في ذكرى الجلاء!

في ذكرى الجلاء!

حلّت الذكرى الخامسة والسبعون للجلاء العظيم الذي حققه الشعب السوري عبر كفاح طويل استمر حوالي 25 عاماً بشكل مختلف هذا العام.

فالجلاء الذي لم يكن مِنّةً من أحد، بل كان ثمرة مراحل متلاحقة من الكفاح الوطني من معركة ميسلون حتى انتفاضة الجلاء. وفي هذه الفترة، اشتعلت ثورات عديدة في البلاد السورية، أكبرها ثورة الشيخ صالح العلي في الجبال الساحلية، وثورة إبراهيم هنانو في الشمال، والثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش، إضافة إلى ثورات مناطق الجزيرة والفرات وحوران وحلب وحماة والجولان وغيرها. وتحقق الجلاء بعد تضحيات عظيمة قدمها السوريون بسخاء.

واليوم، في الذكرى الـ 75 للجلاء، شاهدنا إحياء الذكرى بشكل فريد، إذ نشر المشاركون في احتفالات الجلاء القديمة أو أبناؤهم وأحفادهم، ذكرياتهم الوطنية في هذه المناسبة.

على سبيل المثال لا الحصر، ففي جرمانا، نشرت صور المدينة في احتفالات الجلاء سنوات 1946-1954. وفي دير الزور، ظهرت صور العروض الجماهيرية لعيد الجلاء عام 1957. وفي الجزيرة، كتب المشاركون ذكرياتهم عن احتفالات الجلاء في عامودا والحسكة سنوات 1988-1996. وفي السويداء وطرطوس واللاذقية وجبلة وحلب ودمشق ورأس العين وعفرين، نشر المشاركون في الاحتفالات القديمة أو الأبناء والأحفاد صور وذكريات احتفالات الجلاء، وكتب آخرون ذكرياتهم في وسائل الإعلام.

سجلت هذه الذكريات ما يعنيه هذا اليوم في ذاكرة السوريين حتى الآن، فظهور الصور والذكريات بعد مضي كل تلك السنوات، يعني أن الناس يوقظون أنصع صفحات التاريخ الوطني في هذه اللحظة بالذات. ومن جهة ثانية، يعني ذلك التّوق الشعبي للسوريين لجلاء جديد في هذه الظروف التي تمر بها البلاد.

نستطيع القول: إن التاريخ الوطني لم يُدون كما يجب، وأظهرت الصور والذكريات ما كان مخفياً أو مغيباً طوال عقود طويلة من التراجع في العديد من الأنحاء السورية. ذكريات أصغر البلدات إلى أكبر المدن. طرق الاحتفال المختلفة، وتراث الاحتفال في كل منطقة. ذكريات الناس المجهولين الذين صنعوا تلك الأيام، وعادت للظهور في هذه اللحظة بالذات من زمن الصعود وزمن «الشعب يريد». كما نشط المؤرخون والمهتمون بالتاريخ في نشر صور ووثائق جديدة حول الحركة الوطنية في ذلك الزمن.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1014