لافروف: واشنطن تدرك استحالة "عزل" روسيا أو حصر نفوذها بالمستوى الإقليمي

لافروف: واشنطن تدرك استحالة "عزل" روسيا أو حصر نفوذها بالمستوى الإقليمي

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن محاولات الولايات المتحدة لـ"عزل" روسيا أو حصر نفوذها بالمستوى الإقليمي سوف تبوء جميعها بالفشل.

وفي حديث أدلى به لمجلة "ليميس" الإيطالية نشرته الخميس 4 فبراير/شباط قال: "يتسنى اليوم التأكيد بثقة على أن محاولات صياغة منظومة دولية أحادية القطب قد باءت بالفشل. لا يمكن ضمان تنمية عالمية مستدامة، ومواجهة التحديات المعاصرة، إلا بالجهود الجماعية وعلى أرضية صلبة تستند إلى القانون الدولي".

 

وأضاف: "يبدو أن واشنطن لم تدرك بعد أنه لا بديل عن سلوك هذا النهج في العمل الدولي. هم هناك يفضلون مبدأ "الاستثنائية" الأمريكية على الموضوعية التي تحملها في طياتها ظاهرة تبلور التعددية القطبية. هم يسعون، ومهما كان الثمن، للحفاظ على بقايا هيمنتهم في العالم. ومن هنا ينبع التمسك بأحادية الأفعال والرغبة بمعاقبة الدول التي تختلف مع الولايات المتحدة في وجهات النظر".

 

وأعاد إلى الأذهان أن روسيا كثيرا ما اقترحت على الأمريكان "تطوير العلاقات الثنائية على أساس من الشراكة النزيهة بمعزل عن الإملاءات والإرغام". وأشار إلى أنه "وعندما قررت الولايات المتحدة وقف التعاون مع روسيا، وقبل اندلاع الأزمة الأوكرانية بكثير، والتي يسوغون بها تعطيل التعاون معنا، حذرت موسكو الجانب الأمريكي من أن هذا النهج يودي إلى طريق مسدودة".

 

وتابع يقول: "يبدو أنهم في واشنطن صاروا يدركون حقيقة أن "عزل" روسيا، أو حصر نفوذها بالمستوى الأقليمي، أمر مستحيل. وليس من قبيل الصدف أن إدارة أوباما، بذات الوقت الذي تتحدث فيه إلينا بلهجة عدوانية ، لا  تتوقف عن الحوار معنا حول جملة واسعة من قضايا العصر الملحة، فيما الملفت في ذلك أن الإدارة الأمريكية هي التي بادرت في ذلك غيرة مرة وطلبت منا الدعم في الكثير من القضايا".

 

ولفت النظر إلى أن "روسيا لا تعتزم مقايضة مبادئها بصداقة الولايات المتحدة"، ولا بد في العلاقات بين البلدين من التقيد بمبدأ المساواة وتوازن المصالح.

 

وعبر وزير الخارجية الروسي عن "أمل موسكو في أن تتبدل مواقف الولايات المتحدة تجاه روسيا الاتحادية، وأن تنتهج مسارا أكثر براغماتية واتزانا، إذ أن التجربة التاريخية تشهد على قدرة بلدينا على التعاون المثمر وتحقيق النتائج حينما يستندان إلى توازن المصالح، ولا ينطلقان في العلاقات من مبدأ المصالح السياسية الآنية".

 

وأعاد لافروف في هذه المناسبة إلى الاذهان حقيقة أنه "تواجه الولايات المتحدة وروسيا في الوقت الراهن الكثير من المهام المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب الدولي". وأضاف: "هما تتحملان مسؤولية خاصة في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي بصفتهما الدولتان النوويتان الأكبر في العالم".

 

وأضاف: "لدينا طاقات طموحة للغاية في العلاقات الثنائية على أصعدة التجارة والاستثمار والابتكار والتكنولوجيا، فضلا عن المجال الثقافي والإنساني، ناهيك عن حقل العلوم وميادين أخرى" للتعاون.

 

واستشهد لافروف بما أكده الرئيس فلاديمير بوتين حينما شدد على أن روسيا لا تسعى إلى المجابهات، بل هي منفتحة على العمل المشترك مع الولايات المتحدة.

 

وقال لافروف ورغم ذلك، "فإن هذا لا يعني أن روسيا تفرض صداقتها (على الولايات المتحدة)، وأنها سوف تغض الطرف عن الممارسات العدوانية" تجاهها. وأكد "العلاقات الدولية، شارع ذو اتجاهين، ولا يمكن تطوير العلاقات بشكل طبيعي مع واشنطن إلا إذا أظهرت توجها بناءا بالمقابل، وأبدت استعدادا حقيقيا لإدارة الأمور على أساس من المساواة الحقيقية والأخذ بمصالح روسيا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

آخر تعديل على الجمعة, 05 شباط/فبراير 2016 17:17