«هدنة جنيف» تئن ميدانياً في اليمن

«هدنة جنيف» تئن ميدانياً في اليمن

اقترب طرفا الصراع اليمني، اللذان يخوضان حالياً في مدينة جنيف السويسرية «مشاورات سلام»، من التوصل لاتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، إلا أنهما لم يناقشا بعد تفاصيل الاتفاق.

ويقود مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين. ووصل وفد الحوثيين وحلفائهم إلى مقر المشاورات في جنيف، الثلاثاء، وكان وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وصل قبل ذلك بيوم واحد.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال افتتاح المؤتمر، أول أمس، دعا لوقف إطلاق النار لأغراض إنسانية في اليمن خلال شهر رمضان.

وصرح غالب مطلق، وهو ممثل لأحد فصائل "الحراك الجنوبي"، الذي حضر ضمن وفد "الحوثيين"، أن وقف إطلاق النار المقترح سيكون لمدة شهر واحد، ويشمل وقف جميع العمليات القتالية بما في ذلك الضربات الجوية التي تقودها السعودية.

وقال: "كلنا متفقون على ضرورة وقف إطلاق النار، لكننا ما زلنا نناقش التفاصيل… ويبدو أن هناك استعداداً لدى جميع الأطراف بما في ذلك السعودية، لكن تفاصيل هذا الاتفاق قيد النقاش."

بدوره، قال ولد الشيخ أحمد للصحفيين، في ختام مناقشات الثلاثاء: "يجب ألا نهون من أهمية هذا الحدث، إنها البداية المهمة نحو العودة إلى العملية السياسية، لكن الطريق سيكون صعباً".

من جهته ، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في كلمة نقلها تلفزيون "المسيرة" التابع للجماعة، مساء الثلاثاء، إن "إيجاد حل سياسي أمر ممكن، لكن الاحتمالات يفسدها التدخل السعودي، فالحل متاح، لكن السعوديين هم من يفسدونه بعدوانهم على اليمن."

وفي مقابل ذلك، صرح الرئيس عبد ربه منصور هادي في اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي عقد، أمس، بأن "المحادثات يجب أن تتركز، فحسب، على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي يلزم الحوثيين بالجلاء عن المدن التي استولوا عليها العام الماضي".

وشدد هادي المقيم في السعودية على أن حكومته لن تقبل أي شرط يعيد الأمور إلى المربع الأول، الذي يتحدث عن استئناف الحوار السابق تحت تهديد العنف.

وكان في وقت سابق أفاد المسؤول الإعلامي في "الحراك الجنوبي" علي سالم الهيج لـ "سبوتنيك"، الأربعاء، بأن الطائرات الحربية التابعة لقوات "التحالف" استهدفت، «عن طريق الخطأ»، سيارتين كانتا تقلان أسراً هاربة من الحرب في عدن، ما أسفر عن مقتل 23 منهم.

وقال الهيج، إن "23 شخصاً، على الأقل، قتلوا، مساء الثلاثاء، إثر غارة جوية نفذها طيران التحالف، «عن طريق الخطأ»، واستهدفت حافلتين وسيارة هيلوكس، كانت تقل أسراً هاربة من الحرب في عدن إلى منطقة الصبيحة بلحج".

وشهدت عدة محافظات يمنية، اليوم، قصفا جوياً لطائرات "التحالف" الذي تقوده السعودية منذ أكثر من شهرين ضد حركة "أنصار الله" (الحوثيين) وقوات الجيش المتحالفة معها، بالتزامن مع مشاورات سياسية تعقد حالياً بين طرفي الصراع في جنيف، برعاية الأمم المتحدة.

وفي سياق متصل شنت قوات التحالف بقيادة السعودية عدة غارات على صنعاء وذمار ومأرب والجوف والمحويت استهدفت فيها مواقع لجماعة «أنصار الله» وقوات الجيش الموالية لهم، فيما استهدف «أنصار الله» مواقع عسكرية سعودية.

ففي صنعاء دوت صباح الأربعاء 17 حزيران ثلاثة انفجارات شديدة مصدرها موقع جبل نقم ومخازن السلاح شرق المدينة، استهدفت فيها تجمعات للقوات الحوثية وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من الموقع، فيما تعرضت منطقة الصباحة غرب العاصمة لقصف جوي آخر حيث تتمركز هناك قوات النخبة اليمنية، وتعرضت منطقة الأزرقين ومنطقة فج عطان التي يتواجد فيها معسكر الصواريخ للقصف مع سماع أصوات المضادات الأرضية.

يذكر أن طائرات التحالف قصفت لأول مرة منذ بدء العمليات موقعا تابعا للحوثيين في محافظة المحويت غرب صنعاء.

وفي محافظة ذمار قصفت قوات التحالف منزل قيادي في حزب البناء والتنمية كان الحوثيون سيطروا عليه، وأفاد شهود عيان بأن استهداف المنزل كان أثناء تواجد مسلحين حوثيين داخله حيث يعتقد أن هناك قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين نتيجة الغارة.

وشنت غارات جوية أخرى على مناطق في محافظة الجوف سمع فيها شهود عيان دوي انفجارات، وأكدوا أن الغارات استهدفت منزل رئيس فرع المؤتمر الشيخ منصور العراقي ومنزل قائد الأمن المركزي المعين من قبل الحوثيين في مدينة الحزم.

وفي ذات المحافظة أكد مصدر في المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن المقاومة سحبت قواتها من معسكر لبنات بالجوف بعد مواجهات مع الحوثيين، وقال إن قوات المقاومة الشعبية تمكنت من قتل 6  حوثيين وأسر 12 آخرين فيما قتل 2 من أفراد المقاومة الشعبية.

وبرر المصدر سحب القوات من المعسكر بعد سقوط الحزم وعدد من مديريات الجوف بيد الحوثيين، بالقول إن المعسكر تدريبي ومكشوف ومعرض للخطر، والخسائر ستكون كبيرة في صفوف جنود المقاومة الشعبية إذا ما بقوا هناك، مضيفا أن موقع المعسكر ليس استراتيجيا في حال لم تكن الحزم مركز المحافظة بيد من يتمركز بمنطقة لبنات الصحراوية.

من جهة أخرى قال مصدر عسكري تابع لقوات الجيش الموالية لصالح إن وحدة خاصة تابعة للجيش واللجان الشعبية استهدفت عددا من المواقع العسكرية السعودية ودمرت 4 آليات عسكرية تابعة للقوات السعودية في موقع المخروق بنجران، وأضاف أن القوات قصفت معسكر عميش السعودي في ظهران عسير بـ40 صاروخا.

وأكد المصدر أن قواته استهدفت "أحد المسارحة" وأبو عريش في جيزان وهي مواقع عسكرية سعودية بصواريخ ‫"النجم الثاقب" محلية الصنع، بالإضافة إلى استهداف موقع الرديف العسكري في جيزان ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، منوها بمشاهدة سيارات الإسعاف تهرع إلى الموقع تحت غطاء ناري كثيف.

وأضاف المصدر أن قوات الجيش ومعها اللجان الشعبية تمكنت من إعطاب عدد من الآليات العسكرية السعودية بينها جرافة حاولت استعادة موقع التويلق.

وفي جبهة الجبينة غرب مأرب اندلعت مواجهات عنيفة مساء الثلاثاء بين مسلحي القبائل والحوثيين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وسمع دوي انفجارات عنيفة واستخدمت القنابل المضيئة من الطرفين.

هذا واتهم عبد الملك الحوثي زعيم حركة "أنصار الله" في كلمة متلفزة مساء الثلاثاء هي الأولى بعد أنباء تحدثت عن مقتله في غارة جوية، اتهم الولايات المتحدة والسعودية بصناعة إسم جديد لتنظيم "القاعدة" هو "المقاومة" لقلب الأمور وقلب الحقائق.

وتساءل عن المستفيد مما يجري قائلا "من غير القاعدة يستفيد من المدن وإخلائها، فهم يقولون سلم ما بقي من سلاح الجيش وإمكاناته" سعيا لتسليمها إلى القاعدة.

آخر تعديل على الأربعاء, 17 حزيران/يونيو 2015 13:48