بالنسبة للروس... انتهى وقت أنصاف الحلول
ألكسندر دوغين ألكسندر دوغين

بالنسبة للروس... انتهى وقت أنصاف الحلول

في روسيا، كأيّ مكان آخر في العالم المهيمن عليه رأسمالياً، تؤدي المرحلة التي وصلنا إليها من حدّة التناقضات بين مصالح الشعب والنخب الرأسمالية المرتبطة حتمياً بالغرب إلى تغييرات سريعة وجذرية في بعض الأحيان. من هنا تبدو أهمية أن يظهر أشخاص يوصّفون بشكل مباشر هذه التناقضات، ولو كان ذلك في بعض الأحيان بكلمات غير مكتملة. إليكم ضمن هذا السياق ما كتبه الفيلسوف والعالم السياسي المقرّب من دوائر صنع القرار في روسيا، ألكسندر دوغين. ربّما الأكثر بروزاً فيه هو الحديث المباشر عن أنّ الدولة الروسية في صراع ليس فقط مع الغرب، بل أيضاً مع طبقة الانتهازيين داخل روسيا التي ولدت بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. يقول: «المشكلة الرئيسية اليوم هي في طاقتنا الكامنة، والتي تعود جذورها إلى المجتمع. في غياب الإيديولوجيا وفي الواقع الذي فرض علينا بعد الهزيمة والاستسلام في التسعينيات، نحن نجني ثمار الاحتلال العقلي النموذجي لروسيا... إنّ منتجات هذا التخريب طويل الأمد هم ممثلون عن النخبة التي تطورت في التسعينيات السوداء، وهذه القمامة مصممة لضمان عدم انتصار روسيا في أصعب مواجهة مع عدو وحشي...».

ترجمة: قاسيون

كنّا نقاتل منذ ثمانية أشهر حتّى الآن، وفقدنا الكثير من الأرواح، بما في ذلك الأبرياء. ووصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها الهجمات الإرهابية بالفعل على الأراضي الروسية هي الوضع الطبيعي. وكلّ هجوم جديد يصبح أقسى وأكثر شراً، وكلّ شخص يساوره شعور غريب بأنّنا بانتظار شيء ما... نوع من الخطّ الأحمر... لقد تمّ تجاوز كلّ ما يمكن تجاوزه. في الوضع الحالي ليس من الممكن الاستسلام، إمّا أن ننتصر ويكون النصر شاملاً، أو نخسر وبعد ذلك لن يُسمح لنا حتّى بفتح أفواهنا.
يجب أن ننضمّ إلى القتال وأن نذهب إلى المقدمة، أولئك الذين ليسوا معنا هم ضدنا، فالجبهة ليست فقط خارج الحدود الغربية للوطن، ولكنّها تمتد داخل روسيا – إنّها الآن في كلّ مكان، وإذا كان هناك من يشبه الخائن، ويتصرف مثل الخائن، ويبدو كأنّه خائن، فهو على الأرجح خائن. ليس هناك حاجة للانتظار أكثر من ذلك.
كلّ شيء يعتمد علينا. القوة وحدها بدون الشعب وبدون المجتمع، وبطريقة تقنية بحتة، كعملية جراحية دقيقة وسريعة كما كان التخطيط في البداية كما يبدو، كل ذلك لم يستطع كسب المعركة.
طالما أنّها حربنا الآن، فعلى السلطات أيضاً أن تؤدي التزامات تجاه الشعب والمجتمع. يجب صياغة الإستراتيجيات بشكل واضح وغير عاطفي، ثمّ كلّ شيء سيسير كما ينبغي ولن يكون على أحد الانتظار أكثر. المرء لا يبقى في المقدمة دون حراك، بل يقاتل عندما يصبح في المقدمة.
في حرب الشعب، يكون الشعب هو القوة. الدولة هي «نحن». إنّ واجب الحكومة الأول والأخير تجاه الشعب هو كسب الحرب. إن لم تكن هناك موارد، فلنقم بخلقها معاً، لنجدها، ولنخرجها من حيث هي مخبأة. إن كان هناك أغبياء غير أكفاء في الأعلى، فلنبحث في الأسفل لاجتثاثهم واستبدالهم. لننتقل إلى أولئك الذين تمّ تهميشهم وإسكاتهم وتجاهلهم وتخويفهم لأسباب مختلفة. من الواضح أنّ هذا المكان هو الذي يكمن فيه الحل. إن كان الناس وطنيين ومتحمسين للمشاركة في النصر، ولا يدخرون شيئاً في سبيله، فمن واجب الدولة أن تسمح لهم بالمحاولة. لدينا أمّة عظيمة، ولكن علينا فتح الأبواب التي تؤدي إلى النصر، وأن نتخلص بلا رحمة من أولئك الذين يتمسكون بإعاقة الوصول إلى النصر.
لا توجد خطوط حمراء، نحن على الجانب الآخر. ستستمر هجمات العدو في جميع الاتجاهات: الحرب مستمرة منذ فترة طويلة داخل روسيا ويمكن أن تصل إلى الجميع. تبدأ حرب الشعب عندما يلوح في الأفق تهديد مميت للأمة بأكملها وجزء منها لا يعتبر نفسه شعباً أو لم يفكر بالأمر قط، وهذا الجزء أصبح الآن هدفاً أيضاً.

الجبهة هنا الآن

من وقت لآخر نحتاج لتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. تنتج الحقائق غير المعلنة وأنصاف الحقائق متاهات من الغموض، والتي بدورها تخلق دوامات وتيارات مضطربة تتشتت فيها الحقيقة وتذوب. تتدهور الخطابات بشكل لا رجعة فيه. في النهاية، لا يعود أحد يصدق أي شيء وكلّ شيء ينهار. نحن قريبون جداً من هذه النقطة، لذلك يجب أن نتحلى بالشجاعة لتوضيح الأمور. الحدّ الأخير كان ضرب جسر القرم. لا أريد إخافة أيّ شخص، وأعتقد بأنّ الجميع مدرك تماماً لخطورة الموقف الذي نحن فيه. الذين يتحدثون عن السلام و«القانون الدولي» هم إمّا واهمون وحان الوقت للصحوة، وإمّا عملاء وحان وقت كشفهم.
هناك القانون الدولي، وهناك الجغرافيا- السياسية. يصف القانون الدولي كيف يجب أن تكون الأشياء، وتصف الجغرافيا- السياسية كيف تسير الأمور في الواقع. هناك دائماً فجوة بين «أن تكون» و«أن تبدو كأنّك تكون». من الناحية الجغرافية- السياسية، عانت روسيا في عام 1991 من هزيمة هائلة في معركة الأرض مقابل البحر. استسلمنا ورفعنا الراية البيضاء وأطلقنا عليها اسم يلتسين «مركز يلتسين المجتمعي الثقافي التعليمي– الذي افتتح عام 2015 – هو أيضاً نصب للهزيمة والخيانة». علاوة على ذلك، قبلنا الحقيقة التي فرضها العدو، ونظام قيمه، وأعرافه، وقواعده، وديمقراطيته الليبرالية، وإيديولوجيته الفردية، والسوق.
هكذا ولد الاتحاد الروسي تابعاً للغرب، واضطرت موسكو للاعتراف باستقلال أراضيها السابقة التي أصبحت تعتمد تلقائياً على الغرب. تمّ ضمّ ثلاثة من أراضي البلطيق على الفور إلى الناتو، بينما وقفت المناطق الأخرى في الصف لتتبعها. على الصعيد الدولي، انعكس هذا في اعتراف الاتحاد الروسي باستقلال الأجزاء السابقة لروسيا الكبرى، لكنّه مجرّد انعكاس للواقع الجغرافي- السياسي. خسرنا وأجبرنا على التخلي عن الشيشان والتخلي عن شمال القوقاز والتخلي عن منطقة الفولغا والتخلي عن جبال الأورال وسيبيريا والشرق الأقصى.
في نهاية 1993 أدرك أحدٌ ما فجأة بأنّهم يخسرون كلّ شيء وبأنّ عليهم أن يوقفوا الإجبار. هكذا بدأت الحملة الشيشانية الأولى. كانت حملة مروعة، ومخزية، ووحشية... لكنّها كانت أولى علامات وجود أحد في روسيا يجبر السلطة على مقاومة احتلالها الكامل من الغرب. بدأت منذ ذلك الحين تظهر الحدود بين التابعين والساعين للاستقلال. وقف الليبراليون إلى جانب الانفصاليين. رأى «إصلاحيونا» أنفسهم على أنّهم إدارة استعمارية، حاكم مناطق مقهورة في حرب جغرافية- سياسية. كانوا ينظرون إلى الاتحاد الروسي بوصفه كياناً استعمارياً يتمتع بحدّ أدنى من السيادة، وتضاءلت هذه السيادة أكثر فأكثر.
بالنسبة للمخططين الإستراتيجيين الغربيين، كان فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي هو ذاته فضاء ما بعد روسيا، وبأنّه سيصبح تدريجياً تحت السيطرة المباشرة لحلف الناتو. كان الطابور الخامس من الليبراليين الذين حكموا موسكو في ذلك الوقت يسعده تسهيل هذه العملية بأيّ شكل من الأشكال. شمل ذلك تخريب الحملة الشيشانية الأولى، وبلغ ذروته في عملية سلام خاسافيورت التي وطدت حكم الأوليغارش وسيطرتهم على الحكومة في روسيا. ثمّ في أواخر التسعينيات عندما غزا الوهابيون الذين يحركهم الغرب مثل دمى مطيعة موسكو وداغستان، ووجهوا الإرهاب «هجمات، تخريب، غارات». استمرّ «إجبار» روسيا على مزيد من التفكك. أصبح الوضع حرجاً، كما هو الآن، وبات على الجزء الساعي للاستقلال حشد قواه.
ثمّ جاءت حقبة بوتين التي كانت بمثابة تغيير جذري، أولاً وقبل كلّ شيء من الناحية الجغرافية-السياسية. رفضت البلاد التفكك وبدأت كفاحاً لاستعادة السيادة. هذه هي الحملة الشيشانية الثانية، صعبة للغاية ولكنّها منتصرة. لقد صاغ الانتصار قوّة البلاد وحلم أوراسيا التي دافعت عن نفسها ضدّ الهجوم الغربي. بوتين اليوم على طريق الاستعادة الجيوسياسية، وهذه هي مهمته. بوتين يمثّل حقبة عودة أوراسيا إلى طبيعتها ولا شيء غير ذلك.

1092-2

كبح صعود روسيا من ركبتين: الخارج والداخل

على مستوى القانون الدولي، تمّ بالفعل كبح صعود روسيا من ركبتيها في إطار الاعتراف باستقلال دول الاتحاد السوفييتي السابق، وهذا الشكل من «الإكراه» تمّ تأمينه من خلال الإمكانات الجغرافية-السياسية لحلف الناتو. منذ 2007 تحدى بوتين عندما كان في ميونخ هذا الوضع الراهن المتمثل في التوازن الجغرافي-السياسي على المستوى النظري. في عام 2008 في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، تحدّت روسيا الوضع الراهن ما بعد الاتحاد السوفييتي على المستوى العملي. السعي لتعزيز سيادتنا الجغرافية-السياسية منحنا الجرأة لتغيير حدود ما بعد الاتحاد السوفييتي. دخلت واقعية الجغرافية-السياسية حيز التنفيذ وضغطت على القانون الدولي.
«ثمّ جاء ميدان» «انقلاب أوكرانيا»، وإعادة توحيد شبه جزيرة القرم وتمرّد دونباس. «أصبح ميدان» رمزاً لمبادرة الغرب بالهجوم، بينما أصبحت شبه جزيرة القرم ودونباس استجابة للبلاد. مرة أخرى، أعدنا هيكلة القانون الدولي ليناسب الجغرافية- السياسية. يحتوي القانون الدولي على بند غامض حول أولوية السلامة الإقليمية للدول القومية، وفي نفس الوقت على حق الشعوب في تقرير المصير. في الممارسة العملية، يؤدي دائماً إلى توازن جغرافي-سياسي للقوى بين البلاد والغرب. نصرّ نحن على أنّ القرم ودونتسك ولوغانسك وخيرسون وزابورجيا لنا، ويصرّ الغرب على أنّ يوغسلافيا لم تعد موجودة وأنّ كوسوفو مستقلة. القوة فقط هي التي تصوغ الجغرافية-السياسية. أمّا القانون الدولي فيتكيّف بعد الواقع مع ما يظهره في الممارسة الجغرافية-السياسية. الجغرافيا-السياسية هي الحقيقة المجردة، بينما القانون الدولي بنية فوقية، وبدلة، وإطار.
لا تتسق فترة استعادة السيادة الجغرافية-السياسية تماماً مع القانون الدولي الذي اعترف بوجود الدولة القومية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي. لكنّ هذا القانون الدولي لديه مؤيدون في داخل روسيا. كانت روسيا تحت حكم يلتسين شبه مستعمرة، ومع ذلك يوجد مركز يلتسين وكذلك اعتراف موسكو الرسمي بأوكرانيا باعتبارها «دولة قومية». هناك أيضاً إصلاحيون ليبراليون روس يمثلون استمرار الحل الوسط بين الخيانة والولاء للبلاد.
أدّى نفوذ هؤلاء في عام 2014 إلى إيقاف حركتنا تجاه الشرق في أوكرانيا ومحاولة الاستقرار في شبه جزيرة القرم، وقد كان ذلك خطأ. اليوم بات هذا واضحاً للجميع تقريباً. لماذا الاستمرار في الكذب بشأن «الخطّة الماكرة»؟ كان الارتباط بمركز يلتسين والتعلّق بمصالح التسعينيات والغرب والعولمة هو المسؤول عن هذا الخطأ الفادح. لقد عدنا إلى النقطة ذاتها، لكن في وضع بداية أسوأ بكثير، الأمر الذي كان بالإمكان حلّه بنجاح في مرحلته الأولى، لكنّ هذا لم يحدث.
من وجهة نظر جغرافية- سياسية لا يمكن لروسيا أن تسمح لأوكرانيا أن تلعب دور جسرٍ لمنظمة الإرهاب في المحيط الأطلسي والبحر والغرب. جميع الجغرافيين-السياسيين بدءاً من ماكيندر مؤسس هذا العلم، مروراً ببريجنسكي وصولاً إلى الأوراسيين الروس والمدرسة الروسية الحديثة للجغرافية-السياسية، فهموا هذا الأمر جيداً: روسيا هي قوة جغرافية-سياسية مستقلة فقط مع أوكرانيا. هذا هو الأمر الثابت. توصّل ماكيندر وبريجنسكي إلى الاستنتاج: يجب على الغرب بأيّ ثمن إخراج أوكرانيا من تحت أقدام روسيا. توصّل الجغرافيون-السياسيون الروس إلى نتيجة معاكسة تماماً: أوكرانيا وروسيا «كذلك أجزاء أخرى من فضاء الاتحاد السوفييتي» يجب أن يقف إلى جانب روسيا، أو على الأقل أن يكون محايداً. الأمر بسيط: إن كنّا روسيا، فلا ينبغي أن يكون هناك مناهضون لروسيا على طول حدودنا.
بعبارة أخرى: اتفاقيات بيلوفيج كتوقيع على خسارتنا موجودة فقط طالما بقيت روسيا تحت الحكم الغربي: ضعيفة ومحتلة بشكل أساسي، تقودها نخبة استعمارية تابعة. إن كانت روسيا ذات سيادة حقاً، فهي الدول الوحيدة التي يجب أن تكون كذلك على كامل مساحة ما بعد الاتحاد السوفيتي. هذه هي المرة الأولى التي تعتزم فيها روسيا مراجعة النتائج الجغرافية-السياسية للحرب الباردة على نطاق واسع. هذا يعني بأنّ روسيا قررت بأننا لا نتحدث فقط عن المستقبل، بل أيضاً عن الماضي القريب والحاضر من أجل تغيير النظام العالمي أحادي القطب والدخول في صراع مباشر مع الغرب، مع جوهرها الأنغلوسكسوني. بالنسبة لموسكو هذه معركة مميتة، وكلّ شيء على المحك. من ناحية أخرى لن يعاني الغرب كثيراً حتّى لو خسر كامل أوكرانيا، ستظلّ هناك العديد من الطرق التي سيحاول الغرب من خلاله خنقنا بالعقوبات والقيود التجارية والمجاعة التكنولوجية. لكن بالنسبة لنا، فالأمر قاتل والضعف ليس ممكناً. في الحقيقة ليس ممكناً ولا ضرورياً أن نوضّح لأي شخص بأننا أجبرنا على الشروع في ذلك وأننا لا نسترشد في قراراتنا إلا باعتبارات إنسانية، فهذا مجرّد كلام بلاغي.

تغيير المجتمع بأسره

لقد قررت روسيا تغيير النظام العالمي، والآن يجب إعادة بناء المجتمع بأسره بسرعة بطريقة أوروآسيوية جديدة ووطنية. يتعلّق الأمر أولاً وقبل كلّ شيء بهياكل السلطة، حيث من الواضح أنّ العديد من المشكلات قد تراكمت خلال الحقبة شبه الاستعمارية. جزئياً، هناك تخريب حقيقي في ترقية أشخاص غير أكفاء إلى المناصب الرئيسية، وتهميش القادة المستحقين والأقوياء. كان هذا أحد نتائج الفساد الصريح الذي تمّت قوننته بشكل فعّال من قبل الرأسمالية التي تعتبر مركز يلتسين صرحاً لها، والتي كشفها سلوكها في أماكن أخرى في أماكن حساسة.
المشكلة الرئيسية اليوم هي طاقتنا الكامنة، والتي تعود جذورها إلى المجتمع. في غياب الإيديولوجيا وفي الواقع الذي فرض علينا بعد الهزيمة والاستسلام في التسعينيات، نحن نجني ثمار الاحتلال العقلي النموذجي لروسيا. لقد أعطى بوتين إشارة النهاية بالفعل، ولكن لمن أعطاها؟ إن لم نكن نواجه وكلاء التأثير المباشرين، فنحن أمام منتجات هذا التخريب طويل الأمد – الفاسدون والساخرون– والذين غالباً ما يكونون ببساطة غير أكفاء وضعفاء عقلياً رغم ترديدهم الكثير من الشعارات الرنانة في آذاننا. هؤلاء هم ممثلون عن النخبة التي تطورت في التسعينيات السوداء، وهذه القمامة مصممة لضمان عدم انتصار روسيا في أصعب مواجهة مع عدو وحشي وحازم ومجهز تقنياً. الفاسدون يخدمون النخب الفاسدة، وأولئك يخدمون نخب العولمة التي تتفق على أنّ عليها الهيمنة على العالم ولو عنى ذلك انتصار الشيطان.
لقد حانت لحظة التغيير السريع والجذري والعاجل في روسيا. لحظة تأتي فيها الكلمات مقتضبة: «الجميع من أجل النصر» بدلاً من الثرثرة المثيرة للشفقة للمسؤولين الذين يحاولون توحيد ما لا ينفصل. الحرب المقدسة للأمة بأكملها من أجل إعادة صياغة قواعد القانون الدولي التي لا يحترمها أحد ويستخدمونها لاختراق الجبهات. لقد انتهى عصر أنصاف الإجراءات، وانتهى عصر التسويات. لدى المعركة الفرصة اليوم لتكون الأخيرة.

بتصرّف عن:
www.geopolitika.ru

معلومات إضافية

العدد رقم:
1092
آخر تعديل على الثلاثاء, 18 تشرين1/أكتوير 2022 10:36