بصراحة ... العمال يتساءلون: إلى متى سنبقى على هذه الحال؟

بصراحة ... العمال يتساءلون: إلى متى سنبقى على هذه الحال؟

حال العمال لم يعد خافياً على أحد، ولم تعد تنفع أنواع المسكنات كلها التي توصف لهم من أجل أن يصبروا على وجعهم... وجعهم المزمن الذي وصل إلى أدق خلاياهم، ولم يجدوا له دواءً شافياً.

كيف سيوجد الدواء؟ ومسببات الداء ما زالت قائمة! وتفعل فعلها في جسدٍ هدّه التعب والشقاء وطول الحرمان، يضاف إليها، مع الأزمة ما أصابهم من التهجير واحتمالات الموت المفاجئ لأسباب عدة من هنا أو هناك، والذي كانوا يتعرضون له في ذهابهم وإيابهم، أي «فوق الموتة عصة قبر».
في كل مرة نلتقي مع العمال، يكون القاسم المشترك لحديثهم الأسعار وارتفاعاتها المستمرة، وحول أجورهم التي لا تكفي للأيام الأولى من الشهر، كما عبرت إحدى العاملات عن ذلك، مطالبة الحكومة أن تأخذ أجر العمال وهي تصرف وتؤمن احتياجاتهم، كناية عن ضعف تلك الأجور، الذي سببه موقف الحكومة وسياساتها من تلك الأجور، حيث يجري الحديث عبر الوسائل المختلفة عن زيادة محتملة للأجور.
الحكومة، وكما عرفها العمال في جميع الزيادات السابقة، تقوم برفع أسعار المواد، وخاصة المشتقات النفطية، وبهذا يكون ما قدمته للعمال من زيادة باليد اليمنى، تعود لسحبه بيدها اليسرى وأكثر منه، عبر ارتفاع متوالٍ للأسعار الذي لا يتوقف عند حد، ويقول كما تقول النار، هل من مزيد؟ ولكن من جيوب الفقراء والعاملين بأجر، بينما أصحاب الأرباح وقوى النهب يعيشون بنعيم، ولا تثريب عليهم لنهبهم وتجويع الآخرين، وهم الأغلبية الساحقة من شعبنا العنيد.
لا يمكن التسليم بحجة الحكومة ومبرراتها التي تسوقها مراراً وتكراراً، وهي معروفة أمام النقابات والعمال في مؤتمراتهم واجتماعاتهم، وهي حجة لا تصمد أمام الواقع المر الذي يعيشه العمال، وما يقدمون من تضحيات في معاملهم، من أجل أن يستمر الإنتاج إذا كان ذلك ممكناً، من حيث توفر المواد والطاقة وخلافه، وكي تبقى المكنات تدور دون توقف، والتي في كل الأحيان تكون الحكومة هي من يعيق تدوير عجلة الإنتاج واستمراريته وتطوره في العديد من المراكز الإنتاجية، التي فيها إمكانية عالية لزيادة إنتاجيتها، وبالتالي إمكانية تحسين الوضع المعيشي لعمالها من خلال التعويضات المختلفة، مثل: الحوافز الإنتاجية وطبيعة العمل والوجبة الوقائية وغيرها من القضايا... التي يحرم منها العمال وهم على رأس عملهم.
بعد تلك الأحاديث التي يتداولها العمال عن أوجاعهم، يكون السؤال الأساسي لديهم: إلى متى سيبقى حالنا هذا دون تغيير؟
إنّ طرح السؤال، رغم بساطته، يعني أن العمال بدؤوا يفكرون بشكل التغيير المطلوب من أجل حقوقهم، التي حرمتهم إياها تلك السياسات الحكومية المنحازة كلياً للأغنياء، الذين اغتنوا من لقمة العمال وجوعهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1159
آخر تعديل على الأربعاء, 14 شباط/فبراير 2024 13:21