بصراحة:مواجهة العدوان!

ضجت وسائل الإعلام بالعدوان الأمريكي على أحد المواقع العسكرية للجيش السوري، وفي أغلب نشراتها تظهر بعض تلك الوسائل ترحيبها بالعدوان، وبالدور الأمريكي المفترض أن يكون حاضراً في الأزمة السورية، بعد أن انكفأ هذا الدور بفعل التغير الحاصل في موازين القوى، عبر تراجع قوى العدوان، وانعكاس هذا التراجع على القوى المختلفة اللاعبة في الساحة السورية.

 

 

من هنا نلمس مدى التأييد، من قبل البعض، الذي حظي به العدوان الأمريكي، حيث يعتبرونه مقدمةً لتغير الواقع السياسي والعسكري، كما تتأمل تلك القوى من العدوان، وفي مقدمتهم تلك المعارضة، التي ترى في التدخل الخارجي مفتاح انتصار برنامجها، المرتبط بالدعم الذي تقدمه لها قوى الفوضى، واستمرار نزيف الدم السوري، ومأساة الشعب العنيد الذي يدفع الثمن الباهظ من دمه ولحمة.

إن الشعب السوري -وخاصةً طبقته العاملة- الذي تمرس في النضال ضد أشكال الاستعمار كلها، لقادر على رد العدوان والانتصار لقضيته الوطنية والطبقية، إذا ما امتلك أدواته الضرورية، التي تجعله قادراً على المواجهة والمقاومة، وهي متعددة الأوجه، بما فيها مستوى الحريات السياسية والديمقراطية، التي هي مفاتيح الدفاع عن حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي ستمكنه بالفعل من المواجهة؛ ليس مع العدوان الخارجي فحسب، بل ستمكنه من الدفاع عن لقمته التي انتهكها تجار الأزمة وأمراء الحرب، المتورمون من فقره وتعتيره، الذي وصل إلى درجة لا يقبل بها إنسان.

العدو الأمريكي، ومعه العدو الصهيوني وحلفاؤهم، من مصلحتهم ومن أهدافهم الكبرى إدامة الاشتباك واستمرار الأزمة إلى «ما شاء الله» ولكن هل من مصلحة شعبنا بأغلبيته الساحقة كذلك؟.

إن الشعب السوري، وطبقته العاملة المنظمة، قد أنهكته الأزمة  بتفاصيلها كلها، وهو يتوق إلى ذلك اليوم الذي يتوصل فيه السوريون إلى حل يعبر عن المصلحة الجذرية والحقيقية لهم، وإن الإعاقات التي توضع في طريق الحل السياسي، باعتباره خشبة الخلاص للأزمة الوطنية الطاحنة، سيتجاوزها السوريون الوطنيون أينما كانوا، وهو الطريق الوحيد لتوحيد مواقفهم وإمكاناتهم، من أجل مواجهة الإرهاب بأشكاله وألوانه كلها، بما فيها أشكال العدوان المختلفة التي تأتينا من كل حدب وصوب، ساعيةً بيأس إلى تدمير ما تبقى من وطننا، الذي بناه السوريون بعرقهم وجهدهم ودمهم.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
805