صناعيو عدرا: لا كهرباء ولاماء.. وغلاء في الأسعار

صناعيو عدرا: لا كهرباء ولاماء.. وغلاء في الأسعار

تزداد أهمية المدن الصناعية التي أٌنُشأت في فترات سابقة للأزمة، وبدأت تعمل ثانيةً بجزء من طاقتها الإنتاجية، حيث أحد المصادر أن عدد المعامل والمنشآت الحرفية العاملة في عدرا الصناعية يقارب الـ 1200 معمل ومنشآة حرفية، أما بقية المدن فهي تعمل تبعاً لظروفها من حيث الأمان والاستقرار وتوفرالمواد الأولية والخدمات المختلفة المفترض توفرها.

 يعتبر البعض المدينة الصناعية في عدرا، نموذجاً للمدن الصناعية الأخرى، التي بدأت الحياة تدب فيها مجدداً، بسبب عودة الكثير من المعامل والحرف للإنتاج، بالرغم من الظروف الصعبة التي تسود المدينة العمالية، وهذه الظروف يمكن تجاوزها في حال توفرت إرادة تشغيلها من قبل القيمين على إدارتها بمختلف مستوياتهم الوظيفية.

لا ماء!

«قاسيون» التقت مع أحد الصناعيين العاملين في المدينة الصناعية، وطرحت عليه مجموعة من الأسئلة المتعلقة بظروف العمل، من حيث توفر الخدمات واليد العاملة، حيث استعرض هذا الصناعي جملة من المشاكل التي تعيق العمل هناك، وفقاً له، فإن مشكلة توصيل المياه إلى هناك هي من أبرز المشاكل حيث (تأتي المياه مرة واحدة في الأسبوع فقط، كما أنها مياه مالحة غير صالحة للشرب، ولا حتى للاستخدام الصناعي كمعامل الغذائيات والمرطبات ومعمل الأندومي)، وأضاف الصناعي لقاسيون أن (تكلفة تعبئة صهريج المياه تبلغ 4000 ليرة سورية وهو يكفي ليوم واحد فقط)!.

أزمة المواصلات

لا تتوقف المشاكل عند هذا الحد فمشكلة المواصلات داخل المدينة هي معيق آخر، ووفقاً للصناعي نفسه فإنه: (لا توجد مواصلات تصل إلى داخل المدينة الصناعية، فالباصات الكبيرة تصل إلى مبنى البلدية فقط، مما يضطر العامل في المعامل البعيدة عن البلدية للسير مسافة تتراوح بين 4 – 5 كيلو للوصول إليها).

وبناء عليه يقول الصناعي أن (أصحاب المعامل يضطرون للتعاقد مع وسائل نقل خاصة تكلفهم شهرياً حوالي 100 الف ليرة سورية، ولهذا السبب يعمل العمال طيلة أيام الأسبوع ولا يعودون لمنازلهم إلا يوم الجمعة فقط توفيراً لأجرة النقل).

بالإضافة إلى كل ذلك يؤكد الصناعي ذاته لقاسيون أن مشكلة الآمان على الطريق هي مشكلة مؤرقة فـ (طريق دمشق- حمص من حرستا غير آمن) أما بالنسبة للطريقين الآخرين التل، والغوطة فهما أطول مسافة مما يزيد من تكاليف نقل البضائع والعمال، وينعكس ارتفاعاً في التكاليف الإنتاجية، وبالتالي بارتفاع أسعار المنتجات.

الأسوأ من كل ذلك هي مشكلة غلاء الأسعار للمواد الغذائية كالخضار والفواكه والغذائيات المرتفعة نسبياً، والتي تباع للعمال المقيمين هناك، حيث لا توجد مراقبة للأسعار من قبل إدارة المدينة، والباعة يسعرون على أهوائهم. 

حتى الكهرباء؟!

لا يوجد مستوصف أو نقطة طبية في المدينة البعيدة أساساُ عن مركز المدينة لإسعاف العمال، إذا تعرض أحد العمال لإصابة العمل أو أي عارض صحي طارئ، كما أن البلدية لا تقوم برش المبيدات لمكافحة الحشرات المنتشرة في المدينة كـ(الذباب والناموس)، ويضيف الصناعي والذي توقف أيضاً عند (مشاكل الترخيص الإداري)، حيث يرى أن هناك عرقلة لمعاملة المصانع التي لا تملك ترخيصاً إدارياً، وأن معاملة الحصول على الترخيص الإداري (معقدة).

يختم الصناعي حديثه عن مشاكل المدينة الصناعية بأم المشاكل، أي الكهرباء، والتي تنقطع من الساعة 5 مساء إلى الساعة 12 ليلاً، مما يعرقل عمل المعامل التي تعمل بنظام الورديات، هذا ويتساءل الصناعي حول هذه المشكلة بالقول: (لماذا لا تنقطع الكهرباء من الساعة 11 ليلاً إلى الساعة 6 صباحاً كي يتسنى لهذه المعامل الاستمرار بالإنتاج)؟!