من الأرشيف العمالي: مطلب هام وحيوي

ستجري الانتخابات النقابيّة التكميليّة، وذلك لسد النقص الحاصل في اللجان النقابيّة وأعضاء المؤتمر (المندوبين) تمهيداً لعقد المؤتمرات النقابيّة السنويّة التي يجريّ فيها تقييم العمل النقابيّ خلال عام كامل، وتطرح أبرز مطالب الطبقة العاملة لتعكس معاناة هذه الطبقة التي تزداد معاناتها يوماً بعد يوم في ظل النهب المتسارع الذي تمارسه البرجوازيتان الطفيليّة والبيروقراطيّة، مما يؤديّ إلى مفاقمة أوضاعها الاقتصاديّة والمعاشيّة. والسؤال المطروح الذي يفرض نفسه الآن هو:

إلى متى ستبقى النقابات تطرح في تقاريرها ومداخلاتها معاناة العمال دون أن يكون هناك عمل ملموس باتجاه تحقيق المطالب المطروحة؟!. وإلى متى ستبقى البرجوازيتان الطفيليّة والبيروقراطيّةّ تمارسان نهبهما وإفقارهما للطبقة العاملة وعموم الكادحين، دون أن يكون للطبقة العاملة الحق في الرد على هذا النهب.
إن من شروط الرد على النهب الذي تمارسه البرجوازيّة بحق الطبقة العاملة هو ممارسة الطبقة العاملة حريتها في الاختيار الحر للمناضلين النقابيين الذي لديهم الاستعداد في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة في كل تجمع عماليّ.
إن التجارب العديدة التي جرت فيها الانتخابات لتؤكد عدم جدوى الأسلوب المتبع في فرض القوائم المغلقة وبطريقة التزكية، وعدم فسح المجال للعمال لاختيار مرشحيهم بشكل مستقل عن أية ضغوط سواء كانت خارجيّة أو داخليّة باعتبار ذلك سيمكن الطبقة العاملة من ممارسة دورها المنوط بها في الدفاع عن مصالحها، وعن قطاع الدولة الذي يتعرض للنهب الواسع. إن الديمقراطية النقابية وتوسيعها هو مطلب هام وحيوي بالنسبة للحركة العماليّة والنقابيّة يمكنها من النضال من أجل تحسين المستوى المعاشيّ، ويمكنها من الدفاع عن حقوقها، وهذا ما أكدته المؤتمرات النقابيّة المتعددة، وهو موضع بحث في الحركة النقابية من خلال النقاط السبع التي طرحها الاتحاد العام.
قاسيون العدد 111 كانون الثاني 1989