آرا خاجادور آرا خاجادور

لتتشابك الأيدي مع عمال النفط في البصرة الفيحاء

لا ترى حكومة زمرة القتل والجريمة، كما هو ديدن كل الحكومات العميلة في كل زمان ومكان، أي فرق بين المطالب المعيشية والمطالب السياسية، وذلك لأن السيد واحد والعميل واحد، والمقموع والقامع هو ذاته على الرغم من تعاقب الأعوام واختلاف المواقع والأماكن، فان مطالب اليوم في البصرة تكاد تكون ذاتها في كاورباغي قبل أكثر من60 عاماً ؛ زيادة الاجور، توفير السكن، أو قطعة أرض، بعض العدل في مجال الخدمات، وتوزيع الحقوق وما إلى ذلك.

ومن المفارقات أن تتقارب الأحداث بالعدد المعدود من الأيام، وتكاد تكون في ذات الأيام، والرد يكاد لا يختلف كثيراً، لا فرق بين حكومة العمري والمالكي، فالأول لم يتردد في اتخاذ الإجراءات الوحشية، وسارعت حكومته إلى إنزال قوات الجيش إلى شوارع كركوك بدباباتها ومدرعاتها، والثاني ادعى أنه أصدر أوامره للفرقة العاشرة في البصرة للتصدي للـ«مخربين»، الفرق أن الأول أصدر الأوامر فعلاً، ولكن الثاني لم يمنح مثل هذه الصلاحيات من أسياده، فيما خلا النشاط الميليشياوي، والفرق الآخر أن مجزرة كركوك كانت لمرة واحدة، أو على الأقل ليست يومية، وبالمعنى الحرفي والفعلي للكلمة في هذه الأيام الغبراء.

وفي كل الأحوال نقول إن الإضراب تمرين على طريق توحيد القوى الشعبية والعمالية، وأدعو في هذا اليوم عمال التصفية في بيجي والدورة وغيرهما، وعمال وحدات النقل في كركوك وكي ثري وغيرهما إلى إرسال مواقف التضامن إلى إخوانهم في البصرة الفيحاء، اليوم الكل مطالب بإظهار صورة جديدة للوحدة العمالية على طريق الوحدة الوطنية، ومن أجل إفشال عمليات تقنين السرقة من خلال قانون النفط سيء الهدف والنتيجة.

وعلى العمال الواعين الحذر من الاتحادات الصفراء التي تريد تخدير العمال وإيهامهم بمناشدات بائسة مثل أصحابها، موجهة إلى «مقام» و«معالي» اللص الصغير حسين الشهرستاني وزير النفط تتوسل منه اتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة بمعالجة وتنفيذ المطالب المشروعة للعاملين في النفط، وتدعوه إلى «التعاون مع نقابة عمال وفنيي النفط للخروج بالقرارات التي تساهم في رفع المستوى المعيشي والاقتصادي وزيادة وتيرة الإنتاج خدمة للصالح العام»، على حد زعمهم.

إن هؤلاء الذين وصفوا النضال العادل للعمال، أو تناولوه من خلال التحذير من بث الفتنة، ولم يحددوا، فتنة من؟! وضد من؟! نقول لهم إن العمال يعرفون جيداً من هم الذين جُندوا؛ هم وأحزابهم كمأجورين للاحتلال أو الجوار، أن العمال وأطفالهم يريدون خبزاً وأمناً لا خطابات كاذبة ووعوداً خادعة.

ومن الخيانة للطبقة العاملة في ظل المآسي المندلعة على الشعب كله، أن يختتم من يدعي أنه اتحاد عمالي، ويخدم حزباً «عمالياً» بيانه، بعد الكلام الماكر وغير المجدي الذي أشرنا إليه بالقول: «وإلى المزيد من المكاسب والمنجزات لعمالنا الأبطال...» رجاء قولوا للعمال: أين تلك المكاسب؟!. أو على الأقل دعوا الشرطة أو الحرس الوطني أو الفرقة العاشرة توزع ذلك البيان البائس على العمال، لأنكم غير قادرين حتى على الكذب مباشرة وأمام العمال.

ودعوني أنقل لكم أجزاء قليلة من بيانات المنظمات العمالية الحقيقية وغير المزيفة، حيث كان العنوان: «تحقيق مطالب عمال النفط مرهون باستمرار واتساع إضرابهم» وجاء فيه: «أضرب عمال النفط في البصرة والكوت مطالبين بتحقيق مطالبهم المشروعة التي تركزت بالدرجة الأساس في تسديد مستحقاتهم من الأرباح السنوية وتخصيص قطع أراض سكنية».

«وفي الوقت الذي طالب عمال القطاع النفطي بأبسط حقوقهم التي لا تتناسب مع ما يحققونه من إنتاج، وتجمعوا بشكل سلمي، لم تجد السلطات التي تتحكم بالمليارات سوى البنادق والدبابات لتطوق العمال وتتهمهم بالتخريب، وتنشر أجواء القمع والاستبداد، وتهدد باعتقال القادة العماليين».

أن الطبقة العاملة العراقية تعلن وبصوت عال بأن معركة الحقوق المشروعة، هي التي سوف تحسم مصير الاحتلال وأمراء الطائفية والعنصرية لصالح الوحدة الوطنية العراقية، مصدر رفاهية الشعب وأمنه واستقراره.

(إن المضحك المبكي في) وطن تحول إلى نهب بيد المحتل وعملائه، هو حين أرغى وأزبد نوري المالكي مهدداً بإصدار الأوامر للأجهزة الأمنية والعسكرية للتصدي بكل حزم وقوة والضرب بيد من حديد لردع من سماهم بالمخربين الذين يحاولون الإضرار بالمنشآت النفطية والموانئ.

يا لسخرية الأقدار عاطل عن العمل يمارس البطالة المقنعة في مجلس وزرائه وقيادته العسكرية العامة، هذا طبعاً إذا ما استثنينا قتل أبناء الشعب على يد عصاباته، هذا العاطل يتهم العمال بأنهم يخربون العملية الإنتاجية، هل يعقل أن يخرب العمال مصيرهم ومصير عوائلهم؟، قل بصراحة لهم: لا تخربوا العملية السياسية!. مصدر وجودكم وعاركم في الوقت ذاته.

نثق أسوة بأبناء شعبنا بالنفي الصادر عن اتحاد نقابة عمال النفط في البصرة، حول تدخل أية جهات سياسية أو حزبية بقرار الإضراب عن العمل.

إن جماهير البصرة، ومعها شعب العراق والقوى التقدمية العربية والعالمية تؤكد على أن المعيار الذي يعكس طبيعة أية حكومة هو موقفها من العمال وحقوقهم وموقفها من دفاعهم عن تلك الحقوق.

ونحيي اليوم الكتاب من النساء والرجال، الذين وقفوا مع العمال في معركتهم العادلة، وندعو بهذه المناسبة إلى حشد كل القوى الخيرة في الداخل والخارج من أجل:

* النضال سوية مع العمال لإقرار حقوقهم، وان معارك العمال في البصرة تعني بداية طريق وحدة الشعب.

* إشراك العمال في مناقشة قانون النفط، وبات من واجب خبراء النفط والمثقفين العراقيين الأحرار دعم القراءة النقابية لهذا القانون الجائر، العابث بمصالح الشعب، وكادحيه بصفة خاصة.

وندعو مواطنينا في الخارج إلى رفع الصوت مع النقابات والاتحادات العمالية العراقية المناضلة، وغير الصفراء أو غير القابعة في المنطقة الخضراء.

ندعو اتحاد العمال العرب إلى ممارسة دوره المرتجى في دعم أخوتهم في العراق المستباح والنازف، إن إخوتكم في الجوع والعرق الطاهر بحاجة إلى دعمكم اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وها هي بوادر الخير تهب على البصرة في جو هذه الأيام القائظ، وأهلنا من دون ماء أو كهرباء، ومع المحاربة بالخبز، لقد أدان السكرتير العام للاتحاد الدولي لنقابات عمال الصناعات الكيميائية والطاقة والمناجم في بروكسل رئيس حكومة الاحتلال في رسالة وجهها إليه بخصوص أساليبه في التعامل مع الإضراب، وكذلك فعل مؤتمر اتحاد نقابات عمال لندن تجاه الفعل العسكري ومذكرات التوقيف بحق العمال. وعلى الاتحاد العالمي لنقابات العمال أن يسرع في استنكار هذه الجرائم، ويبادر إلى إصدار مطالعة شاملة عما يجري لعمال العراق إلى كل الاتحادات الوطنية في العالم أجمع، ومن أجل وقف النزيف العمالي العراقي.

إن إضراب اليوم هو الشرارة التي لن تنطفئ إلا بإقرار حقوق العمال والشعب، وبهذه المناسبة أدعو إخوتي العمال في أرجاء الوطن الجريح إلى النهوض الفعال، كل في موقعه ومنه، من أجل إعادة جميع العمال والمهندسين المهجرين من ديارهم، الذين هجروا لأسباب طائفية أو عرقية، وبذلك تقدموا الدرس لأبناء الشعب كلهم، وبهذا يكون الرد العمالي على محاولات إضعاف الوطنية العراقية، التي هي مصدر قوة الشعب من أجل انتزاع حقوقه المهنية والوطنية.

إلى المزيد من التضامن ياعمال العراق!

• أخوكم: آرا خاجادور

آخر تعديل على الخميس, 17 تشرين2/نوفمبر 2016 17:46