مستقبل العلاج الخلوي

مستقبل العلاج الخلوي

عرف العلاج الخلوي كأحدث أنواع العلاجات المعتمدة على التقانة الحيوية وهو العلاج باستخدام الخلايا الجذعية والأنسجة، وكذلك المواد النشطة بيولوجيا الصادرة منها.

سلمى السعيد

تحدد الخلايا الجذعية ثلاثة جوانب رئيسية. أولا، هي ليست خلايا متخصصة (على النقيض من الخلايا التي تشكل العضلات والمخ، والدم). وثانيا، يمكن تقسيم الخلايا الجذعية لفترة طويلة، ونتيجة للتقسيم تتشكل خليتان متطابقتان. الخاصية الثالثة والهامة للخلايا الجذعية هو أنها يمكن أن تتمايز إلى أنواع خلايا متخصصة مثل خلايا العضلات والمخ والدم، وما إلى ذلك فالخلايا الجذعية الجنينية قادرة على التحول إلى جميع أنواع الخلايا المائتين والأربعين التي يتكون منها جسم الإنسان. في الكائنات الحية الناضجة، عدد قليل من الخلايا الجذعية موجودة في جميع الأجهزة، وهي تؤدي وظيفة الترميم (إعادة البناء) للأنسجة التالفة والمريضة. يوجد في الكائنات الفتية عدد أكبر من الخلايا الجذعية، وتبعا لذلك، فإن إمكانية استعادة النشاط أكبر. ومن المعتقد أن استخدام الخلايا الجذعية في الطب سوف تجعل من الممكن النجاح في مكافحة الأمراض التي تعتبر الآن غير قابله للشفاء.

من أين تأتي الخلايا الجذعية؟

يتم فصل الخلايا الجذعية الجنينية من دم الحبل السري والخلايا الجذعية للبالغين. مصدر الخلايا الجذعية الجنينية هي الكيسة المشيمية للجنين، والذي يتكون من اليوم الخامس من التخصيب. والتي أثبتت التجارب السريرية والدراسات فعاليتها العالية في علاج الكثير من الأمراض. ويتم جمعها بعد الولادة. تعزل بعد ذلك الخلايا الجذعية، وتوضع في بنك التجميد، ويمكن كذلك استخدامه لاسترداد جميع الأنسجة والأعضاء تقريبا، وكذلك علاج الأمراض المختلفة، بما في ذلك السرطان. ومن الوسائل البديلة للحصول على الخلايا الجذعية من أجل التطبيق السريري استخدام الخلايا الجذعية لجسم الكائن الحي الناضج.  وهو مصدر في المتناول لمعظم الخلايا الجذعية من النخاع العظمي وغيره.

الشبه والاختلاف بين الخلايا الجذعية الجنينية والبالغة

تختلف الخلايا الجذعية الجنينية والناضجة في العدد والنوع. والخلايا الجذعية الجنينية يمكن أن ينتج عنها جميع خلايا الكائن الحي، فهي متعددة الإمكانات. بينما يقتصر التمايز في الخلايا الجذعية للبالغين على الخلايا المميزة للأنسجة التي توجد فيها. وتساهم الخلايا الجذعية في استعادة الأجزاء التالفة من الأعضاء والأنسجة البشرية. حيث ترسَل إشارة إلى الخلايا الجذعية التي تهاجر بدورها إلى الأجهزة المتضررة، فهي ضرورية لخلايا الجسم وتحفيز الاحتياطيات الداخلية للكائن الحي لتنشيط جهاز أو نسيج.

التطبيقات الممكنة للخلايا الجذعية البشرية

إن التقدم في علم الأحياء النظري، ومنها أبحاث الخلايا الجذعية على مدى السنوات العشر الماضية، هو أساس لتطوير علاجات لأمراض بشرية خطيرة. كالتصلب اللويحي والسكتة الدماغية وأمراض الحبل الشوكي والدماغ، ومرض الزهايمر وباركنسون وأمراض احتشاء عضلة القلب وقصور القلب والسكري وأمراض المناعة الذاتية وسرطان الدم وغيرها. فالخصائص الفريدة للخلايا الجذعية التي تخلق أنسجة جديدة لتحل محل الأنسجة التالفة بشكل لا رجعة فيه للمريض أعطت الأمل لكثير من المرضى الميؤوس من شفائهم.

موانع استخدام الخلايا الجذعية

موانع للعلاج الخلايا قليلة جداً. وتقررها الاستشارة الطبية. وأهمها وجود بفيروس نقص المناعة البشرية أو التهاب الكبد باء لدى الجهة المانحة وعدة أمراض أخرى.

مرض السكري والتهاب الكبد

إن علاج داء السكري هو الأولوية من بين المجالات الرئيسية للأبحاث، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يزداد في كل عام عدد المصابين بالسكري بنسبة 5 -7 ٪. ومن الأساليب المقترحة زرع الخلايا المنتجة للأنسولين، لحفز إنتاج الانسولين واستخدام الأنسجة للجلوكوز. تبدو هذه الطريقة واعدة أكثر طريقة لإدخال الخلايا الجذعية في جسم المريض.

يمكن أن تساعد الخلايا الجذعية في علاج التهاب الكبد الفيروسي وتليف الكبد جنبا إلى جنب مع العلاج التقليدي، واستخدام الخلايا الجذعية يعتمد على الفرضية النظرية لإثبات إمكانية التحول من الخلايا الجذعية المكونة للدم إلى خلايا الكبد. فكثافة نمو الخلايا الجذعية في الكبد لها علاقة مباشرة مع درجة الضرر في الجسم. وزرع الخلايا الجذعية في أمراض الكبد له تأثير إيجابي على مسار المرض، ويؤدي إلى تصحيح الاضطرابات الاستقلابية، والحد من ردود الفعل المناعية الذاتية. 

تاريخ العلاج بالخلايا

منذ أكثر من ثمانين عاما، استخدمت هذه الطريقة في العيادات لتحسين الصحة وأصبحت نتائجها أكثر موثوقية الآن من ذي قبل. 

لكن جاءت الانطلاقة الأساسية في عام 1981 عندما اكتشف العالم الأمريكي مارتن ايفانز الخلايا الجنينية الجذعية الجنينية وعزلها من جميع خلايا جسم الفأر.

وأدرك أنه يجب أن تكون هناك خلايا مماثلة في جسم الإنسان، لكن العلماء لم يتمكنوا من التعرف عليها إلا في العام 1998 على يد الباحثين الأمريكيين جيمس بيكر وجون طومسون اللذين كانا قادرين على الحصول على بضعة خطوط خلوية من الخلايا الجذعية الجنينية البشرية.

اليوم

تستخدم الخلايا الجذعية اليوم على نطاق واسع ليس فقط في المختبرات العلمية، بل في المؤسسات الصحية. وأصبح الكثير من أساليب العلاج باستخدام التقنيات الخلوية روتينية. ومنها زرع نخاع العظام، والخلايا الجذعية الدموية، واستعادة البشرة في الجلد في علاج الحروق وعلاج تلف الغضروف بما في ذلك المشاكل الرئيسية للمجتمع الحديث كأمراض السرطان والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتصلب اللويحي والشلل الرعاشي والزهايمر.