في دير الزور عمال معمل الأعمدة الخرسانية بلا معمل وبلا رواتب وبلا مدير..!؟

في دير الزور عمال معمل الأعمدة الخرسانية بلا معمل وبلا رواتب وبلا مدير..!؟

عقود من النهب والفساد للدولة والمجتمع، ورغم ذلك بقي القطاع العام يؤدي دوره في وقوف اقتصاد الوطن على رجليه فكان لابد من إركاعه وبالتالي إركاع سورية.. فجاءت السياسات الليبرالية الدردرية وحماتها في العقد الأخير لتسقطه أرضاً بالضربة القاضية..فتفجر الغضب الشعبي من المعاناة والألم

..فجاء جماعة من اللصوص الجدد منفذى القمع والفساد ومن الذين ادّعوا الثورية أيضاً والمرتبطين باللصوص الكبار في الداخل والخارج ليدمروا وينهبوا ما تبقى من أشلاء المعامل والمصانع وحتى منازل العمال والمواطنين وصارت أرضاً يباباً كلّها تنعق فيها البوم والغربان..

الدردري ومن ورائه الذين خربوها وجلسوا على تلتها.. الدردري الذي يحاول البعض اليوم تلميعه وتسويقه مجددا واعتباره المخلص بإعادة الإعمار بينما تبحث قوى الفساد عن نهبٍ جديدٍ.. أليس من يجرب المجرب عقله مخرب..؟
وحال معمل الأعمدة الخراسانية في دير الزور هو صورة عن غالبية ما أصاب معامل القطاع العام والخاص الوطني المنتج المستهدفين سابقاً ولاحقاً من القوى الليبرالية المرتبطة بالخارج..
فقد توقف المعمل منذ 22/6/2012 كما بقية معامل دير الزور ونهبت ممتلكاته وآلاته وبقية محتوياته..ومع ذلك قام قسم من العمال بتجميع أنفسهم ووضعوا أنفسهم تحت تصرف المحافظ وبدؤوا يداومون في مبنى مديرية البيئة ريثما يُعاد تأهيل المعمل..
وبدل الوقوف إلى جانب العمال الذي صمدوا سابقاً وساهموا بعرقهم ودمهم في بناء المعمل واستمرار عمله يجري اليوم التعامل معهم في أحسن الأحوال بإهمال وقد مضى عليهم أربعة أشهر دون رواتب.. فبادر مديره بالتنسيق مع مدير الكهرباء سابقاً المحافظ حالياً لدير الزور بصرف حوالي سبعة ملايين ونصف من شركة كهرباء دير الزور كرواتب وهي جزء من 14 مليون ليرة ديوناً للمعمل على الشركة كقيمة أعمدة كهربائية مستجرة،وذلك لعدم وجود سيولة نقدية خاصة بالمعمل المتوقف والذي كان يعتمد على إنتاجه.. مما خفف قليلاً من معاناة العمال ومعاناة أسرهم الذين طحنتهم الأزمة وحرموا من عملهم وهجروا من منازلهم التي نهبت ودمرت وحرقت ويقيم بعضهم حالياً في المدارس .. وبدل شكر مدير المعمل جرى عزله بقرار وزير الكهرباء رقم 515 تاريخ 30/5/2013  بناءً على اقتراحٍ من مدير المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء ولم يجر تكليف بديل آخر عنه.. وهم حالياً منذ شهرين بلا رواتب وبلا مدير يتابع وضعهم وحقوقهم في البقاء أحياء على الأقل ..!؟
وقد توجه العديد من العمال إلى قاسيون لإيصال شكواهم وصوتهم .. وقاسيون إذ تنشر ذلك وتبين معاناتهم وسوء معاملتهم فإنها تقف إلى جانبهم وإعطائهم حقوقهم وهي ليست مِنّةً من أحد، بدل أكلهم لحماً وتركهم عظماً، وعرضةً لاستقطابات أخرى ودفعهم نحوها، وهذه جريمةً بحقهم وحقّ الشعب والوطن وكرامتهما التي هي فوق كل اعتبار