هناك استعصاء في سورية بعد سبعة شهور من الأحداث، فالمتشددون بالمعارضة مع شعارهم المبالغ به وهو إسقاط النظام، لم يستطيعوا تحقيق هذا الشعار، علماً أن التدرج في الشعار كان خاطئاً بالأصل، والنظام من جهة أخرى يتعلم اليوم من تجربته، فالحركة اليوم بالشارع والتي لا تقتصر على المظاهرات، وإنما تمتد إلى شكل النشاط السياسي العالي في كل بيت سوري، هذه الحركة هي استحقاق ويجب التعامل معها بعقل جديد، فهي قضية ليست عابرة أو مؤقتة وإنما هي طويلة وستستمر عقوداً.

كان هناك تصور لدى البعض أن الحل الأمني البحت سيحل المسألة بزمن قصير، وذلك نتيجة تجارب سابقة، ولكن اليوم الواقع جديد ومختلف، وقد أثبتت الأحداث أن التعاطي بهذا الشكل يعقد الأمور لأن المسألة تتطلب حلاً سياسياً مركباً يأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات وتعقيداتها.

• دون الاستغناء عن بعض المعالجات الأمنية.. أليس كذلك؟

المعالجات الأمنية ضرورية، لأن كل دولة تحترم نفسها لا يمكن أن تتهاون بمواجهة مسلحين منظمين، ولكن أيضاً هذا وجه للعملة بينما وجهها الآخر الذي أحذر منه دائماً هو المبالغة بالحل الأمني، فالحل الأمني يجب أن يكون دقيقاً جداً في الظروف الحالية تماماً مثل دقة العمليات الجراحية الليزرية، وليس من المعقول أن يجري الحل بالمشرط ويأخذ في طريقه خلايا سليمة أكثر من الخلايا الخبيثة، فهذا يضر بالجسم كله.. ولذلك نحن اليوم حسب اعتقادي في حالة مراجعة، فالجميع يراجع ويعيد التقييم، وبالتالي سنصل إلى استنتاجات، سيغلب صوت العقل فيها سواء لدى النظام أم لدى المعارضة، والعقلاء الموجودون في كل مكان سيزداد وزنهم النوعي وسيكون هو الصوت الأعلى، وهذا هو الأساس للمخرج الآمن الذي نراهن عليه، وهنا يبدو أننا بحاجة لمساعدة ومشورة من كل أصدقائنا، أما أعداؤنا فلا نريدهم، لأنهم يريدون استثمار مشاكلنا وثغراتنا للإضرار بنا، بينما أصدقاؤنا يتضررون من الوضع الجاري في سورية، وأصدقاؤنا هؤلاء في كل العالم من البرازيل للصين، ولذلك يجب أن نتعاون مع الجميع لنعثر على المخرج الآمن الذي تنضج ظروفه حالياً في عقول الجميع.