حول الأرض غير القابلة للسكن

حول الأرض غير القابلة للسكن

قراء في كتاب ديفيد والاس- ويلز المعنون «الأرض غير القابلة للسكن»

 

إنها أسوأ، أسوأ بكثير مما تعتقد. إذا كانت مخاوفك بشأن ارتفاع درجة حرارة الأرض تهيمن عليها المخاوف من ارتفاع مستوى سطح البحر، فأنت بالكاد تخدش سطح ما يمكن أن يكون مرعباً. تستعر حرائق الغابات الآن على مدار العام، وتدمر آلاف المنازل. وتضرب العواصف التي تدوم «500 عاماً» المجتمعات شهوراً تلو الأخرى، وتهدد الفيضانات بعشرات الملايين سنوياً.
هذه ليست سوى معاينة للتغييرات القادمة. وهي قادمة بسرعة. فبدون ثورة في الكيفية التي يدير بها المليارات من البشر حياتهم، قد تصبح أجزاء من الأرض قريبة من أن تكون غير صالحة للسكن، وأجزاء أخرى غير مضيافة على نحو مرعب، مع نهاية هذا القرن.
في رحلته في مستقبلنا القريب، يقارب ديفيد والاس ويلز، إلى حد كبير، مشكلات المناخ التي تنتظر، مثل: نقص الغذاء، وحالات طوارئ اللاجئين، وغيرها من الأزمات التي ستعيد تشكيل العالم. ولكن سيتم تجديد العالم من خلال الاحترار بطرق أكثر عمقاً، كذلك تحويل سياستنا وثقافتنا وعلاقتنا بالتكنولوجيا وبالتاريخ. وسوف تكون شاملة وتشكل وتشوه كل جانب من جوانب الحياة البشرية كما هي اليوم.
معظمنا يعرف الجوهر، إن لم يكن التفاصيل، لأزمة تغير المناخ. ومع ذلك، يكاد يكون من المستحيل الحفاظ على مشاعر قوية حيال ذلك. لقد قدم الكاتب التفاصيل، بطريقة واضحة وقوية، غالباً ما تكون خيالية وحتى مضحكة، فقد وجد طريقة لجعل المعلومات عميقة.
يجادل بأن تأثيرات تغير المناخ ستكون أخطر بكثير مما يدركه معظم الناس، وهو على حق.
إن هذا الكتاب القاسي المروِّع المقروء جداً هو على الأرجح أكثر الروايات انتشاراً عن الطرق التي سيغيّر بها تغير المناخ كل جانب من جوانب حياتنا، من حيث كيف نعيش إلى ما نأكله والقصص التي نرويها؟ قراءة أساسية لعالمنا الذي لم يكن مألوفاً وغير متوقع على الإطلاق.
فيتحدث عن هياكل السلطة والنخب الرأسمالية التي يطمح جشعها الطائش إلى نعي لأحفادنا. إنه وصف واضح وشامل لأزمة غير مسبوقة، وآليات الإنكار التي نسعى من خلالها إلى تجنب الاعتراف الكامل بها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
904
آخر تعديل على الإثنين, 11 آذار/مارس 2019 14:00