بصراحة ... الحكومة جوّعتنا وجعلتنا فقراء

بصراحة ... الحكومة جوّعتنا وجعلتنا فقراء

انتهت المؤتمرات النقابية في المحافظات جميعها، وابتداءً من تاريخ 25/2/2024 تبدأ مؤتمرات اتحادات المحافظات، حيث تتكثف فيها كل أوجاع الطبقة العاملة ويعبّر عنها بأشكال وألوان متعددة، مرة بخجل وحرص على انتقاء الكلمات والجمل التي سيُسمعها النقابي لمن هم في مواجهته من المسؤولين الحضور، فيهزون رؤوسهم كناية عن سماعهم ما يُقَال ولكن كيفية تنفيذ ما قيل قضية أخرى، واللون الآخر من التعبير عن الأوجاع يأخذ شكل الحدة في الطرح، فيكون الطارح للقضية مكلوماً وموجوعاً إلى الحد الذي يجعله يقول «مالها فارقه معي بدي أحكي وقول يلي بقلبي» وهذا النوع من الطرح لا يُطرب الحاضرين في منصات المؤتمر، ويبدؤون بتحضير أنفسهم للردّ على ما قيل حتى لا يأخذ القول مفعوله عند بقية الحضور، وبالتالي يترك أثره الإيجابي من حيث التعبئة والتفاعل.

في العديد من المؤتمرات طرح بعض النقابين موقفاً لم يعجب الحاضرين في منصة المؤتمر حيث قال أحدهم في مداخلة قصيرة: «قبل أن أبدأ بطرح المطالب لمعملي»، وهو عامل، والمداخلة القصيرة كانت من الحماوة لدرجة أنها جعلت أصحاب المنصة يجتمعون عليه بالرد. فقال هذا العامل: «الحكومة جوّعتنا وجعلتنا فقراء دعونا نحل أمورنا معها»، نحن من ينتج والشعب لا يثق بها لأنها منحازة إلى الأغنياء وهي أيْ الحكومة تسهّل لهم كل الطرق لنهبنا وجعلنا فقراء. لا يكفي أجرنا كفاف أكلنا وعيشنا، أوضاعنا ليست بخير بسبب سياساتهم، ومعاملنا ليست بخير بسبب سياساتهم أيضاً. فماذا تبقّى لنا غير الفقر والحرمان والعذابات؟
كان الرد عليه مركزاً حيث ألقيت محاضرة ابتدأت بتعداد الإنجازات والحقوق التي تم الحصول عليها من الحكومة، وكانت نهايتها عن الفرج القريب الذي سيأتي وعن الوضع الاقتصادي الذي سيتحسن وسيُرى بأمّ العين، وأن الوضع الذي نحن فيه الآن سببه الحصار الجائر وإلى ما هنالك من مقولات أصبحت تتردد على مسامع الشعب السوري لتبعث «الأمل» بغدٍ ستشرق شمسه الساطعة على فقراء الشعب، ولكن لم يقولوا للعمال كيف سيحدث ذلك الانفراج الذي يتحدثون عنه وما هي مؤشراته وما هي مستنداته، خاصة ونحن نرى كل ساعة وكلّ يوم العجب العجاب في معيشتنا وتأمين حاجاتنا الضرورية بل أبسط الضروريات.
إنّ كلّ ما يقال هو ذر للرماد في العيون ولكنّ عيوننا أصبحت معتادة لا يؤثر بها ما يذرّونه وذاكرتنا قوية لدرجة أنها لا تنسى من كان السبب في قهرنا وعذاباتنا. ستبدع ذاكرتنا طريق خلاصنا وهو طريق طويل ولكن له نهاية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1163