أوكرانيا وغزة: تكنولوجيا رخيصة تتحدى الأسلحة الغربية

أوكرانيا وغزة: تكنولوجيا رخيصة تتحدى الأسلحة الغربية

أعربت صحيفة أمريكية عن الامتعاض الأمريكي من أن الاستراتيجية العسكرية الآن باتت لا تعتمد على إنتاج معدات عالية الجودة والتكلفة. وقالت إن هذا ينطبق على حرب أوكرانيا وعلى حرب غزة.

هذا ما كتبه كتب فيليب بيلكينغتون في الصحيفة الأمريكية ناشيونال إنترست (المصلحة القومية): "بات تسليع ساحة المعركة مثيرا للسخرية. فمن خلال معدات تكنولوجية رخيصة ومتطورة تستطيع الجيوش ذات الإمكانات المتواضعة تحدي الجيوش القوية والمجهزة".

وقال الكاتب إنه تم تسليع ساحة المعركة في القرن الحادي والعشرين بشكل "مثير للسخرية" بحسب تعبيقدرة خصوم واشنطن وتل أبيب على تطوير أسلحة أكثر جدوى بكلف أقل والذي بات مصدر إزعاج متزايد للدولة التي تعتبر الإمبراطورية العسكرية الأكثر بطشاً وكيانها العدواني الذي يعتبر ذراعاً أساسياً لها.

وقال الكاتب إنه تم تطوير التكنولوجيا لأغراض عسكرية مثل نظام تحديد المواقع العالمي GPS والبصريات الإلكترونية المتقدمة، وتم تصميم هذه التقنيات للاستهلاك وبأسعار زهيدة.

واستشهد بقطعة من هذه التكنولوجيا هي الطائرة الروسية دون طيار ZALA lancet. وقد تم استخدامها على نطاق واسع لاستهداف المركبات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وخاصة المركبات الدبابات الألمانية ليوبارد 2.

تبلغ تكلفة طائرة لانسيت دون طيار حوالي 35 ألف دولار، ويبدو أن إنتاجها سريع وسهل. أما دبابة ليوبارد 2 فتبلغ تكلفة إنتاجها 11 مليون دولار وبطيئة التصنيع.

ووصف الكاتب الامتعاض الأمريكي بقوله "هنا تبدأ الأمور بالعبثية" على حد وصفه؛ حيث يمكن لروسيا إنتاج 314 طائرة لانسيت دون طيار مقابل كل دبابة من طراز ليوبارد تنتجها ألمانيا. ويصبح الوضع أكثر دراماتيكية إذا سألنا السؤال التالي: هل تعادل دبابة ليوبارد في ساحة المعركة ما يقرب من 700 طائرة لانسيت دون طيار؟ الجواب غالبا "لا"!

في بداية حرب غزة أطلقت حماس أعدادا كبيرة من صواريخ القسام على "إسرائيل". وهذه الصواريخ رخيصة الثمن بشكل لا يصدق بحسب وصفه؛ حيث تبلغ تكلفة إنتاج كل صاروخ حوالي 300 – 800 دولار. أما تكلفة البطارية الواحدة لنظام القبة الحديدية فتبلغ 100 مليون دولار. كما تبلغ تكلفة صاروخ تامير الاعتراضي 50 ألف دولار للصاروخ الواحد.

وتظهر قدرة حماس على تصنيع نظام آر بي جي محلي إمكانياتها للقتال المستمر في المناطق الحضرية باستخدام المركبات المدرعة حتى بالنسبة للجيوش المجهزة بشكل جيد مثل القوات "الإسرائيلية:.

ورغم أنه لا توجد تقديرات تخص تكلفة صاروخ ياسين ولكن بالنظر إلى أنه يمكن شراء صواريخ آر بي جي بحوالي 300 دولار في السوق السوداء، فمن المرجح أن تكلفة صاروخ ياسين ربما تبلغ 200 دولار نظرا لانخفاض العمالة في غزة. والمقارنة رهيبة مع تكلفة دبابة ميركافا 4M التي تبلغ 3.5 مليون دولار للدبابة الواحدة.

ويكفي أن نراقب كيف تمكن الحوثيون من فرض حصار بحري فعال في البحر الأحمر دون امتلاك قوة بحرية. وكل ذلك بفضل تسليع ساحة المعركة الحديثة. وقد أثبتت التقارير أن البحرية الأمريكية تستخدم صواريخ بقيمة 2 مليون دولار لإسقاط طائرة دون طيار للحوثيين قيمتها 200 دولار فقط.

وخلص الكاتب إلى التعبير عن المأزق التالي: إن كل ذلك يفرض على المجمع الصناعي العسكري الأمريكي أن يعيد النظر في نموذجه التصنيعي عالي التكلفة والجودة واستبداله بأسلحة ومعدات سلعية تكنولوجية رخيصة ومتطورة في الوقت نفسه.

معلومات إضافية

المصدر:
ناشونال إنترست + وكالات