تجارب تحاكي الإقامة على المريخ

تجارب تحاكي الإقامة على المريخ

في صحراء قاحلة في الغرب الأميركي يُحبَس سبعة متطوّعين في ظروف تحاكي الإقامة في مستوطنة بشرية على سطح المريخ، في واحدة من التجارب الكثيرة التي تجري أخيراً استعداداً لرحلة مرتقبة إلى الكوكب الأحمر في العقود القليلة المقبلة.

وللمرة الثانية، تستعدّ المتطوّعة الفرنسية فيكتوريا دا بويان (22 سنة) لدخول هذه القاعدة المبنيّة على شكل أسطواني بقطر ثمانية أمتار في صحراء يوتا غرب الولايات المتحدة، حيث الظروف الجيولوجية تشبه إلى حدّ كبير سطح المريخ.

وإضافة إلى التدرّب على الإقامة مع أشخاص في مساحة لا تزيد عن 35 متراً مربعاً، سيجري المتطوّعون السبعة، وهم من طلاب معهد الفضاء والطيران في تولوز جنوب غربي فرنسا، تجارب على نشاطات «يمكن تحقيقها في المريخ» والخروج من القاعدة مرتدين بزات فضائية.

وتقول دا بويان: «أنا لست ذاهبة إلى صحراء يوتا بل إلى المريخ»، وهي تحلم أن تصبح رائدة فضاء. ولهذه الغاية، عملت متدرّبة في وكالة الفضاء الأوروبية وفي المركز الوطني الفرنسي للبحوث الفضائية، وهي تتقن أربع لغات وتمارس التدريبات الرياضية منذ سنتين.

وتعرب فيكتوريا عن إعجاب كبير برجل الأعمال الأميركي إلون ماسك مؤسس شركة «سبايس إكس» الفضائية والرائد في مجال التكنولوجيا وتقول: «أنا أؤمن كثيراً بمستقبل القطاع الخاص في الفضاء.. حتى وإن كان خطراً».

وهي تستعد للإقامة حتى 11 آذار (مارس) في القاعدة التجريبية «مارس ديزيرت ريسرتش ستايشن» (محطة البحوث الصحراوية حول المريخ) التي تديرها منظمة «مارس سوسايتي» (جمعية المريخ) الدولية غير الربحية. وستقود المهمة هذه السنة وتتولى دراسة أثر الانحباس التام على سلوك الإنسان وعلى تركيزه خصوصاً، وتقول: «أتشوّق لمراقبة الأشخاص الجدد وتكيّفهم» مع ظروف الإقامة في المحطة، وهي الأنثى الوحيدة في هذا المشروع. وتضيف: «قيل لي إن الفريق الأول الذي سيُرسل إلى المريخ سيكون من الذكور حصراً لأن الجهاز المناعي للنساء أضعف، لكنني لا أؤمن بذلك كثيراً، أو إنني لا أريد أن أؤمن بذلك».

وهي ترى أن النساء يتمتعن بقدرة أكبر من الرجال على التكيّف مع الظروف غير المريحة، وتتوقّع أن تكون الصعوبة الحقيقية في مهمات كهذه هي عدم القدرة على الخروج للتنفس.

تعقد فيكتوريا آمالها على المشاركة في رحلة إلى القمر يوماً ما، وهي مهمة سيكون الهدف منها برأيها التحضير لرحلات إلى الكوكب الأحمر.