لافروف... قضية الاسلحة الكيميائية في سورية

لافروف... قضية الاسلحة الكيميائية في سورية

اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه لا يستطيع القول ان تراجع الولايات المتحدة عن موقفها فيما يتعلق بمسائل الإصلاح السياسي في سورية كان جزءا من الاتفاقات حول اتلاف الاسلحة الكيميائية في سورية.

الوصف: https://bay180.mail.live.com/ol/clear.gifالوصف: https://bay180.mail.live.com/ol/clear.gifالوصف: https://bay180.mail.live.com/ol/clear.gifالوصف: https://bay180.mail.live.com/ol/clear.gifوردا على سؤال حول ان واشنطن اتخذت قرارا بقصف أهداف حكومية في سورية اذا جرى هجوم على مجموعات المعارضة في حين ان روسيا اقترحت قبل سنتين حلا وسطا ولم يعد في سورية اليوم اسلحة كيميائية .فهل ان الرئيس الامريكي باراك اوباما وادارته لا يتقيدان بكلامهم ؟ ام انهم لم يقدموا اي كلمة ؟ قال لافروف في تصريحات للصحفيين اليوم : ان الولايات المتحدة تكلمت كالسابق عن انها لا تستطيع اعتبار نظام الرئيس بشار الأسد شرعيا وتكلموا عن أشياء كثيرة اخرى . ونحن لم نضع أبدا اي شروط لأننا اعتبرنا من الضروري بالمطلق والمهم بحد ذاته حل قضية احد انواع اسلحة الدمار الشامل وهو الاسلحة الكيميائية في سورية في تلك الحالة . ولقد تم حل هذه القضية بنجاح . وكان فعالا جداً التعاون بين روسيا والولايات المتحدة وسورية نفسها وكانت تجري لقاءات بصورة يومية عمليا في مقر المنظمة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية في لاهاي وتم بلوغ النتيجة المطلوبة . اما الان فيحاولون طرح أسئلة يمكن تأويلها كعدم حل هذه القضية بالكامل وتظهر احيانا أنباء عن احتمال بقاء اسلحة كيميائية في سورية لم يجر الإعلان عنها في حينه . ولكن يجري التحقق من ذلك كله وينبغي هنا تجنب إطلاق اتهامات جوفاء ويجب تقديم ادلة تثبت هذه الشكوك . وانا اضمن انه سيجري التحقق من جميع هذه الوقائع ولدينا جميع الأسس للاعتقاد بان الحكومة السورية سوف تستمر بالتعاون الوثيق .  اما ما يتعلق بالوضع الناشئ بصدد الخطر الإرهابي من قبل الدولة الاسلامية وجبهة النصرة وما شاكلهما والتنظيمات المرتبطة بهما فإنني اعتقد ان هذه قضية لا ترتبط مباشرة بالتعاون في مسالة الاسلحة الكيميائية . ويجب علينا جميعا ان نتصور بوضوح كم كان خطر تنظيم داعش الإرهابي كبيرا في حال وقوع اسلحة كيميائية في يده عندما يسيطر هذا التنظيم الإرهابي اليوم على أراض شاسعة في سورية والعراق وبلدان اخرى .

 لقد ناقشت في قطر وفي كوالالمبور مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري المسائل الناجمة عن عن مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  حول ضرورة تشكيل جبهة متضافرة موحدة من اجل مكافحة داعش. وإذا كنا نتوخى  جميعا عدم اتاحة الفرصة امام هذا التنظيم الإرهابي لتنفيذ نواياه الشريرة فيما يتعلق بإقامة خلافة فإننا نقترح كما في جميع الحالات الاخرى تنقية مواقفنا وتخليصها من ازدواجية المعايير وعدم محاولات اتخاذ مواقف انية مغرضة من هذه الحالة او تلك عن طريق تقسيم الإرهابيين الى سيئين وجيدين والزعم بانه يمكن إغماض العين عن الإرهابيين اذا كانوا يقفون الى جانب من يريد إسقاط ديكتاتور ما ولندعهم يقومون بعملهم هذا وبعد ذلك سنصفي حساباتنا معهم . فالأمور لا تجري على هذا النحو بل على العكس من ذلك تماما . فلقد اسقطوا صدام حسين فحصلوا على خطر الارهاب في العراق حيث لم يكن موجودا هناك في السابق واسقطوا معمر القذافي واصبح   أولئك الذين ساعدوا في اسقاطه والذين سلحهم الغرب وبتلك الاسلحة بالذات يشكلون اليوم خطرا ارهابيا مباشراوانخرطوا في صفوف داعش وجبهة النصرة وبوكو حرام وغيرها الكثير من المنظمات التي تثير الذعر وتزرع الموت في رحاب شمال افريقيا والشرق الاوسط .

ان موقفنا يتلخص فيما يلي : ان داعش تكوين مفهوم تماما من وجهة نظر قدراته والأراضي التي يسيطر عليها وخط الجبهة . ويقف ضده جيشا سورية والعراق والأكراد في العراق وسورية . وليس بحاجة الى داعش ذلك القسم من المعارضة المسلحة السورية الذي يمثل السوريين انفسهم والمهتمين بضمان مصالحهم في بلادهم . وإذا كان لدينا عدو واحد فينبغي توحيد جميع هذه القوى . اما الان فنرى ان شركاءنا لا يزالون يميلون كالسابق للانخراط في لعبة استخدام المسلحين بما يخدم مصالح احراز أهداف سياسية . لقد أعلنوا قبل سنة عن تشكيل تحالف برئاسة الأمريكيين لمكافحة داعش في العراق وسورية وحصلوا على موافقة الحكومة العراقية بينما لم يطلبوا من حكومة سورية موافقتها على ذلك وانا واثق من انهم كانوا سيحصلون على تلك الموافقة لو اتخذوا مثل هذا الموقف من دمشق . وكان بإمكان ذلك ان يتيح النظر بهذه المبادرة في مجلس الامن وإضفاء شرعية كاملة عليها وضمان تأييدها من قبل الاسرة الدولية ولما كان هناك اي غموض وازدواجية فيما يتعلق بالغارات الجوية ولكان هناك احترام تام لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي وجميع المبادئ التي يجب ان ترسى في أساس اي اعمال للقوة بموجب ميثاق الامم المتحدة .

ولا نزال نعتقد كالسابق ان هذه المهمة قابلة للحل بالرغم من ان زملاءنا الأمريكيين وبعض بلدان المنطقة لا تزال تتخذ موقفا ثابتا في عدم قبولها للرئيس الأسد كشريك وهذا امر يثير الاستغراب لأنهم اعترفوا به كشريك شرعي تماما عند نزع الاسلحة الكيميائية وورد ذكر الحكومة السورية في قرارات مجلس الامن وجرى الترحيب بقرارها بالتوقيع على معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ومواصلة التعاون لتنفيذ برنامج نزع الاسلحة الكيميائية . وبذلك فان ازدواجية المعايير واضحة للعيان هنا ايضا : فبشار الاسد كان شريكا شرعيا بالكامل عند اتلاف الاسلحة الكيميائية ولكنه ليس كذلك من اجل مكافحة الارهاب . وهناك الكثير من الأمور السطحية ومن المضاربات في هذا المجال وقد بلغ بهم الامر حد تصوير الاسد وكأنه يتعاون مع داعش ولكن ليست هناك اي وقائع تؤكد ذلك كما ان العقل السليم لا يمكن ان يجيز مثل هذا الرأي بان احدا يتعاون مع تنظيم يكمن هدفه في اغتصاب السلطة في أراض شاسعة وليس في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فحسب . ولقد ظهرت منذ وقت قريب خارطة في مكان ما رسم فيها داعش أراضيه من اسبانيا الى باكستان بما في ذلك مكة والمدينة بطبيعة الحال . وبالمناسبة فان ممثلي هذا التنظيم الإرهابي وعدوا بتفجير الأماكن المقدسة الاسلامية لأنهم يعتبرونها من علائم الاسلام المارق . فيا له من تنظيم رهيب حقا .

 وبهذا المنطق ايضا ناقشنا مبادرة الولايات المتحدة حول ارسال الأشخاص الذين تدربهم من اجل مكافحة داعش الى سورية وحمايتهم من الجو اذا جرت مضايقتهم . ولكن الأمريكيين أعلنوا فورا انه اذا اشتبكت القوات الحكومية في اي اصطدامات مع هذه المجموعات المسلحة وعرقلت نشاطها فسيجري ضرب القوات الحكومية ايضا .وقد سألتهم : أليس من الاسهل الاتفاق والجلوس الى الطاولة والنظر في جميع الأمور بمشاركة الجيش السوري والمجموعات المسلحة والأكراد ايضا . وسيكون من الجيد كذلك اشراك الأكراد العراقيين والجيش العراقي في ذلك  لان داعش تنظيم يغتصب أراض في البلدين . ولكن من المؤسف ان الأمريكيين غير مستعدين لذلك ويقولون لنا انهم لن يهاجموا مواقع العسكريين السوريين اذا لم يهجموا على المقاتلين الذين يدربهم الامريكيون  . وإذا توخينا الصراحة فان الوقوع بالخطأ سهل جداً وأعيد الى الاذهان انه لا وجود لأميركيين في أراضي سورية بينما كانوا موجودين في افغانستان وكانوا يستخدمون طائرات بلا طيارين ومعطيات الاستخبارات ومع ذلك حدثت حالات كثيرة قصفوا فيها حفلات الزفاف وحافلات المدارس بتلاميذها بدلا من مواقع حركة طالبان وتنظيم القاعدة . وبرأيي انه من السهل جداً الوقوع في خطا عندما لا يملك الأمريكيين تواجدا على الارض كما كان عليه الحال في افغانستان. ولقد حذرت صراحة نظيري  الامريكي من انه يمكن لخطيئة فادحة ان تؤدئ الى تفجير الوضع الى درجة يتعذر معها على اي كان السيطرة عليه فيما بعد .     أكرر ان مبادرة رئيس روسيا فلاديمير بوتين حظيت باهتمام الجميع وهي تفترض انشاء ائتلاف من جميع الأشخاص الذين يحاربون على الارض والذين لا يقبلون بتنظيم داعش . وبدلا من ان يصفوا الحسابات فيما بينهم يجب عليهم في البداية ان ينظروا في الخطر المشترك والاتفاق بعد ذلك على كيفية العيش في بلادهم . وكما قال الرئيس بوتين فإننا مستعدون وبصورة موازية لإنشاء مثل هذا الائتلاف وبدعم من جميع اللاعبين الخارجيين للإسهام في العملية السياسية اللازمة للحيلولة دون حلول الحرب الأهلية محل الانتصار على الارهاب بل من اجل ان تؤدي الى معرفة السوريين للأسس التي سيعيشون بموجبها في دولتهم وهذا موقف ذو مسارين : اي تشكيل الائتلاف والتقدم بالعملية السياسية المؤهلة لدعم هذا الائتلاف لانه ينبغي على جميع القوى السورية الانخراط فيه سواء منها القوى السياسية ام الفصائل المسلحة التي شكلها العسكريون الوطنيون .

آخر تعديل على الأحد, 09 آب/أغسطس 2015 17:59