جفاف كاذب

جفاف كاذب

وافق المسؤولون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية منذ عدة أيام على تطبيق قانون جديد من نوعه، وبدأت شاشات التلفزة المحلية تنبئ الناس بالأخبار الصاعقة، فقد أصبح لزاماً على الجميع اليوم الالتزام بهذا القانون الذي لم يسمع به الامريكيون من قبل، عليهم أن يحرصوا جيداً على استهلاك مياه الشرب لديهم، فقد أعلن المختصون بأن مخزون الولاية من المياه الجوفية الصالحة للشرب قد انخفض إلى حد كبير، إلى حد يكفيهم لسنة واحدة فقط!

أصبح الجفاف في كاليفورنيا حديث الشارع الأمريكي اليوم، يستهجن الكثيرون سرعة تدهور الأمور بهذا الشكل، بدا وكأن أحداً لم يشعر باقتراب هذه المصيبة، على الرغم من المؤشرات الكثيرة التي حملتها السنين الأخيرة والإحصائيات المتعددة، التي نشرتها المؤسسات الحكومية وغير الحكومية حول مياه «كاليفورنيا» بالذات، لم يعد الأمر سراً حين مر شهر كانون الثاني دون قطرة مطر، كانت هذه الحادثة الأولى منذ أكثر من 128 سنة، كما ظهر العديد من مسؤولي «ناسا» بجداولهم ومخططاتهم على شاشات التلفزة وهم يتحدثون عن انخفاض مطرد في مستويات الهطول طوال العشرين سنة الماضية، لكن تلك المشكلة ظهرت اليوم وكأنها خلقت من العدم، يقول العالم في وكالة «ناسا» «جاي فاميجليتي» متشائماً : «يبدو من الصعب تصديق ذلك، يكفي مخزون مياه كاليفورنيا لسنة واحدة فقط، كما يبدو بأن الولاية لا تملك أية خطة فعالة لمواجهة هذه الحالة، سوى المزيد من ترشيد الاستهلاك والصلاة لهطول بعض الأمطار!»


شركة سرقة المياه

يبدو الأمر مريباً للغاية، لابد من وجود المزيد من الأسباب الأكثر إقناعاً والتي تستطيع أن «تروي» عطش المتسائلين، وبالفعل يأتي الجواب من مكان متوقع للغاية، معامل شركة «Nestle»الشهيرة التي لم تسلم من انتقادات المنظمات البيئية طوال العقد الماضي، وخاصة حين يتعلق الأمر بالمياه الجوفية، فالشركة تملك كلاً من «آرو هيد»  و «بيور لايف»، العلامتان التجاريتان الأشهر في أمريكا لإنتاج وتوزيع مياه الشرب المعبئة، كما أن تسريبات موثقة وضحت بالدليل القاطع، مدى تورط هذه الشركة في أزمة الجفاف الحادة، التي تعاني منها كاليفورنيا بالذات، فهي لا تزال تستجر المياه الجوفية من الولاية بعقد حكومي منتهي الصلاحية منذ العام 1988، أي أنها تسرق مياه الناس هناك لأكثر من 25 عاماً، ولا تزال رغم الأزمة الخطيرة التي تحدق بكاليفورنيا، عصية على أية محاسبة حكومية أو حتى تقرير تلفزيوني أو صحفي.


خصخصة مياه الشرب

تتحدث الشاشات عن «نستلة» على الدوام، فهي متخصصة بصناعة طيف هائل من المنتجات التي تتناولها كل يوم، وتحت مسميات عديدة، كما أن قطاع المياه المعدنية المعبئة هو من أشد القطاعات ربحاً في الشركة، حيث تمتلك وحدها سبعة عشر منتجاً فرعياً يقدم للناس مياهاً معدنية معبئة في الزجاجات البلاستيكية حول العالم، كما سجل رئيس مجلس إدارتها «بيتر برايبك» موقفاً مميزاً حين دعا إلى مشروع عالمي لـ«خصخصة» مياه الشرب في حديث تلفزيوني سابق، «بيتر» الذي يجلس على عرش شركة تتجاوز أرباحها الـ 65 مليار دولار بقليل، وها هو يسرق 80 مليون جالون من المياه الجوفية الأمريكية في السنة، بينما يضطر الأهالي إلى «الترشيد» و «تخفيض الاستهلاك»، أو ربما شراء زجاجة مياه معبئة من «نستلة» ودفع الأموال لشرب كأس من الماء كان يجري أصلاً من تحت أقدامهم.

من قانون البيئة

تتحدث المادة 27 من قانون البيئة عن الانبعاثات الملوثة للبيئة الصادرة عن المصانع والورشات
المادة-27
1- على أصحاب المصانع والمنشآت والورش والنشاطات التي تطلق انبعاثات ملوثة للبيئة، تركيب أجهزة عليها لمنع انتشار تلك الملوثات منها، والتحكم في الجزيئات الصلبة قبل انبعاثها من المصنع أو المنشأة أو الورشة في الجو إلى الحد المسموح به، بموجب التعليمات التي يصدرها المجلس لهذه الغاية.
2- كل من ارتكب أية مخالفة من المخالفات المشمولة بأحكام الفقرة (1) من هذه المادة، ولم يقم بإزالتها خلال المدة التي يحددها له الوزير أو من يفوضه بذلك، فللوزير أن يحيل المخالفة إلى القضاء، وللمحكمة إصدار القرار بإغلاق الأماكن المذكورة والحكم على المخالف بالحبس لمدة لا تزيد عن شهر وبغرامة من عشرة آلاف ليرة سورية إلى خمسين ألف ليرة سورية، وإلزامه بإزالة المخالفة خلال المدة التي تحدده له، وتغريمه مبلغاً من خمسة آلاف ليرة سورية إلى عشرة آلاف ليرة سورية، عن كل يوم يتخلف فيه عن إزالته المخالفة بعد المدة المحددة لإزالتها.
3- تضاعف العقوبة المنصوص عليها في الفقرة (2) من هذه المادة في حالة تكرارها للمرة الثالثة وما بعد يقضي بثلاثة أمثال العقوبة.