وجدتها: تحويل ركام الحرب إلى مادة لإعادة الإعمار

وجدتها: تحويل ركام الحرب إلى مادة لإعادة الإعمار

ما من حي في قطاع غزة، إلا وتراكمت في بعض طرقاته ما خلّفه العدوان الصهيوني، من حطام وركام وردم قدرته الأرقام الفلسطينية بنحو 2.5 مليون طن. إذ قصفت «إسرائيل» أحياء كاملة في قطاع غزة، كحي الشجاعية، وبلدة خزاعة، والأحياء الشرقية لمدينة رفح؛ الأمر الذي خلّف أطنانًا من الركام والردم.

 

وتكدست الأبراج، والأبنيّة التي نال منها القصف المدفعي والجوي، خلال أسابيع العدوان في كل مكان؛ مما عرقل حركة السكان والمركبات، وقدرت كلفة إزالة ركام ما خلفه العدوان الصهيوني بـ30 مليون دولار.

لكن سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بدأوا بتجميع كميات كبيرة من الركام، وإرسالها على عربات كارو إلى كسارات المقاولين، ليتم تحويلها إلى حصمة وهي المادة الأساسية لصناعة الأسمنت

إن. إزالة الردم، تحتاج إلى مئات الأيادي العاملة، كما أن إعادة تصنيعه كمواد أولية، داخل الكسارات تعمل على توفير العديد من فرص العمل.

هذا ينتج مواد للبناء من وراء هذه الأطنان من الركام، لكن الأمر يتوقف على إزالتها وفق طرق هندسية سليمة، وإدخال المعدات اللازمة والأفكار الخلاقة لمعالجتها.

حيث أن عدم توفر المواد اللازمة لإعادة الإعمار في غزة، دفع إلى أن يتم استخدام حطام البيوت المدمرة، وتحويلها إلى مواد أساسية للبناء، من خلال إعادة تصنيعها لبدء مرحلة الإعمار، أو إصلاح البيوت التي تدمرت بشكل جزئي.

إن الاستفادة من تجارب الآخرين هامة في التخطيط لإعادة الإعمار، حيث أنه وجد من خلال الدراسات أنه يمكن إعادة تدوير 80-90% من مخلفات الهدم ومنها مخلفات البيتون. حيث أن عملية إعادة تدوير البيتون توفر من خلال تقليل استخدام الموارد الطبيعية، وتقليل كلفة إنتاج ونقل هذه المواد الأولية وتقليل المواد التي تحول إلى أماكن الطمر.

وتتلخص الفوائد البيئية لذلك في زيادة النوعية البيئية من خلال تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، المنبعث من مصانع الإسمنت، وتقليل استنزاف الموارد الأولية والخامات، من خلال استخدام مخلفات البيتون، وتقليل حجم النقل من خلال إعادة التدوير في الموقع، وخلق مخرجات ذات قيمة عالية لمخلفات البيتون.

 

إنها دعوة للتفكير في حلول خلاقة تناسب واقعنا ما بعد الحرب، وهو واقع آت عما قريب.

 
آخر تعديل على الإثنين, 22 حزيران/يونيو 2015 15:10