عرض العناصر حسب علامة : علم النفس

علم النفس التحرري بمواجهة علم النفس الليبرالي (2): التفاؤُل يُكتَسب

نتابع في هذه المادة الحديث عن أهم النقاط التي وردت على لسان المهندس والباحث في علم الاجتماع «محمود أبو العادي» ضمن اللقاء الإعلامي الذي أجراه أواخر نيسان الماضي مع الصحفية منى العمري في بودكاست «البلاد»، والذي تناول فيه الفروقات بين علم النفس التحرري وعلم النفس المهيمن في تعامل كلّ منهما مع الفرد المقهور، وسيكون هذا الجزء مخصصاً لاستعراض النموذج الفلسطيني كمثال على كيفية تعاطي كل من عِلمَيّ النفس التحرري والمهيمن معه.

علم النفس التحرري بمواجهة علم النفس الليبرالي (1) - بدائل العالم الجديد

أدلى المهندس والباحث في علم النفس والاجتماع «محمود أبو العادي» بحديثٍ هامّ، أواخر نيسان الماضي 2024 عبر بودكاست «البلاد» حيث استضافته الإعلامية منى العمري. تكلّم محمود، وهو خرّيج الجامعة الأردنية، عن علم النفس التحرري وتأثيره على تفكير وسلوك الشعوب المستعمَرة، باستخدام الحالة الفلسطينية والحرب على غزة أنموذجاً. سنحاول في هذه المادة المُسَلسَلة تلخيص أهم ما ورد عن لسان محمود أبو العادي حول علم النفس التحرري وما يميّزه عن علم النفس الليبرالي.

جمهور نفسي أم واعٍ: بين لوبون والحاضر (2)

قابل الصورة التي قدمها لوبون في كتاب سيكولوجيا الجماهير معترضون، وهم الذين اعتبروا أن الطرح خارج التاريخ، والذين شدّدوا على أهمية فهم الجماهير من خلال الواقع الاجتماعي. ومع هذا، لا يزال الكتاب والطرح يتمتعان بشهرة كبيرة، إما لمن يستخدم الكتاب لنشر فكرة لوبون أو لمن لم يستطع «فك شيفرة» وعي الجماهير ومن يقودها، أما من لم يستطع قيادة الجماهير فعزا المشكلة إلى الجماهير غير الواعية. وكتاب لوبون مهم لفهم الأحداث الحالية، وتفسير الوحشية التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني والمدافعون عنه، ونركز على فكرتين، الفردية والوجود والانتماء.

عن الاغتراب والتفكك وتدمير الإنسان والمشروع النقيض

كما صار واضحاً على مستوى الصراع الفكري والأيديولوجي عالمياً والمتصاعد مؤخراً والذي يأخذ بشكل خاص طابعاً فلسفياً، فإن النقاش يتمحور حول المشروع الحضاري النقيض ربطاً بأزمة النموذج الحضاري القائم ومصيره، كمدخل للمشروع النقيض بلا شك. وهنا نتناول جانباً أساسياً من أزمة النموذج القائم من باب تدمير قوى الإنتاج، والإنسان خاصة، على قاعدة الاغتراب وتجلياته الواقعية، ربطاً بأزمة العقل-الممارسة الطبية المهيمنة.

في استعادة لـ «التهديد الحضاري ومصير الإنسان» لدى تولياتي (1)

لن تخرج هذه المادة عن الخط العام للمواد السابقة، والتي تدور حول قضية الأزمة الحضارية للعالم الرأسمالي وما تحمله من تهديد للمنجز الحضاري للبشرية على مر التاريخ. وكون المرحلة تطرح تهديداً شاملاً للمنجز البشري التقدمي، فهي حكماً، ومن موقع نقيضها، تستدعي هذا المنجز للبناء عليه لمواجهة هذه الأزمة الحضارية وتهديدها. وكما استعدنا في المواد السابقة طروحات من ميدان آخر هو علم النفس، هنا استعادة لبعض طروحات بالميرو تولياتي النظرية والعمليّة.

ضجر الإنسان المعاصر

«لقد تألمت دائماً من السأم، ولكن يجب أن نتفاهم على معنى هذه الكلمة. فهي تعني، بالنسبة لكثيرين، عكس التسلية، والتسلية هي الشرود والنسيان، ولكن السأم بالنسبة لي، ليس كذلك، بل يمكنني القول إنه، في بعض مظاهره، يشبه التسلية بما يخلّفه من شرود ونسيان ينتميان طبعاً إلى فئة خاصة جداً. إن السأم في نظري هو حقاً نوع من النقص أو عدم التلاؤم أو غياب حس الواقع. وأعمد هنا إلى تشبيه فأقول: إن حس الواقع، حين يتملكني السأم، يحدث لدي ما يحدثه بالنسبة للنائم غطاء قصير أكثر مما ينبغي، في ليلة شتوية: فإذا سحبه على قدميه، أصيب بالبرد في صدره، وإذا رفعه إلى صدره، أصيب بالبرد في قدميه، فهو لهذا لا يستطيع أبداً أن ينام قرير العين».

استعادة “دراما” بوليتزر في سياق الأزمة الحضارية (2)

في المادة السابقة، حاولنا الإشارة السريعة إلى المناضل الشهيد جورج بوليتزر، وإلى إنتاجه النظري الذي يهمنا في البحث حول تقديم تصور نقيض عن الحضارة الرأسمالية المأزومة. وفي استعادة إنتاج هذا الفيلسوف الهنغاري- الفرنسي، نستكمل المحاولة المنهجية في المقارنة بين تاريخ تطور علم النفس، وبين التطور الثقافي والحضاري العام للمجتمع الرأسمالي، ففي أزمة الأول يمكن تتبع مصائر وملامح أزمة الثاني، وذلك لتشارك الاثنين في موضوع البحث ذاته، ألا وهو الإنسان. وهنا نستعرض أبرز الأفكار التي تضمنها نصه الكلاسيكي “أزمة علم النفس المعاصر” والتي تمدنا ليس فقط في تثبيت ملامح البربرية المتوسعة، بل في أسس الرد عليها عبر المشروع الحضاري الشامل.

سورية المستقبل والعواقب النفسية - الاجتماعية على جيلٍ بلا أب

يناقش عالِم النفس الأمريكي الروسيّ الأصل، يوري برونفين- برينر Urie Bronfenbrenner، استناداً إلى دراساته ودراسات غيره، أنّه في العائلات التي غاب عنها الأب- لأسباب مختلفة بما فيها تعرّض المجتمعات لحروب أو عمليات تهجير وتفكيك للأسرة واختلال بالتوازن الديمغرافي بين الذكور والإناث- يتعرّض أبناؤها الذكور خاصةً لخطر أنْ يصبحوا أشخاصاً أكثرَ اتكاليّةً وخضوعاً. وقد خَصّص برونفينبرينر لهذا الموضوع (من بين موضوعات متنوعة أخرى) مساحةً في كتابه «عالَمان للطفولة: الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية» الصادر بالإنكليزية عام 1971. يستعرض المقال التالي ما جاء في الكتاب المذكور عن هذا الموضوع، ثم يختم بأسئلة جدّية ذات صلة عن احتمالات التأثير السلبي النفسي-الاجتماعي- التربوي لـ«قانون غياب الأب»، إذا صحّ أن نسمّيه كذلك، على «جيل الأزمة» السوريّة، مما يستدعي مهمّة ضخمة لإعادة التأهيل و«إعادة الإعمار الروحيّ» والنفسي- الاجتماعي لجيلٍ يعوَّلُ عليه في بناء سورية الجديدة ما بعد الحلّ السياسي.

تكشّف السرديّة وحاجاتها نحو العالم الجديد

للمرحلة الحالية خصوصيتها التاريخية، والتي تسبب الكثير من التشويش الذهني لدى الغالبية. ومن أبرز هذه الخصائص هي أن جوهرها وما تمثّله لا ينعكس بالكامل في المستوى الفكري والعقلي المعلن على لسان النخب. ولا نتكلم هنا عن التشويش الحاصل لدى الفاعلين في الحقل السياسي بالتحديد (وإن كان هؤلاء أيضاً مشوشين)، بل عند السواد الأعظم لمن يحاول بناء السردية العقلية عن العالم والاتجاه التاريخي القادم. ولعدم التناسب بين جوهرها والسردية المعلنة عنها له أسبابه النابعة من طبيعة القوى التي تخوض الصراع. فكيف تتحرك السردية عن المرحلة خطوة خطوة تجاه الجوهر؟