بصراحة:ما يقوله العمال؟!

بصراحة:ما يقوله العمال؟!

الشمس لا يغطيها الغربال، وواقع حال العمال لم يعد خافياً على أحد، ولم تعد تنفع أنواع المسكنات التي توصف لهم كلها من أجل أن يصبروا على وجعهم ... وجعهم المزمن الذي وصل إلى أدق خلاياهم ولم يجدوا له دواءً شافياً.

كيف سيوجد الدواء؟ مسببات الداء ما زالت قائمة! وتفعل فعلها في جسدٍ هدّه التعب والشقاء وطول الحرمان، يضاف إليها، مجدداً مع الأزمة، التهجير واحتمالات الموت المفاجئ من هنا أو هناك، أي« فوق الموته عصة قبر».
في كل مره يلتقي العمال مع بعضهم، في ذهابهم إلى العمل وفي إيابهم، يكون القاسم المشترك لحديثهم حول الأسعار وارتفاعاتها المستمرة، وحول أجورهم التي لا تكفي لأيام معدودة من الشهر، كما عبرت إحدى العاملات عن ذلك؛ مطالبة الحكومة أن تأخذ أجرها وهي تصرف على العمال، كناية عن ضعف تلك الأجور التي سببها موقف الحكومة وسياساتها من تلك الأجور، التي جعلت منها حجه في تدهور مواردها، وأن ما تقدمه للعمال من أجور وخلافه هو «كرم أخلاق» منها تجاه العمال، «الذين لا ينتجون!»، ومع هذا ينالون أجورهم مطلع كل شهر وكأنهم هم المسببون لهذا الواقع، إذا سلمنا بحجة الحكومة ومبرراتها التي تسوقها أمام النقابات والعمال في مؤتمراتهم واجتماعاتهم، وهي حجة لا تصمد أمام ما يقدمه العمال من تضحيات في معاملهم، من أجل أن يستمر الإنتاج، وكي تبقى المكنات تدور دون توقف، والتي في أحيان كثيرة تكون الحكومة هي من يعيق استمرارية الإنتاج وتطوره في العديد من المراكز الإنتاجية، التي فيها إمكانية عالية لزيادة إنتاجيتها، وبالتالي إمكانية تحسين الوضع المعيشي لعمالها من خلال التعويضات المختلفة، مثل الحوافز الإنتاجية وطبيعة العمل والوجبة الوقائية وغيرها من القضايا التي يحرم منها العمال وهم على رأس عملهم.
بعد تلك الأحاديث التي يتداولها العمال عن أوجاعهم، يكون السؤال الأساسي لديهم: إلى متى سيبقى حالنا هذا دون تغيير؟.
إن طرح السؤال، رغم بساطته، يعني أن العمال بدأوا يفكرون بشكل التغيير المطلوب من أجل حقوقهم، التي حرمتهم إياها تلك السياسات الحكومية المنحازة كلياً للأغنياء، الذين اغتنوا من لقمة العمال وجوعهم.