أيلول.. بين هجمات الأبراج والربيع العربي

جاءت الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر من أيلول محملة بغير ما كانت تحمله كل عام.. جاءت وما يسمى «الربيع العربي» يزهر في أكثر من مكان على امتداد المنطقة العربية، وهذا أنتج خطاباً غربياً مختلفاً من حيث الشكل والمضمون عما كان يقال بحق العرب والمسلمين كلما أطلت مناسبة الهجمات على برجي التجارة في مدينة نيويورك.. وعلى البنتاغون في العاصمة الأمريكية واشنطن..

فقد أكد رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو قبيل مرور الذكرىان الربيع العربي كان «أقوى رد» على الكراهية والتعصب اللذين أديا، قبل عشر سنوات إلى اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.

وقال المسؤولان الأوروبيان في بيان مشترك «بعد عشر سنوات، أرسل الناس من شوارع تونس والقاهرة وبنغازي وكافة أنحاء العالم العربي إشارة قوية من أجل الحرية والديمقراطية. إنها أقوى رد على الكراهية الحمقاء والتعصب الأعمى الذي ترجمته جرائم 11 أيلول/سبتمبر 2001».

لكنهما أضافا أن «الإيديولوجيات المنحرفة التي كانت وراء تلك الهجمات لا تزال تشكل تهديداً» و«لذلك فان أوروبا تقف إلى جانب أصدقائنا وحلفائنا في الكفاح العالمي ضد الشبكات الإرهابية والجهات التي تدعمها اقتصادياً».

وتابعا أن أوروبا مستمرة في «يقظتها» وتعمل مع حلفائها الأميركيين للحؤول دون «انتشار الإرهاب وأفكاره الخاطئة».

ودعا المسؤولان الى مواصلة الكفاح ضد التطرف وتجنيد إرهابيين آخرين.

وشددا على انه «في آخر المطاف لن ننجح (في المعركة ضد الإرهاب) إلا إذا بقينا أوفياء لقيمنا الأساسية في أوروبا والعالم» في إشارة إلى الاتهامات التي وجهت إلى الوسائل والأساليب التي استخدمتها الولايات المتحدة وسي.اي.ايه بعد الاعتداءات في مطاردة ما يسمونه «الإرهابيين».

وخلصا إلى القول إن «النهوض بسيادة القانون وحقوق الإنسان والحكم الديمقراطي والحوار المنفتح بين الثقافات وتوفير الفرص الاقتصادية والتربوية، تشكل أفضل ضمان لتحسين أمن مواطنينا وشركائنا في العالم».

وبالتوازي مع هذا أطلقت المفوضة الأوربية المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا ملمستروم شبكة أوروبية للتوعية ضد التطرف.

وستجمع هذه المبادرة خصوصاً العاملين في المجال الاجتماعي والشرطيين ورجال الدين والباحثين في كافة أنحاء أوروبا لتبادل الخبرات حول طريقة «التصدي لخطر التطرف العنيف» كما قالت ملمستروم وخصصت لها ميزانية قدرها ثمانية ملايين يورو للسنوات الأربع المقبلة.

وأضافت السويدية ملمستروم أن من شان هذه الأداة الجديدة أن تدرس خصوصاً «الحركات الشعبوية الأوروبية» مذكرة بالمذبحة التي ارتكبها مؤخراً متطرف نرويجي.

وأعربت عن أسفها لأن «عدداً متزايداً من الأحزاب الشعبوية يؤثر» على السياسة الأوروبية، وأضافت «لا أقول إن تلك الأحزاب مسؤولة مباشرة على الاعتداءات الإرهابية لكن علينا أن نعترف بأنها تشكل رئتها التي تمدها بالأوكسجين وتحمل الرأي العام على دعم الأفكار المتطرفة».

 

فهل هناك ما بدأ يحدث في أوربا أن المسألة مجرد رد فعل آنيـ ولن تلبث الأمور أن تعود إلى سيرتها الأولى؟